قبل ساعات من استهداف مطار عدن.. أين كان شلال والمقدشي وماذا حدث بين الرياض وأبوظبي
الجنوب اليوم | تقرير
كشف احد المسؤولين بحكومة هادي عن خلافات عصفت بالعلاقة بين الإمارات والسعودية قبيل ساعات من استهداف حكومة هادي الجديدة فور وصولها مطار عدن قادمة من الرياض.
وقال المستشار الصحفي في السفارة اليمنية في الرياض أنيس منصور، أن خلافات كبيرة نشبت بين الرياض وأبوظبي بسبب اعتراض الأخيرة على عودة عدد من وزراء الحكومة الجديدة إلى عدن.
وأشار منصور المقيم حالياً في الحبشة، في منشور على حسابه الرسمي بالفيس بوك إن خلافات تصاعدت خلال الساعات الماضية مع وضع الإمارات 9 وزراء من حكومة هادي في قائمة الحظر من دخول عدن على رأسهم وزير الدفاع محمد المقدشي، وآخرين بينهم نائف البكري وبدر العارضة.
وقال منصور إن السفير السعودي محمد آل جابر الذي يوصف بأنه المسؤول الفعلي لحكومة هادي وصاحب القرار فيها وفي المناطق التي يسيطر عليها التحالف جنوب البلاد، رفض اعتراض الإمارات على منع عدد من الوزراء من العودة إلى عدن، مشيراً إن آل جابر خاطب سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بهدف الضغط على الإمارات للتراجع عن مطالبها ووقف اعتراضها على نقل كافة وزراء حكومة هادي إلى عدن.
وفشلت أبوظبي في تنفيذ مطالبها بمنع وزراء من الحكومة من العودة إلى عدن، غير أن عودة الحكومة لم يكن مكتملاً بنسبة 100% حيث كشفت مصادر خاصة للجنوب اليوم في عدن أن وزير الدفاع محمد المقدشي رفض العودة إلى عدن.
ولفتت المصادر أن أعضاء حكومة هادي أبدوا استغرابهم من رفض المقدشي التحرك والمغادرة معهم من الرياض إلى عدن، في حين لم يبدِ المقدشي أي أسباب مقنعة لبقائه في الرياض.
واعتبر مراقبون إن رفض المقدشي العودة إلى عدن ضمن طاقم الحكومة قد يثير التساؤلات حول ما إذا كان الرجل على علم بما سيحدث في مطار عدن من استهداف للحكومة فور وصولها.
وحتى اللحظة لا تزال الجهة التي تقف خلف استهداف المطار مجهولة غير أن أبرز المؤشرات تقول إن الإمارات هي من نفذت خطة الهجوم وصاحبة الفكرة والتنفيذ أيضاً.
فوفقاً للمعلومات التي حصل عليها الجنوب اليوم من مصادر موثوقة في عدن فإن مدير أمن عدن السابق الذي عينه هادي مساء أمس ملحقاً عسكرياً في السفارة اليمنية بالإمارات، شلال شايع وصل مطار عدن بطائرة خاصة قبل دقائق قليلة من وصول طائرة حكومة هادي.
وبحسب المصادر أيضاً فإن شايع نزل من على متن الطائرة وغادر المطار فوراً ولم يبقَ منتظراً هبوط طائرة الحكومة.
وهنا يرى مراقبون إن أبوظبي وجدت أن هناك ضرورة لإرسال رسالة قوية للحكومة الجديدة مضمونها أن عدن غير آمنة لبقائها هناك، فسارعت إلى ترتيب الاستهداف وإعادة شايع إلى عدن.
مع ذلك يبقى الهجوم مؤشراً على أن ما بعد تشكيل الحكومة وإشراك الانتقالي في السلطة سيكون أسوأ مما كان عليه الحال قبل تنفيذ الشق السياسي من اتفاق الرياض.
كما يشير الاستهداف وتوقيته والرسالة المقصودة منه إلى أن الشرخ والصراع بين الانتقالي وشركائه الحاليين الذين لا يزالون في الوقت ذاته ألد أعدائه، هذا الشرخ لا يزال كبيراً وحالة الصراع بينهما لم تصل لذروتها بعد، وهذا واضح من خلال سماح الانتقالي بدخول عدد كبير من مناصريه وقواته بلباس مدني ودفعهم للاحتشاد جوار الطائرة التي أقلت الحكومة في مدرج المطار حاملين أعلام الجنوب، كما سبق ذلك قيام الانتقالي برفع علم الجنوب على سارية العلم في المطار.
أما بالنسبة للتحالف السعودي الإماراتي المسيطر فعلياً على المناطق الجنوبية وتحديداً عدن، فإن الهجوم يشير إلى احتمالين لا ثالث لهما، الأول هو أن التحالف هو من يقف خلف الهجوم خاصة مع الأنباء التي تتحدث أن الاستهداف لم يكن فقط من خارج المطار وإنما جرى تفجير صالة الاستقبال من الداخل وهذا الاحتمال يعزز وقوف الإمارات خلف الاستهداف بشكل أكبر لكنه يؤكد أن الرياض أيضاً كانت على علم بذلك إذ لن تهبط طائرة شايع في المطار إلا بإذن قيادة التحالف من الرياض، والاحتمال الآخر هو أن التحالف المسيطر على مطار عدن بقوات واستخبارات غير يمنية أصبح مخترقاً بشكل كبير جداً وفي أهم منطقة جغرافية يتواجد فيها جنوب البلاد، ومن غير المستبعد أيضاً أن يكون الانفجار واستهداف المطار مقدمة لمواجهات وتصفيات بينية تستهدف حكومة هادي في قادم الأيام أو على الأقل تستهدف عدداً معيناً من وزرائها غير المرغوب بتواجدهم في عدن.
وفي المحصلة فإن الاستهداف يعني فشل السعودية في حماية الحكومة من المخاطر التي تتهددها في ظل الانفلات الأمني واستمرار انتشار المليشيات العسكرية التابعة للانتقالي والتي تعهدت الرياض بحماية الحكومة بنفسها مقابل عودتها إلى عدن وتأجيل إخراج قوات الانتقالي من المدينة، وهو الأمر الذي قبلت به حكومة هادي كحل مؤقت بينما يتم استكمال تنفيذ بقية بنود الاتفاق خاصة الجانب العسكري منه.