الزبيدي يُلوح بالعودة للمربع الأول ويزعم أن شراكته مع هادي تُقربه من استعادة الدولة
الجنوب اليوم | خاص
أكد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات عيدروس الزبيدي في لقاء مع قناة سكاي نيوز يوم أمس أن أزمة الثقة بين شركاء اتفاق الرياض كبيرة، وأن القادم لن يكون أفضل بالنسبة للجنوب، ورغم أن اتفاق الرياض الموقع بين الانتقالي والأطراف السياسية الموالية للرياض وهادي يعد اتفاق سلام ، إلا أن خطاب الزبيدي يشير إلى أن معاناة الجنوبيين من صراع الأطراف الموالية لدول التحالف ستطول ، فالرجل الذي احتفى باتفاق الرياض الذي تنازل فيه عن كل مطالب أبناء الجنوب كون الاتفاق تم صياغته باسم الجمهورية اليمنية ، ووقع فيه الانتقالي كشريك سياسي لنظام 7/7 ، وكتكتل جنوبي إلى جانب عدد من التكتلات الجنوبية وليس ممثلاً عن الجنوب ولا حاملاً لقضيته العادلية ، لوح بالأمس بإعادة الأوضاع إلى المربع الأول ، مربع التصفيات والصراعات العبثية التي ضاعف معاناة الجنوبين ولم تحقق تلك الصراعات العسكرية أي مكاسب على الأرض كونها تجري في نطاق الجنوب ، هذا التلويح الذي جاء بعد أسبوعين من تشكيل التحالف حكومة جديدة لإدارة الأوضاع في المحافظات الخارجة عن سيطرة صنعاء بمشاركة الانتقالي وعدد من المكونات الجنوبية ، ينبئ بتفجر الأوضاع على نطاق واسع بين شركاء اتفاق الرياض خلال الفترة المقبلة ، ومع ذلك لن يصل المجلس الانتقالي الى تحقيق أي أهداف على الأرض ، بقدر ما سيمنح دول التحالف ومن ورائها من الدول الكبرى المزيد من ذرائع التدخل العسكري في الجنوب وإنشاء قواعد عسكرية اجنبية دائمة .
الزبيدي المتواجد في ابوظبي بعد ان منعت الرياض عودته إلى مدينة عدن منذ قرابة العام ، قدم نفسة مرة أخرى في -لقاء مع قناة سكاي نيوز عربية- كحامل للقضية الجنوبية وزعم بأن الانتقالي شريك حكومة هادي بموجب اتفاق الرياض الذي وقع فيه على إخماد القضية أنه يسعى لاستعادة دولة الجنوب التي كانت قائمة قبل عام 1990، داعياً المجتمع الدولي للإعتراف بها ورفع علم الجنوب بمقر الأمم المتحدة ، حاول في المقابلة أن يمتص غضب المجتمع الجنوبي الذي اتهم الانتقالي ببيع قضيته وخذلانه وتحويلة إلى أداة حرب ووسيلة لتحقيق مصالح خاصة ، إلا أنه فشل في استعادة ثقة الجنوبيين التي حصل عليها قبل سنوات ، ولم يستطع تغيير انطباع الرأي العام الجنوبي تجاهه ، فالانتقالي اليوم يعد عدواً للقضية الجنوبية واحد الأدوات الخارجية التي صنعت لتدمير القضية. .
ورغم أن رئيس المجلس الانتقالي يتكئ على الإمارات كحليف ، يدرك جيداً أن دول التحالف التزمت بموجب العديد من القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن بوحدة اليمن شكلياً، وأن المجتمع الدولي لديه أبعاد مغايرة لأمال الانتقالي ، يضاف إلى أنه تناقض في حديثة عن اتفاق الرياض الذي يبدي التزامه به مراراً وتكراراً ولكنه في نفس الوقت يحاول العودة إلى المربع الأول متحدثاً عن دولة الجنوب ومعتبراً انها قضيته الأولى ، لكنه في اللقاء تحدث عن شراكته مع نظام 7/7 ولم يقل أن الشراكة تأتي في إطار استعادة الجنوب كونه أصلا أكد أن القوات التابعة للانتقالي تم ضمها وسيتم دمجها في كشوفات وزارة دفاع دولة الوحدة .
الكثير من المغالطات أوردها رئيس المجلس الانتقالي في حديثه للقناه الإماراتية قائلا إن مشاركتهم في حكومة المحاصصة ستنتهي عقب تحرير المحافظات الشمالية، وكان شراكته مؤقته.
وزعم أن شراكته مع هادي في حكومة شكلية من أجل القضية الجنوبية ولكي لا يتم تجاهلها، مهدداَ في حال تجاهلها فإن الانتقالي موجود على الأرض وسيطالب بالانفصال الفوري ، والغريب في الأمر أن الزبيدي زعم أن المجلس الانتقالي يمثل كياناً مستقلاً متجاهلاً أن 13 وزارة يمثل اربع فيها فقط من نصبب الجنوب في تلك الحكومة ، ورغم أن وزرائه أدو اليمين الدستورية أمام هادي حاول عيدروس الزبيدي القول أن المجلس الانتقالي ودخوله بأربع وزارات في الحكومة الجديدة لا يعني اعتراف المجلس بشرعية هادي.
قفزات الانتقالي عن الواقع بدت واضحة، فهو يرى بأن لا حل للقضية اليمنية إلا بحل القضية الجنوبية، داعياً المبعوث الأممي لتشكيل فريق أممي خاص بالجنوب، وفي نفس الوقت معاتباً غريفيث على عدم دعوته للمشاركة في أي مفاوضات أممية جديدة، تناقض كبير وعدم اتزان جاء في لقاء الزبيدي الذي بدا مشدوداً للعودة الى المربع الأول، ولكنه تناسى ان الراي العام الجنوبي لا يطيق مثل تلك المزاعم التي سبق للانتقالي أن سوقها خلال السنوات الماضية.