الزبيدي يستفز خصومه بتصريحات خطيرة وهادي لن يعود إلى اليمن بقية حياته
الجنوب اليوم | تقرير
أبدى مراقبون استياءهم من تصريحات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، والتي اعتبروا أنه قدم نفسه بهذه التصريحات وصياً على حكومة هادي الجديدة.
وكان الزبيدي قد أعطى حكومة هادي الجديدة ما يشبه التوجيهات حدد فيها أولوياتها الأساسية بعد مباشرة مهامها.
جاء ذلك في لقاء جمع الزبيدي بالسفير الصيني لدى اليمن كانغ يونغ اليوم الثلاثاء والتي قال فيها إن “تشكيل حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال تمثل محطة أساسية ضمن خطوات تنفيذ اتفاق الرياض”، مضيفاً إن “أولويات وملفات محورية وهامة بانتظار الحكومة في مقدمتها معالجة الأزمة الاقتصادية وتوفير الخدمات والرواتب وإعادة بناء مؤسسات الدولة وتوفير البيئة المناسبة لرفع المعاناة عن كاهل المواطنين”.
المراقبون أشاروا إلى أن تصريحات الزبيدي كانت استفزازية وغير مبشرة بشأن ما ستشهده المرحلة المقبلة التي ستشهد فيها حكومة هادي الجديدة العمل في بيئة مشحونة بالتوترات العسكرية عوضاً عن كونها ستبقى حبيسة قصر معاشيق بحماية قوات الانتقالي المدعومة من السعودية.
وأضاف المراقبون إن التصريحات التي نشرتها وسائل إعلام موالية للانتقالي خلال اللقاء بالسفير الصيني تضمنت حديثاً عن الاستحقاقات المتبقية على حكومة هادي الجديدة التي قال الزبيدي أنه يجب تنفيذها، ومن هذه الاستحقاقات “إعادة تشكيل الهيئات الاقتصادية والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والمجلس الاقتصادي الأعلى والوفد التفاوضي المشترك للمشاورات السياسية الشاملة واستكمال تعيين محافظي المحافظات الجنوبية ومدراء الأمن واستكمال الترتيبات العسكرية والأمنية في شبوة ووادي حضرموت والمهرة”.
كل تلك المطالب التي يضعها الزبيدي في مقدمة عمل الحكومة الجديدة والرئيس هادي، اعتبرها مراقبون بمثابة المقدمات التي يمهدها الانتقالي كذريعة للإطاحة بخصوم الإمارات من جميع المؤسسات الهامة واستبدالها بشخصيات محسوبة على الانتقالي، بالإضافة إلى أن تصريحات الزبيدي تشير إلى أن الانتقالي لا يزال يخطط لإسقاط شبوة ووادي حضرموت والمهرة والسيطرة عليها بدعم من الإمارات والسعودية ويقدم نفسه بديلاً عن قوات هادي المحسوبة على الإصلاح ويقودها علي محسن الأحمر.
كما يرى المراقبون إن حديث الزبيدي عن المؤسسات الرقابية والجهات المحاسبية ومكافحة الفساد يشير إلى أن الانتقالي يسعى لمحاصصة هادي في هذه المؤسسات وهو ما يعدّ بالنسبة لخصوم الانتقالي خطاً أحمر كون المشاركة في هذه المؤسسات قد يفتح النار على الإصلاح خصوصاً المتهم بالفساد والنهب واستنزاف الثروة القومية من النفط والغاز.
على صعيد آخر، وفي مؤشر على أن هادي لن يعود إلى عدن وقد يكمل حياته في العاصمة السعودية الرياض، غادر مدينة عدن خمسة من الوزراء المعينين في الحكومة الجديدة التي اختارها السفير السعودي محمد آل جابر.
واتجه الوزراء الخمسة إلى العاصمة السعودية الرياض، حيث سيؤدون هناك اليمين الدستورية أمام الرئيس هادي.