المهرة.. فزّاعة “القاعدة والإرهاب” مبرر الاحتلال السعودي الجديد “الهدف الخفيّ”
الجنوب اليوم | تقرير
على مدى العقود الماضية اتجهت الولايات المتحدة إلى صناعة الإرهاب وزرعه في المناطق والبلدان التي تريد احتلالها والسيطرة عليها سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر، وكانت تلك الوسيلة فعّالة لتبرير بقاء الهيمنة والأمريكية على هذا البلد أو ذاك.
وكما هي الحقيقة التاريخية التي تقول إن أي محتل لبلد ما يرث الأدوات والوسائل التي كان يستخدمها المحتل الذي قبله في احتلال هذا البلد، فقد ورثت السعودية الأدوات والوسائل التي استخدمتها واشنطن لتبرير تواجدها العسكري غير المعلن في اليمن، وأقرب مثال على ذلك ما يحدث اليوم في محافظة المهرة شرق البلاد.
مؤخراً زعمت السعودية أنها قضت على خلية إرهابية في المهرة، وبدت مزاعم حملة المداهمة لما قيل أنها منازل إرهابيين في مدينة الغيضة وكأنها مسرحية واضحة كان هدفها تضليل وخداع الرأي العام وإيهامه أن المهرة تأوي جماعات إرهابية، وكان الهدف الخفي من ذلك هو التمهيد لبقاء عسكري سعودي دائم في المهرة، ما يعني احتلالاً عسكرياً على المدى الطويل كما هو الحال مع ما فعلته الولايات المتحدة في تواجدها بخليج عدن وبعض القواعد العسكرية في الجنوب ومنها “العند” بحجة مكافحة الإرهاب.
ووفقاً لمراقبين سياسيين فإن الرياض ستتخذ من “فزاعة الإرهاب” المصطنعة في المهرة، كوسيلة لمحاربة واستهداف الشخصيات والأفراد والمواطنين من أبناء المهرة الرافضين لاحتلال محافظتهم.
وللسعودية باع طويل في استخدام الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي صنعتها هي عبر نشر الوهابية المتطرفة في اليمن منذ عقود بهدف زعزعة أمن واستقرار ما تعتبره حديقتها الخلفية، واستخدام هذه الجماعات وتحريكها وفق ما تقتضيه المصلحة السعودية وتحت مسميات مختلفة ومتعددة منها استخدام السلفيين المتطرفين في الجنوب الذين تخرجوا من نفس مدرسة تنظيمي داعش والقاعدة “مدرسة محمد عبدالوهاب”، وتحت مسمى “المقاومة الجنوبية”.
ويمكن القول إن الرياض اتجهت لتغيير مبررات احتلالها للمهرة عسكرياً بعد أن فشل استخدامها لمبرر تهريب الأسلحة عبر منافذ المهرة إلى الحوثيين والذي ظلت تستخدمه على مدى أكثر من عامين، إذ تعتقد السعودية أن استخدام فزاعة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية أجدى وأكثر ديمومة، وهو ما يعني أن الرياض تهيئ الرأي العام المحلي والإقليمي بأن احتلالها العسكري للمهرة سيبقى على المدى البعيد وليس احتلالاً أو تواجداً مؤقتاً، وهدفها في ذلك أيضاً إضعاف نفسية المناهضين والرافضين لاحتلال المحافظة من أبناء المهرة وإحباط أي تحركات شعبية قد تقود للانتفاضة بوجه هذا الاحتلال.
وعلى أبناء المهرة إدراك أن السعودية اليوم تشبه صانع الدمى المتحركة، فالإرهابيين الذين تزعم الرياض وجودهم في المهرة هي من عملت على احتضانهم وإيوائهم وفتح المعسكرات التجنيدية والمراكز لاستقبالهم وتوطينهم بعد أن تم طردهم من المناطق التي سيطر عليها الحوثيون بدءاً بمركز دماج في صعدة وليس انتهاء بعناصر القاعدة الذين هربوا من قيفة في البيضاء بعد سيطرة الحوثيين عليها مؤخراً، وها قد أتت الفرصة اليوم للسعودية لجني ثمار ما زرعته خلال سنوات الحرب الماضية من إغداق وتمويل بملايين الريالات السعودية على المراكز الدينية المتطرفة التي أنشأتها في المناطق الجنوبية، لاستخدام جزء منها في المهرة من الآن وصاعداً.