تنسيق عسكري بين الحوثيين والانتقالي بشأن شبوة (تقرير)
الجنوب اليوم | تقرير
تصاعدت مؤخراً مؤشرات القلق لدى قوات الإصلاح بشأن مصير سيطرتها على محافظة شبوة النفطية جنوب البلاد في ظل وجود معلومات عن تنسيق عسكري غير معلن بين قوات الحوثيين وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي.
وتناقلت وسائل إعلامية إن الإصلاح يتخوف من أن يقود سقوط مأرب بيد الحوثيين إلى شن هجوم على محافظة شبوة الأمر الذي قد ينجح في حال ظلت قوات الانتقالي في أبين تملك زمام المبادرة عسكرياً مع احتمال أن يكون هجوم الحوثيين على شبوة المتوقع بموازاة هجوم آخر للانتقالي من اتجاه أبين.
وبرزت مخاوف الإصلاح أكثر بعد أن برزت في الآونة الأخيرة عدة مؤشرات على وجود تقارب بين الحوثيين والانتقالي منها محاولة التوصل لاتفاق بين الطرفين يقضي بفتح طريق إب الضالع من خلال وساطة سياسية نزلت من صنعاء بالإضافة إلى إتمام صفقات لتبادل الأسرى بين الطرفين تمت بعيداً عن الأمم المتحدة.
كما لفت الإصلاح وجود مؤشر آخر على وجود تنسيق بين صنعاء وعدن ومن ذلك ما تسرب بشأن سماح قوات طارق صالح لإنزال سفن صغيرة إلى ميناء المخا تحمل أسلحة تابعة لتجار من الشمال وتأمين نقلها إلى مناطق سيطرة الحوثيين.
رغم ذلك لا يرى مراقبون أن تقدم الحوثيين نحو شبوة بعد سيطرتهم على مأرب أمراً وارداً خصوصاً وأنهم لم يفعلوا ذلك بعد سيطرتهم على مديرية حريب بمحافظة مأرب الحدودية مع شبوة ووجود قواتهم على مشارف مديرية بيحان التابعة لشبوة من جهة البيضاء وسيطرتهم على عقبة ثرة في أبين وهو ما يمكنهم من التقدم بسهولة نحو شبوة لكنهم لم يفعلوا ذلك ولا يبدو أنهم سيفعلون ذلك مستقبلاً من وجهة نظر المراقبين.
ويرى المراقبون إن الحوثيين قد يتوصلون لاتفاق مع المجلس الانتقالي الجنوبي بشأن وقف الحرب في اليمن على قاعدة إقليمين شمالي وجنوبي الأمر الذي يؤكد أكثر عدم وجود رغبة لدى الحوثيين بالتقدم نحو شبوة بعد أن يكملوا سيطرتهم على مأرب، الأمر الذي يجعل من مسألة تمسك الإصلاح بشبوة وتأمينها من خلال إبقاء أكبر قدر من القوات في أبين لمنع الانتقالي من التقدم أصبح ضرورة ملحة وفق المراقبين، وهو ما يبدو قد بدأ تنفيذه الإصلاح بالفعل حيث عزز الحزب قواته وسارع لحشد وتسليح عناصر تابعة له في مأرب وشبوة وحضرموت وبدأ بنقلها بمعية تعزيزات بعتاد عسكري نحو أبين، وفق ما كشفه متحدث قوات المجلس الانتقالي في أبين محمد النقيب.
كما أن ترك المجال أمام الانتقالي للسيطرة على أبين سيشجع على استكمال التقدم العسكري نحو شبوة وبالتالي إعادة صياغة اتفاق الرياض بناءً على المستجدات على أرض الميدان، والتي تفرض حسابات الربح والخسارة على طاولة المفاوضات السياسية، الأمر الذي يفتح المجال للانتقالي لتحقيق المزيد من المكاسب السياسية.
كما يرى المراقبون إن مما يعزز من مخاوف الإصلاح بشأن وجود تنسيق بين الحوثيين والانتقالي، ما شهدته العاصمة صنعاء اليوم من اجتماع لمجلسي النواب والشورى بمقر البرلمان برئاسة يحيى الراعي ومحمد عيدروس رئيسي البرلمان ومجلس الشورى وبحضور ممثلين عن المحافظات الجنوبية بخصوص التطورات في محافظتي سقطرى والمهرة من جهة والدعوة للاستنفار في المحافظات الجنوبية عموماً من جهة ثانية، ومواجة وما وصفوها بــ”المؤامرات التي تحاك ضد المحافظات الجنوبية والشرقية من تفكيك ممنهج للهوية اليمنية وانتشار للسجون السرية وانفلات أمني وإثارة الفتن والمناطقية والطائفية والعرقية لإغراء تلك المناطق بالفوضى”.
وتجدر الإشارة إلى أن أي تقارب بين سلطة الأمر الواقع في كل من صنعاء وعدن يبدو مدعوماً من المجتمع الدولي الذي يرى في وقف الحرب بناءً على إقليمين وبإدارة القوى الجديدة أمراً ممكناً ومنطقياً وقابلاً للتحقيق بهدف وقف الحرب التي تجاوزت الخمسة أعوام ونصف.