الجنوب اليوم يكشف عملية النهب المنظم للثروة النفطية في شبوة ومارب وحضرموت
الجنوب اليوم | تقرير
أكثر من 2,6 مليون من النفط الخام تنتج شهرياً من حقول النفط في محافظات شبوة ومارب وحضرموت ، تصدر منها نحو 90% إلى الأسواق الخارجية دون أي مناقصات مسبقة ودون تحديد سعر البرنت من خام المسيلة الثقيلة وخام صافر الخفيف ، تلك الكميات المنتجة بشكل يومي من حقول المسيلة وحقول العقلة والقطاع 18 جنات النفطي ينتج منها محلياً قرابة الـ 10 الف برميل محلية و 8 الف برميل في مصافي صافر و2000 برميل في مصافي صغيرة تجارية ، يضاف إلى أن 5 الف برميل يهرب من منشأة صافر لصالح قيادات عسكرية وقبلية موالية لحكومة هادي ، وبالمثل تصاعدت الظاهرة في شبوة ويتم تهريب كميات كبيرة بشكل يومي من النفط الخام إلى جهة غير معلومة، غير أن اكتشاف كميات كبيرة من النفط المصفى في شبوة ومارب ذات اللوان المائل للصفار كشف عن وجود عملية تصفية تقليدية في صحاري مارب وشبوة.
مؤخراً تم الكشف عن تحضيرات لنهب تاجر النفط والمسؤول بحكومة هادي احمد العيسي لكمية 2 مليون برميل من النفط الخام عبر سفينة ترسو في ميناء الضبة النفطي في سواحل حضرموت ، لكن حاولت وسائل إعلام موالية لحكومة هادي نفي العملية ، وزعمت ان العيسي صدر شحنة نفط الى ميناء الضبة بالمكلا ولم يسمح الجانب الاماراتي المسيطر على الميناء النفطي له بتفريغ السفينة ، لكن تلك المصادر لم تنفي ان الميناء يصدر اكثر من مليون برميل من خام المسيلة الخفيف شهرياً ، مصادر أخرى نقلت المعلومات قالت إن السفينة المستأجرة لحساب شركة العيسي والذي يعمل نائباً لمدير مكتب الرئيس هادي، أكدت أن الكمية التي سيتم شحنها على متن السفينة الراسية بالميناء تتبع نفط المسيلة، مشيرة إلى أن الشحنة يتشارك فيها كلاً العيسي ونائب الرئيس هادي، علي محسن الأحمر، ونجله جلال هادي، ورشاد العليمي مستشار هادي ..
وفيما قالت مصادر ان السفينة حملت مليوني برميل ، وهو مايفوق قدرات الميناء وكذلك السفن التي تصل الى موانئ حضرموت وشبوة لنقل النفط المهرب صغيرة الحجم ولا تتبع شركات ملاحة دولية معروفة ، وبالعكس لاتتجاوز طاقة استيعاب تلك السفن مابين 700 الف إلى مليون برميل ، ولذلك أكدت مصادر خاصة للجنوب اليوم إن نقل كمية 2 مليون برميل من النفط خاصة من نفط المسيلة الثقيل تم على دفعتين ، والمؤكد في الأمر ان عملية التهريب الأخيرة للنفط الخام قدرها مليوني برميل تمت بالتوافق مع المحافظ البحسني الذي سبق له ان هدد بإيقاف تصدير النفط من خام المسيلة اكثر من مرة .
عملية التهريب الأخيرة من ميناء الضبة النفطي بحضرموت اثارت الحديث عن سبب توقف تصدير النفط الخام من ميناء النشيمة بشبوة ، ولكن سلطات شبوة ، كما يبدوا اتخذت عملية تسريب أنبوب النفط الرابط بين تجمع النفط الخام غرب 4 عياد إلى الميناء بطول 210 كلم ، لتتوية الرأي العام عن عملية التهريب الجديدة التي تتم شهريا من ميناء النشيمة ، خصوصاً في ظل تدهور سعر صرف العملة في المحافظات الجنوبية نتيجة نفاذ الاحتياطي النقدي للبنك المركزي ، فالأصوات تعالت مطالبه بمصير إيرادات النفط الخام الذي يصدر بكميات تجارية شهرية من المحافظات الثلاث النفطية ، ولذلك لم يعلن عن أي تصدير الشهر الجاري من ميناء النشيمة برضوم شبوة .
تلك الإيرادات المتوقعة تصل لاكثر من 1,7 مليار دولار سنويا كانت كفيله بتحقيق استقرار نسبي في سعر صرف العملة اليمنية امام العملات الأجنبية، لكنها تذهب إلى ارصدة مسئولي حكومة هادي من قيادات عسكرية وسياسية وتورد البعض منها الى حسابات خاصة بالرئيس هادي وحاشية مكتب الرئاسة وتصرف بامر شخصي من هادي ويتم منح السلطات المحلية نسبة 20% كل 3 اشهر ، ولاعلاقة للبنك المركزي في عدن بها .
مصادر مطلعة اشارت إلى أن عدم انعكاس الصراع بين السعودية والإمارات من جهة ، والسلطات المحلية وحكومة هادي من جهة ثانية على مسألة تهريب النفط الخام، يشير إلى أن الجميع متفقون على نهب النفط الخام من اليمن وعدم إفشاء اسرار مصالحهما المشتركة.
ويرى مراقبون، أن الرياض وأبوظبي مستفيدتان من بقاء الوضع على حاله فيما يتعلق بتهريب النفط الخام من اليمن وبيعه للسوق السوداء العالمية، حيث تسمح الإمارات والسعودية لخصومها في حزب الإصلاح والرئيس هادي ومن معه من مسؤولين مستفيدين من تهريب النفط بتهريب كميات كبيرة من النفط الخام لبيعه، مقابل أن يتغاضى مسؤولي هادي عن تهريب كميات أخرى من النفط الخام عن طريق شخصيات تعمل لصالح الرياض وأبوظبي كلاً على حده بحيث تعود عائدات هذه الكميات لصالح الطرفين وهو ما يجعل من النفط الخام اليمني عرضة للاستنزاف وللنهب الواضح بدون أي مقابل يعود على اليمنيين بأي فائدة.
وليس ببعيد فان الرياض وأبوظبي تحاولان تعويض خسائرها المادية مستقبلاً من النفط اليمني فالرياض التي بدأت التنقيب عن النفط في منطقة خراخير اليمنية على الحدود بين حضرموت والمهرة ، توغلت عسكرياً وعمدت على توسيع نفوذها العسكري في مناطق نفطية تحتوي على كميات تجارية من النفط الخام على الحدود مابين المهرة وحضرموت وفي داخل المهرة ، وذلك وفقا لتأكيد مسوحات نفطية قامت بها شركة استكشاف نفطي أجنبية متعاقدة مع التحالف في العام 2017 للمناطق الجنوبية لليمن الخاضعة لسيطرة التحالف في تلك الفترة والتي كشفت وجود حقول نفط وغاز طبيعي جديدة في المناطق التي تم مسحها والتي تشمل محافظات المهرة وشبوة وحضرموت ومأرب ..