للجنوبيون : اما الحرب واما التوافق ولا شيئ سوى التوافق
الجنوب اليوم – أقلام حرة
خالد عمر العبد
ايام تتوالى والاحداث تتسارع واعداء عدن والجنوب يعملون ليل نهار وعلى قدم وساق في تنفيذ برنامجهم القذر الهادف الى جر البلاد والعباد الى مزيد من الفوضى، عبر ادخال عدن والجنوب في صراع دموي سيكون الاعنف في تاريخ الجنوب، وسيكون الصراع القادم الذي تم اعداد الاطراف له بعناية فائقة، سيكون ذا طابع مناطقي، وقد بدأت تتكشف ملامح وجهه الكارثي للعيان ولم تعد تخفى على احد إلّا الجاهلون او من اراد التغافل والتجاهل ظنا منه انه قادر على مجاراة ارهاصاته ليتمكن من تحقيق مكاسب خاصة به قبل ما يقر – ذلك المتغافل والمتجاهل – في قرارة نفسه انه الطوفان .
وعن الاطراف التي تم اعدادها بعناية فائقة لخوض غمار الصراع ذي النكهة والطعم المناطقي القادم في عدن؛ فبلا شك انها مجموع المليشيات التي حرصت – للاسف – حكومة الشرعية من جهة ومعها القائمون على قوات التحالف العربي في عدن من جهة ثانية، على الابقاء عليها في الاطار “المليشاوي” ولم تسهم – وهي الجهات المسئولة اشرافا وتمويلا وقيادة – في تنظيم وتاهيل وتدريب تلك المليشيات ونقلها من واقعها “المليشاوي” الي مؤسسات عسكرية تحترم العمل المؤسسي وتكون قادرة على القيام بالمهام المناطة بها بمهنية تامة. ولأن الغاية من الابقاء على تلك المليشيات بهذه الصيغة وعدم تنظيمها وتاهيلها على اسس علمية، ياتي ضمن مخطط حقير لجر ابناء عدن والجنوب الى صراع دموي، نعلم ويعلم الكثيرون من الساسة والمراقبون، الغايات الحقيقية من وراءه، ويجدر بنا هنا الاشارة الى ان هناك عوامل عدة منها داخلية واخرى خارجية؛ فاما الخارجية فمرتبطة ارتباطا وثيقا بالمشروع “الصهيوامريكي” سيئ الذكر المسمى مشروع “الشرق الاوسط الجديد” وآليته التنفيذية الاقذر منه “الفوضى الخلّاقة”، واما العوامل الداخلية فان ابرزها ان اطرافا في حكومة “الشرعية” مارست الفساد من اوسع ابوابه واحقر اساليبه، حيث تم الاستحواذ في احيانٍ كثيرة على المساعدات والمواد الاغاثية وتقاسمها فيما بين تلك الاطراف الفاسدة في حكومة الشرعية التي ضمت في اطارها عناصر تتلمذت على ايدي المخلوع “صالح” حينما كانت جزءً من نظامة الفاسد. وهي – اي حكومة الشرعية – اذ تمارس كل اساليب النهب والسرقة المنظمة للمال العام، القادم من المساعدات والموارد الداخلية للبلاد، فانها حريصة اشد الحرص على جر البلاد الى مزيدٍ من الفوضى ولا يهمها ان وصل حد الاقتتال وضياع البلاد والعباد ظنا منها انها ستكون بذلك ناجية من المحاسبة وقادرة على الاحتفاظ بما تمت سرقتها ونهبها من اموال بعد ان اودعتها في مصارف وبنوك خارج البلاد .*
*ومن خلال هذه السطور فانا نوجه الدعوة الى كل ذي ضميرٍ حي، والى كل الشرفاء في وطننا الحبيب، ونقول لهم انه من اجل قطع الطريق امام مخطط جر الجنوب الى مربع الاقتتال الجنوبي – الجنوبي ليس امامهم الّا التوافق ولا شيئ سوى التوافق وندعوهم الى ضرورة تظافر الجهود، والاسراع في التوافق الوطني وانجاز الكيان السياسي والتوافق على قيادة سياسية واحدة موحدة للتعبير عن طموحاتنا وغياتنا الوطنية، ما لم فاني اوجه الدعوة الى الخيرين من القيادات الجنوبية بكل فئاتها العمرية والجنسية الى ضرورة تاسيس هيئة وطنية لرصد وفضح فساد وجرئم الاطراف الفاسدة والحقيرة في حكومة الشرعية واظهارها للرأي العام، وكذا وضع الرئيس “هادي” وقيادات دول التحالف العربي وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية والامير محمد بن زايد ولي عهد ابو ضبي اما مهامهم وواجباتهم الوطنية والاخلاقية والانسانية تجاه الشعب في الجنوب الذي اثبت للقاصي والداني جدارته وصدقه في الشراكة الحقيقة في افشال مشروع التمدد الايراني الفارسي في المنطقة العربية .*