الإصلاح يراهن على الجواد الخاسر في المصالحة الخليجية المؤقتة
الجنوب اليوم | تقرير
أبدى حزب الإصلاح “تنظيم الإخوان المسلمين فرع اليمن” تفاؤله بالمصالحة التي فرضتها واشنطن على السعودية وقطر على الرغم من أنها مصالحة مؤقتة وفرضتها ضرورة المرحلة الحالية التي تلبي رغبات الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب.
وعلى الرغم مما تعرض له الحزب من التحالف السعودي الإماراتي من ضربات موجعة وقاسية وصلت حد اعتباره تنظيماً إرهابياً، إلا أن الحزب لم يتعلم من الدروس السابقة ولا يزال يراهن على جواد التحالف السعودي الإماراتي الخاسر الذي باشر توجيه ضرباته نحو من يفترض بأنهم حلفاءه في اليمن وأدواته المحلية المنفذة مبتدئاً هذا الهجوم بحزب الإصلاح الذي جند جيشه ومنتميه وقيادته وأمواله للاصطفاف والمحاربة مع التحالف ضد خصومه من الفرقاء اليمنيين الآخرين.
في بيان للحزب بمناسبة المصالحة الخليجية بين قطر والسعودية، سارع الحزب إلى التعبير عن أمله في أن تكون هذه المصالحة مقدمة لما أسماها بـ”عودة اللحمة الخليجية لمواجهة التحديات الراهن وفي مقدمتها المشروع الإيراني وأن تنعكس تلك اللحمة على دعم اليمن والشرعية”.
بهذا الخطاب لا يزال الإصلاح يقدم نفسه وصياً على ما تسمى “الشرعية”، غير مدرك بأن هذا المصطلح انتهى مع بداية العمل على اتفاق الرياض الذي أدخل إلى الشرعية أطرافاً آخرين يحظون بدعم وتأييد ومساندة – وإن كانت مرحلية – وهو المجلس الانتقالي الجنوبي والذي سيتحول مع مرور الأيام إلى الطرف أو الجهة السياسية الوصية على “الشرعية”.
يرى مراقبون إن رهان الإصلاح على جواد التحالف هو رهان خاسر بلا شك، ذلك لأن سياسة طي صفحة الإخوان المسلمين من المنطقة الإقليمية لم يعد قراراً بيد الدول التي تشن حرباً في اليمن باسم “الشرعية” بقدر ما هو قرار تتخذه وتعمل على تنفيذه قوى عالمية.
الواضح والمؤكد حالياً ومع ما تشهده المنطقة من سابق ولهث وراء التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، هو أن الإصلاح سيكون مقبولاً ومرحباً به كفاعل وشريك – ولو بالاسم – في إدارة المرحلة المقبلة في اليمن وتحديداً في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف وذلك في حالة واحدة فقط هي أن يرفع الحزب الراية البيضاء لإسرائيل ويبدي ترحيبه وإن سراً بالتطبيع مع الكيان الإسرائيلي وأن يقدم ضمانات والتزامات لتل أبيب بأن يتخلى الحزب عن سياسة العداء للكيان الصهيوني وأن يلغي في كل وثائقه وأدبياته وبرامجه وخطاباته أي ذكر لدولة فلسطين، فعنوان المرحلة اليوم بالنسبة للتحالف السعودي الإماراتي هو من لم يكن مع أمننا وأمن إسرائيل فهو ضدنا وعدونا ولن يكون له مكان في المنطقة.