الإنجليز يحاولون إعادة الاستعمار في جنوب اليمن بعد 53 عاماً من الاستقلال
الجنوب اليوم | خاص
بعد 53 عام من خروج أخر جندي بريطاني من جنوب اليمن ، يحاول الإنجليز إعادة أساطيرهم القديمة وإعادة وجودهم العسكري في المحافظات الجنوبية تحت مختلف الذرائع ، فبريطانيا التي لعبت دوراً محورياً في الحرب على اليمن منذ ست سنوات ، زعمت اليوم السبت تعرض سفينة تجارية لهجوم بحري في البحر العربي قبالة ميناء نشطون في محافظة المهرة شرق اليمن.
وقال المتحدث باسم العمليات التجارية البحرية البريطانية بوقوع هجوم استهدف سفينة بالقرب من الشواطئ الجنوبية لليمن، وامتنع عن الإدلاء بتفاصيل حول هوية الجهة المهاجمة، وعدد طاقم السفينة المستهدفة.
الإعلان المُبهم يعد الثاني في غضون أشهر، بعد مزاعم سعودية مماثلة اتخذتها قوات سعودية في المحافظة نفسها في أبريل الماضي كذريعة للسيطرة على ميناء نشطون في المهرة وإفراغه من دوره الملاحي، وهو ما يؤكد أن الإعلان البريطاني المبهم لم يكن دون تنسيق مسبق مع السعودية، بل جاء بتنسيق مسبق لتحقيق مصالح مشتركة، فالسعودية في أبريل قالت أنها أحبطت عملية استهداف ناقلة نفطية دون الإشارة الى اسمها وهويتها وامتنعت عن ذكر أي تفاصيل عنها، واتخذت من تلك المزاعم غطاء لطرد ما تبقي من قوات حكومية في ميناء نشطون وفرض سيطرتها بالقوة على الميناء ، ولايستبعد أن يكون الهدف البريطاني الخفي من وراء المزاعم البريطانية اليوم ، فرض حضور عسكري بريطاني تحت شماعة مكافحة الإرهاب والقرصنة البحرية في سواحل محافظة المهرة اليمنية بالتنسيق مع دول التحالف السعودية والإمارات ,
المزاعم البريطانية الأخيرة، تزامنت مع تأكيد مصادر محلية في الغيظة عاصمة المهرة، وجود غرفة عمليات بريطانية في مطار الغيظة منذ أشهر، بالإضافة إلى وجود غرفة عمليات أمريكية في المطار نفسه ، يضاف إلى أن التحركات البريطانية التي قام بها سفيرها لدى اليمن بين فرقاء اتفاق الرياض مؤخراً ، كشفت عن وجود أجندة بريطانية في جنوب البلاد مرتبطة باتفاق الرياض الذي تستخدمه دول التحالف كغطاء لفرض نفوذها العسكري في المحافظات الجنوبية ، يؤكد أن لندن التي كانت ولازلت شريك أساسي في الحرب على اليمن ، اتجهت نحو تنفيذ أجندتها الخفية على الأرض بالشراكة مع السعودية والإمارات وأمريكا في المحافظات الجنوبية.
وسائل الإعلام البريطانية أكدت الدور الاستعماري البريطاني في اليمن منذ ست سنوات ، وأكد المحلل السياسي والكاتب المتخصص في السياسة الخارجية للمملكة المتحدة في الشرق الأوسط، ديفيد ويرنغ، إن “الحرب على اليمن حرب بريطانيا في المقام الاول” وأنها “ما كانت تبدأ من دون الدور البريطاني فيها”. فالدور البريطاني في الحرب على اليمن كان واضحاً رغم غموض الاجندة ، إلا أن تحركات لندن الأخيرة كشفت عن مساعيها لإعادة مجدها المفقود ولو جزئياً في جنوب اليمن.
ووفقا لوسائل إعلام خارجية فقد تولت كوادر السلاح الملكي البريطاني العمل مباشرة مع إدارة مركز عمليات التحكّم والسيطرة العسكري السعودي على تحديد بنك أهداف القصف، وطبيعة المهمّات، والأسلحة التي ستُستخدم فيها، والتنسيق مع كوادر «البريطانية لأنظمة الطيران» لتنفيذها، وتحضير القذائف والمعدّات والطائرات وفق البرنامج الزمني المتّفق عليه مع السعوديين, كلّ ذلك يعني ببساطة أن الجزء الجوي من الحرب على اليمن تتولّاه بريطانيا بالكامل: الطائرات والقذائف وإدارة العمليات والصيانة والتدريب والتنفيذ، وربّما حتى بعض الأصابع التي تُطلق الصواريخ على المواقع اليمنية.
وتشمل المشاركة أيضاً البرمجيات والمستشارين والمعلوم أن نحو 6300 فرد من الخبراء والمستشارين من أفراد سلاح الجو الملكي البريطاني يتواجدون في السعودية لتقديم المشورة والتدريب.
وتدّعي الحكومة البريطانية أن هؤلاء الأفراد لا يشاركون مباشرةً في الحرب أو تحميل الأسلحة أو في التخطيط لطلعات العمليات، غير أن أحد الضباط المشاركين (رفض الكشف عن اسمه) أكد في مقابلة صحافية أن عملهم يشمل القطاعات العملية والفنية كافة، مُقلّلاً في المقابل من دور الضباط والجنود السعوديين. كذلك، ذكرت إحصاءات بريطانية أن مبيعات الأسلحة البريطانية زادت بأكثر من ثلاثة أضعاف في الفترة ما بين عامَي 2012 و2017، مقارنة بالسنوات الخمس السابقة.