اتفاق الرياض يتجة نحو المجهول .. وشركاء الاتفاق تخوض مناورة الفشل
الجنوب اليوم | خاص
نهاية يوليو الماضي أعلنت السعودية عن آلية تنفيذية لاتفاق الرياض أجرت عبرها باتفاق مع الإمارات تعديلاً في تنفيذ الاتفاق تضمن تبديل الشق السياسي بدلاً عن العسكري ليتم تنفيذه أولاً في اتفاق الرياض الذي توصلت إليه أدوات التحالف السعودي الإماراتي في الخامس من نوفمبر العام الماضي.
عُد ذلك تنازلاً من قبل حكومة هادي التي رضخت لطلب الإمارات بأن يتم تنفيذ الشق السياسي المتمثل بإدماج الانتقالي في السلطة ومن ثم تنفيذ الشق العسكري المتضمن انسحاب الانتقالي من عدن ولكن ليس بمقابل عودة قوات هادي بل تسليم المدينة عسكرياً للتحالف السعودي الذي سعى لتشكيل كيان عسكري تحت مسمى حماية المنشآت تم تدريب ألويته داخل السعودية وحالياً يجري توزيع القوة على عدة منشآت في عدن وكانت البداية من كريتر حيث أخرجت الرياض قوات الانتقالي من المديرية التي تتضمن أهم المنشئات السيادية منها القصر الرئاسي “معاشيق”.
ذلك لا يعني أن الانتقالي قبل بتنفيذ الاتفاق من الناحية العسكرية حيث لا يزال يتلكأ ويرفض إخراج بقية قواته من عدن بذريعة عدم وقف المواجهات العسكرية في أبين من قبل قوات هادي ومليشيا الإصلاح المدعومة من قطر وتركيا.
الاتفاق الذي كان يفترض أن يتم إنجازه إلى ما بعد أيام قليلة لا يزال مجرد حبر على ورق ولم يتم تنفيذ أي بند منه سوى تعيين محافظ لعدن ومدير أمن للمدينة وتسمية معين عبدالملك رئيساً للحكومة وهذا الأخير تم فرضه من قبل السفير السعودي محمد سعيد آل جابر، لكن ذلك لا يعني أيضاً أن هناك تقدماً في تنفيذ اتفاق الرياض فحتى اللحظة لم يتسلم كلاً من المحافظ الجديد احمد حامد لملس ولا مدير الأمن محمد الحامدي منصبيهما بسبب رفض الانتقالي.
كان من المفترض أن لا تمر 30 يوماً من تاريخ إعلان الآلية التنفيذية الجديدة لتنفيذ اتفاق الرياض إلا وقد تم تشكيل الحكومة الجديدة التي يشارك فيها الانتقالي وتكون مناصفة بين الشمال والجنوب.
حتى اللحظة لم يتم شيء من تسمية أعضاء الحكومة وسط أنباء تؤكد وجود خلافات بين طرفي الانتقالي وهادي وباقي المكونات التي ستشارك بالحقائب الوزارية بشأن الوزارات السيادية من الآخرى وكيف يتم توزيعها.
رغم كونها كانت واضحة منذ البداية إلا أنه مؤخراً بدت مؤشرات فشل تنفيذ الآلية التنفيذية لاتفاق الرياض، وذلك من خلال البيان الذي صدر عن اجتماع للملك سلمان بشأن تنفيذ اتفاق الرياض والذي أبدت فيه السعودية ما يشبه نبرة أو رسالة تهديد لطرفي الصراع مفادها أن الرياض ستنفذ الاتفاق بالقوة، ورغم ذلك لا يبدو أن تهديدات قصر اليمامة تجدي نفعاً فلا يزال كلا الطرفان يحشدان قواتهما استعداداً لمعارك قادمة ليس في أبين فقط بل وفي مناطق أخرى منها جنوب غرب تعز (الحجرية) وحضرموت، وهنا يبدو الإصلاح الأكثر استعداداً لهذه المواجهة التي تؤكد رفضه تنفيذ الاتفاق رغم بيانه المرحب الذي صدر فيما يبدو من قبيل المجاملة للسعودية التي بدأت بتنفيذ خطوات فعلية لإبعاده عن المشهد السياسي مستقبلاً.