مهريو الربع الخالي ضحايا النظام السعودي بدون هوية وبدون وطن
الجنوب اليوم | تقرير خاص
استلبت السعودية أكثر من 40 ألف مواطن يمني ممتلكاتهم وثرواتهم وأراضيهم، وحولتهم إلى مشردين غرباء في أرضهم ووطنهم الأم، ذلك هو الاحتلال الذي يتفوق على الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، فإسرائيل منحت عرب 48 حق المواطنة وحق المشاركة السياسية والكثير من الحقوق وأصبح لعرب 48 مقاعد وممثلين في الكنسيت الإسرائيلية، والسعودية استلبت المهريين في الربع الخالي الأرض والوطن وحولتهم إلى مقيمين في أرضهم المحتلة، ومؤخراً طلبت الحكومة السعودية من أبناء المهرة في الربع الخالي البحث عن كفيل والبقاء في أراضيهم ليس كأصحاب الأرض الأصليين بل مقيمين فيها كون الأرض التي ألحقتها الرياض خلال السنوات الماضية بأراضيها بتواطؤ من قبل النظام السابق وبالقوة ، أصبحت سعودية بينما أهلها لايزالون بنظر الرياض يمنيون تعاملهم معاملة العمالة الوافدة وتفرض عليهم ضرائب ورسوم إقامة باهضه سنوياً .
ذلك هو الإحتلال بأبشع صورة يتجلى في قضية قبائل المهرة في الربع الخالي اللذين أصبحوا بدون أرض وبدون وطن، ودفعوا ثمن تواطؤ نظام صنعاء السابق الذي خضع للوصاية السعودية فرهن قراره وباع مواطنية بدون ثمن.
تفيد وثيقة قبائل المهرة المقدمة إلى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أنهم يطالبون فيها بحق المواطنة التي تم حرمانهم منها ، فأصبح وضعهم القانوني يشبه وضع البدون في عدد من دول الخليج ، رغم وجود فرق بين البدون اللذين يعدون بمثابة مهاجرين قداما وبين قبائل المهرة اللذين أصبحوا بدون هوية في وطنهم وأرضهم كونهم مواطني تلك الأرض الأصلين وملاكها .
قبائل المهرة في الربع الخالي اللذين تم استقطابهم خلال العقود الماضية واحد تلو الأخر ومنحتهم السعودية تابعيات وحوافز مالية شهرية كسياسة الترغيب لقبولهم بتوسع السعودية في أراضيهم مستغله أن معظمهم بدو رحل ، والقليل منهم يعيشون في قرى متناثرة نائية تفتقد للخدمات وتقع عند المثلث الحدودي بين اليمن وسلطنة عمان، تفاجئوا مؤخراً بأن لجان تسوية أوضاعهم في جيزان أقرت التراجع عن كافة توجيهات وزير الداخلية السابق الأمير نائف بن عبدالعزيز التي قضت بتسوية أوضاعهم ومنحهم الهوية السعودية كون الخراخير أصبحت سعودية ، وعوضاً عن منح قبائل الخراخير الجنسية السعودية ، أقرت لجان التسوية منحهم اقامات بمهنة عامل في الأراضي السعودية ، وفوق ذلك تفاجئوا بتعرض الكثير منهم للملاحقة من قبل الجوازات السعودية في كافة أرجاء المملكة ، وكرد فعل على ذلك أمهلت قبائل المهرة في الربع الخالي السبت الماضي ، الحكومة السعودية 30 يوماً لتحقيق مطالبها ومنحها الهوية الوطنية، وفقا للوثيقة الصادرة من وزارة الداخلية السعودية الصادرة قبل عشرين عاماً ، ما لم سيعودون إلى أراضيهم في “الخرخير”، التي قامت الرياض بتهجيرهم منها، بالإضافة إلى مناطقهم في الربع الخالي، بعد توسعها بالمنطقة.
وجاء في البيان الصادر عنهم ، “ودعت القبائل الملك سلمان سرعة النظر لمطالبها كونها تمتلك أوامر ملكية صادرة من الملك فهد بن عبدالعزيز عام ١٤٠٨، وأمر بتنفيذ وزير الداخلية الأمير نائف عام 1423 تقضي بمنحهم الجنسية السعودية بما لها من حقوق وما عليها من واجبات .
