معلومات تكشف أسباب وخفايا التواجد العسكري السعودي بالمهرة
الجنوب اليوم | تقرير
يعتقد البعض بما في ذلك أبناء المهرة أن الهدف من التواجد العسكري السعودي واحتلال المهرة هو بسبب مخططها وطموحها القديم الذي ترمي إليه عبر إنشاء أنبوب نفطي ممتد من جنوب السعودية ويمتد نحو محافظة حضرموت ومنها إلى المهرة حتى البحر العربي.
لكن في الحقيقة أن الهدف الرئيسي ليس الأنبوب، بل إن الأنبوب مجرد غطاء أو ما يمكن تسميته بوابة فقط أو خطوة أولى لمشروع “السيطرة العسكرية على جغرافيا المهرة وحضرموت”.
وفي معلومة حصل عليها الجنوب اليوم، ولم يسبق أن كُشفت من قبل أو تناولتها وسائل إعلام محلية أو خارجية، تؤكد أن مشروع الأنبوب هو مجرد ذريعة فقط لاحتلال محافظتي حضرموت والمهرة.
وحسب مصادر خاصة يتحفظ الجنوب اليوم على كشف هويتها، وهي مطلعة على ملف أنبوب النفط، فإن السعودية بإمكانها أن تضاعف أنبوبها النفطي الممتد إلى البحر الأحمر وبهذا لن تكون بحاجة مد أنبوب إلى البحر العربي، مؤكدة إن إصرار المملكة على مد الأنبوب عبر المهرة هو ذريعة فقط لاحتلال المحافظتين عسكرياً.
مفاوضات 2002 وموقف علي عبدالله صالح
كما يكشف أحد المصادر أن السعودية كانت قد طرحت موضوع الأنبوب ومده على رؤساء اليمن الجنوبي المتعاقبين قبل الوحدة، من سالم ربيع علي عام 76م، إلى الرئيس علي ناصر محمد عام 82م، وطرح موضوح الخط بعد إعادة إعلان الوحدة، كما طرح الموضوع في 89م و99م أثناء المفاوضات بشأن الحدود، وأعيد طرح الموضوع عام 2002 وحينها وافق علي عبدالله صالح على مد أنبوب نفطي للسعودية عبر حضرموت والمهرة يصل إلى البحر العربي، ويكشف المصدر أيضاً أن هناك وثائق تم العثور عليها تؤكد هذا الحديث وأن هذه الوثائق موجودة اليوم لدى أحد الأجهزة الأمنية في صنعاء، لافتاً أن هذه الوثائق لم يتم نشرها وكشفها حتى الآن للإعلام.
ويكشف المصدر أيضاً أن المشروع تعرقل وتوقف بعد أن وقعت خلافات بين السعودية وعلي عبدالله صالح بشأن ما بعد مد الأنبوب.
مشروع خطة المستشار البريطاني “فيليبي” 1935م
اللافت أن موضوع السيطرة على جغرافيا شرق اليمن حتى البحر العربي يعود إلى ما قبل اكتشاف النفط في السعودية، حيث يؤكد المصدر أن السعودية هدفها الرئيسي هو تنفيذ خطة بريطانية صاغها الحاكم الفعلي لنجد والحجار عام 1935م الضابط البريطاني “فيليبي” والذي كان بمنصب مستشار عبدالعزيز بن سعود مؤسس المملكة، وقد قام الضابط “فليبي” بزيارة كلاً من حضرموت وشبوة وشرق مأرب وشرق الجوف والتقى بأعيان المكلا ولديه كتاب اسمه “بنات سبأ” وحين قدم إلى حضرموت كان معه حماية عسكرية سعودية.
ولفت المصدر أن ما يحدث اليوم ليس محاولة لمد الأنبوب بل استقطاع نصف الجغرافيا اليمنية من الجهة الشرقية وضمها للأراضي السعودية كي يصبح للسعودية منفذ وشريط ساحلي على البحر العربي، مضيفاً إن على أبناء حضرموت والمهرة أن يدركوا ذلك جيداً.
كما كشف المصدر أن قبائل شمال المهرة في المناطق التي احتلتها السعودية لا تزال تعترف بيمنيتها حتى اليوم مؤكداً أن السعودية ورغم احتلالها لمناطق شمال المهرة وضمها إليها إلا أنها لم تعترف حتى اليوم بقبائل شمال المهرة ولم تمنحهم الجنسية وتتعامل معهم بدونية.