دور الإصلاح في الصراع الذي تشهده حضرموت وكيف يستعد لاستكمال البسط على الهضبة النفطية
الجنوب اليوم | تقرير
يتمسك حزب الاضلاح بحضوره العسكري في وادي حضرموت رافضاً كافة مطالب المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات بالانسحاب من المنطقة العسكرية الأولى التي أصبحت منطلقاً للعمليات العسكرية التي يتبناها الحزب في محافظتي شبوة وابين.
وبالتزامن مع تصاعد صراع نفوذ إماراتي سعودي خفي في حضرموت، يحاول حزب الإصلاح النيل من محافظ المحافظة الذي كان محسوباً على هادي، فرج البحسني وأصبح اليوم الصديق المقرب من واشنطن كونه استقبل عدة زيارات قام بها السفير الأمريكي لدى اليمن واستقبل وفد أمني وعسكري منتصف العام الماضي بقيادة مساعدة وزارة الخارجية الأمريكية.
فالإصلاح الذي يواصل توغله على الأرض واستقطابه للمجتمع في الوادي والصحراء، يخطط للإطاحة بالبحسني وتعيين شخصيات حضرمية إخوانيه مقربه من الرياض في منصب محافظ حضرموت خلفاً للبحسني، لكن مطامع ومصالح الإصلاح لاتتصادم هذه المرة مع مصالح الإمارات ومطامحها بل مع مصالح واشنطن التي تتواجد عبر قاعدتين عسكريتين الأولى في المكلا بمطار الريان والثانية بالقرب من شرورة.
ورغم إدراك الإصلاح لذلك إلا أنه يسعى عبر السعودية لتطمين الأمريكان بأنه البديل الأقوى للمليشيات الموالية للإمارات، وهو ما يستحيل قبوله على الأرض، ولذلك يتجه الإصلاح لفرض نفوذه وتعزيز حضوره العسكري والاجتماعي مستغلاً العديد من المناسبات.
وكما عمد الإصلاح على تحويل مسيرة تأييد اتفاق الرياض إلى مسيرة سياسية رتب لها منذ أسابيع ليلفت نظر الرياض وواشنطن إلى أنه مايزال قوياً وحاضراً في وادي حضرموت ويمتلك حاضنة شعبية فيها، سعى مؤخراً لاستغلال الذكرى الـ ٥٨ لتحقيق ثورة ٢٦ سبتمبر لتعزيز نفوذه في المناطق الصحراوية في وادي حضرموت، ووفقاً لمصادر خاصة، فقد عقد الإصلاح خلال الأيام القليلة الماضية عدة لقاءات لأنصاره في مديريات وادي حضرموت والصحراء.
وعلى الرغم من أن اللقاءات جاءت باسم الاحتفال بالذكرى الـ58 لثورة 26 سبتمبر إلا أن مراقبين اعتبروها مؤشر على أن الإصلاح يستعرض تواجده في هذه المديريات، وهي رسالة للأطراف الأخرى بأن الهضبة النفطية من نصيب الإصلاح الذي يسيطر عسكرياً على المنطقة من خلال المنطقة العسكرية الأولى التي يتحكم فيها بشكل مباشر علي محسن الأحمر، كما يسيطر عليها اقتصادياً من خلال الشركات الوسيطة العاملة في المجال والخدمات النفطية التي يملكها رجال أعمال وشخصيات عسكرية وسياسية تابعة للإصلاح.
احتفالات الإصلاح بصفته الحزبية في وادي حضرموت أتت على عكس ما حدث في باقي المحافظات كشبوة ومأرب التي احتفل فيها الإصلاح باسم الحكومة، وهو ما يعني أن الرسالة كانت متعمدة لإيصالها للأطراف الأخرى المتصارعة في حضرموت والتي يمثلها الانتقالي من جهة وفرج البحسني من جهة وحلف قبائل حضرموت والمؤتمر الجامع المحسوب على السعودية من جهة ثالثة.
ويأتي استعراض الإصلاح لتواجده بوادي وصحراء حضرموت وهي المناطق الغنية بالنفط والغاز، بالتزامن مع تسريب معلومات بشأن تحركات للإصلاح للضغط في مفاوضات الرياض لتعيين رئيس فرعه بالمحافظة صلاح باتيس محافظاً بدلاً عن البحسني.
ولا يزال المشهد معقداً في حضرموت ونتيجة لهذا الصراع متعدد الأطراف والقطبية فقد دخلت المنطقة معتركاً من الصراعات البينية من جهة وحالة من الفوضى الأمنية وانهيار الخدمات حيث يستخدم كل طرف ما بيده من أوراق لإضعاف الآخر.