تعثر تشكيل الحكومة ووقف القتال.. السعودية تهدد ببيان رسمي والانتقالي يصعد عسكرياً
الجنوب اليوم | خاص
أرجأت مصادر عسكرية مطلعة سبب قيام الانتقالي بالتصعيد العسكري ضد قوات هادي ومليشيات الإصلاح في أبين إلى ضغوط سعودية يتعرض لها الانتقالي لسحب قواته من عدن.
وقالت المصادر إن الانتقالي لجأ للتصعيد للهروب من هذه الضغوط التي تمارس ضده من قبل اللجنة العسكرية السعودية المعنية بإخراج قوات الانتقالي من عدن.
وتطالب قوات الانتقالي لتنفيذ انسحابها من عدن انسحاب مليشيا الإصلاح من جبهات شقرة وشرق زنجبار وإعادتها إلى شبوة ومأرب.
وكانت قوات الانتقالي قد بدأت بتنفيذ هجوم مضاد للهجوم الذي نفذته مليشيات الإصلاح وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الانتقالي خلال اليومين الماضيين.
وباشرت قوات الانتقالي منذ صباح اليوم بتنفيذ هجوم واسع على مواقع قوات هادي في جبهات الطرية والشيخ سالم، في مقابل دفع الإصلاح بتعزيزات عسكرية شملت 4 أرتال وصلت إلى شقرة اليوم وكانت في طريقها إلى الطرية والشيخ سالم لإسناد القوات المتمركزة هناك.
إلى ذلك قال مصدر خاص مقرب من قيادة الانتقالي أن الأخير يقدم مبررات مقنعة للطرف السعودي بشأن عدم سحب قواته من عدن ووقف القتال في أبين، مفادها أن تعثر تشكيل الحكومة واستمرار قوات هادي ومليشيا الإصلاح في عملياتها العسكرية في جبهات أبين هو ما يرفع مستوى المخاوف لدى الانتقالي من أن يباشر بتنفيذ التزاماته من الاتفاق خاصة الشق العسكري المتمثل بسحب قواته من عدن ولا يتم مقابل ذلك إكمال تشكيل الحكومة وسحب هادي والإصلاح قواتهما من أبين وإعادتها إلى مأرب، الأمر الذي قد يُفقد الانتقالي ورقة ضغط كان يمكنه من خلالها المساومة بها في حال تعرض للغدر.
وفيما يبدو أن الرياض فشلت في ضغوطها على الطرفين لإتمام اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة وسحب القوات من عدن وأبين، وهو ما دفعها من وجهة نظر مراقبين إلى إصدار بيان رسمي صادر عن اجتماع بقيادة الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز خُصص للشأن اليمني الجنوبي حمل في توقيته رسالة قد تُفهم على أنها تهديدية للطرفين “الانتقالي وهادي ومن معه”.
حيث تضمن البيان التأكيد على تمسك الرياض بتنفيذ الاتفاق كحل للصراع، أما عن رسالة التهديد فيمكن فهمها من خلال ما ورد فيه من أن الرياض عازمة على تنفيذ الاتفاق وبما يهيئ لعودة حكومة هادي إلى عدن وتحقيق الأمن والاستقرار حسب ما ورد.
كما لم يستبعد مراقبون أن يكون البيان رسالة تحذير من الرياض لكلا طرفي الصراع الانتقالي وهادي المصعدين عملياتهما العسكرية في أبين في ظل وجود اللجنة العسكرية السعودية المعنية بإخراج قوات الانتقالي من عدن وسحب قواته وقوات هادي من أبين ووقف القتال هناك، في إشارة إلى أن الرياض تريد أن تقول للطرفين أن عليهما تنفيذ الاتفاق وفق ما ورد ببنوده ونصوصه حتى لو اضطرت لاستخدام القوة ضدهما.
كما لفت المراقبون إلى أن التحركات التي أجرتها اللجنة العسكرية السعودية اليوم الأربعاء ليست ببعيدة عما ورد في البيان السعودي الرسمي بشأن تنفيذ اتفاق الرياض، حيث وصل فريق سعودي اليوم إلى مناطق سيطرة الانتقالي في زنجبار جنوب أبين للضغط على قيادات الانتقالي الميدانية لوقف العمليات العسكرية، بعد أن كانت اللجنة قد حاولت وقف العمليات العسكرية من عدن عبر مخاطبة رئاسة الانتقالي ولكن دون فائدة.