ويعاني قبائل المهرة في الربع الخالي من حرمان متعمد من كافة الحقوق والخدمات فقد تعمدت الرياض إهمال أبناء “الخراخير” من مختلف جوانب الحياة الأساسية الضرورية للحياة، وعمدت إلى تعطيل للخدمات، وتجهيلهم وحرمانهم من العديد من الحقوق أبرزها حق الهوية وحق الرعاية الصحية وحق التعليم، وأقدمت على إلغاء محافظة “الخراخير” عام 2014م ، وتهجير سكانها منها لاستخدامها في مشاريع مختلفة، بما في ذلك مد أنابيب النفط منها إلى بحر العرب، مروراً بمحافظة المهرة التي أصبحت اليوم مُحتلة من قبل قوات عسكرية سعودية.
ونفذت السعودية سياسة إخلاء “الخراخير” من سكانها الأصليين خلال السنوات الماضية بشكل متعمد بقصد إبعادهم عن أرضهم فمنعت الرياض سكان الخراخير بناء مساكن جديدة فيها ، وعرضت عليهم التنازل عن مساكنهم القائمة مقابل مبالغ مغرية، والانتقال إلى منازل بديلة قد تم تجهيزها لهم كمدينة سكنية في منطقة الشقق بداخل نجران، على بعد 120 كم من قراهم السابقة ، وبعدما رفض الكثير منهم التنازل ، اتخذت السعودية سياسة العقاب الجماعي فأحرمت أبناء قبائل الخراخير من الحصول على الهوية ومن حق التعليم ،فقامت بإغلاق ثلاث مدارس في خراخير نفسها وأحرمتهم من التوظيف وأوقفت عليهم المساعدات المالية التي كانت تصل البعض منهم ، وأوقفت المساعدات التي كانت لا تتجاوز سلال غذائية تقدم شهريا ًللفقراء منهم ،ونفذت خطة تهدف الى طمس الهوية اليمنية لخراخير ، فعلى مستوى الوثائق التي تؤكد ملكية اليمن للخراخير تم شرائها وإتلافها وإرهاب السكان الحاملين لها والرافضين لها وإرغامهم بالقوة على تسليمها والتنازل عن منازلهم وأراضيهم القديمة بقوة إرهاب الدولة ، واكتفت بالسماح لهم بالتنقل على أراضيها بطائق «تابعية» من الدرجة الثانية يلزمهم تجديدها نهاية كل شهر.
في مطلع العام الحالي 2017م، قدمت عشرات المدرعات والأطقم برفقة مسؤولين سعوديين من الدفاع والداخلية والشؤون البلدية والقروية لاقتحام قرية الخراخير وتهجير سكانها بالقوة إلى الداخل السعودي، ولم تتراجع الحملة إلا بعد خروج النساء لمواجهتها بالسكاكين والأدوات الحادة من المطابخ ، وبقوة السلاح تمكنت القوات السعودية من تهجير سكان الخراخير منها بالإضافة الى 35 قرية مهرية أخرى خلال السنوات والعقود الماضية ، وبتواطئو من قبل حكومة هادي سيطرت السعودية على 42 الف كيلومتر في صحراء الربع الخالي تمتد من مفرق شروره بنجران إلى خراخير إلى الأراضي التي ابتلعتها السعودية بحضرموت، ومنعت الدخول والخروج إليها حتى للسعوديين، وباشرت قبل 3 سنوات بأعمال حقر ومد أنابيب واستكشافات نفطية تنفذها شركة أرامكو التي أدخلت عدد من الحفارات إلى شمال حضرموت اليمنية الواقعة بين شروره و”خراخير” .
في أول رد فعل ، دعت لجنة اعتصام المهرة، اليوم، ١٩اكتوبرجميع أبناء اليمن لمساندة أبناء “سقطرى والمهرة”، لرفض مشاريع الاحتلال (السعودي الإماراتي)، في المحافظتين.
وقال رئيس لجنة الاعتصام بمديرية شحن حميد زعبنوت في تغريدة على تويتر”ندعو كافة أبناء اليمن في دعم رفض أبناء المهرة وسقطرى لمشاريع وأجندات السعودية والإمارات، وأهدافهما الساعية لتمزيق أرضهم وإثارة الفتن فيهما”.