عيدروس الزبيدي لصحيفة “ذي ايكونوميست”: هادي يجند مقاتلين للقاعدة
الجنوب اليوم – متابعات
نشرت مجلة “ذي ايكونوميست” البريطانية تقريرا من محافظة عدن، تقول فيه ان هادي رئيس لا يملك دولة يحكمها، مؤكدة ان الفوضى وانتشار القاعدة في عدن تهدد اليمن والمنطقة بأكملها.
وقالت المجلة ان محافظ حضرموت احمد بن بريك يقوم بالإشراف على مدينة المكلا عاصمة أكبر محافظة في اليمن، حضرموت وبمناسبة الذكرى السنوية الأولى لطرد القاعدة الذي استولى على المدينة في عام 2015، أعلنها المحافظ عطلة رسمية واستضاف كبار الشخصيات في مؤتمر طالب فيه بالحكم الذاتي.
ولفتت المجلة أن مواليي محافظ حضرموت يقومون بإلصاق صوره ولافتات تبارك زعامته، في أنحاء المحافظة. وبدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، التي استولت في نيسان / أبريل الماضي على الميناء في هجوم بري وبحري، يرى المحافظ بن بريك خريطة سياسية جديدة لليمن. وقال “لا يمكننا الانتظار حتى يتمكنوا من تحرير بقية البلاد”. وأضاف “إذا استمر الصراع لفترة أطول، فان اليمن سوف ينقسم إلى دويلات.
وبحسب المجلة يهدد محافظ حضرموت بن بريك بإعلان الانفصال إذا رفض هادي منحه جميع سلطاته وصلاحياته بحلول سبتمبر.
وقالت المجلة: إذا كان الأمر كذلك، فعلينا العودة الى ما قبل 139 عاما، حيث تجنب البريطانيون الشمال ومشاحنات مشيخات جنوب اليمن. عندما انسحبت الإمبراطورية البريطانية، شكل الاشتراكيون في الجنوب جمهوريتهم الخاصة، وشرعوا في جعلها جريمة حتى للتواصل مع الشماليين. اتحدت جنوب اليمن مع اليمن الشمالي الأكثر اكتظاظا بالسكان القبليين فقط عندما انهار الاتحاد السوفييتي، مما ترك الجنوب دون دعم خارجي. بعد 27 عاما من التوحد، أصبح سياسيوها الآن يتمسكون بدولة الإمارات العربية المتحدة، ويبحثون عن الانفصال مرة أخرى.
وبتوليها مسؤولية تحمل الجنوب كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية لإخراج قوات الحوثيين الشمالية، أنشأت دولة الإمارات العربية المتحدة على الأقل ست قواعد تشغيلية في جميع أنحاء جنوب اليمن. وبينما قصف السعوديون من الجو، وضع الإماراتيون آلاف الجنود على الأرض، ودربوا ما يقرب من 30،000 مقاتل يمني داخل وخارج البلاد لمحاربة الحوثيين والقاعدة وضخوا ملياري دولار في مشاريع تهدف إلى إحياء مدينة عدن.
ويقول رياض ياسين، وزير الخارجية السابق وسفير هادي لدى باريس، في زيارته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة: “لن يخضع الجنوبيون مرة أخرى لسيطرة صنعاء. حتى قوارير المياه تسمى “الجنوب”.
وأكدت المجلة ان هادي، اسميا، يحكم جميع الأراضي التي “حررها” التحالف. لكن علامات سلطته يكاد من الصعب ان لم يكن مستحيلا العثور عليها في الجنوب كما هو الحال في الشمال الذي يسيطر عليه الحوثيون وصالح. الملصق الغريب الذي يحمل صورته معلق على أعمدة الإنارة العالية جدا يصعب تمزيقه. فيما في نقاط التفتيش يرفرف علم اليمن الجنوبي السابق، وليس علم اليمن الموحد الذي يحكمه هادي.
لكن الشيء الذي يسيطر عليه هادي – بحسب المجلة – هو البنك المركزي في البلاد، وبحوزته نحو 400 مليار ريال يمني (حوالي 1.6 مليار دولار) كانت قد طبعت مؤخرا في روسيا. ولكن المحافظين المحليين يجدون طرقا في توظيف الأموال.
بالنسبة لهادي، تشكل مدينة عدن، أكبر تحد له. في أوائل صيف عام 2015، قامت القوات الإماراتية وقوات يمنية موالية بإخراج الحوثيين وحلفائهم الذين سيطروا على معظم المدينة قبل أربعة أشهر. لكن ذلك كان سيئا بالنسبة لهادي. يسكن ابن هادي الآن القصر الرئاسي في عدن (هادي نفسه يقضي معظم وقته في المملكة العربية السعودية)، ولكن في بقية المدينة، أكد المحافظ عيدروس الزبيدي سيطرته، حيث الكثير من قوات الشرطة التي جندها العيدروس تأتي من محافظة الضالع في شمال عدن، حيث قام رجال القبائل بقتل قبيلة هادي في أبين عام 1986.
يقول السيد الزبيدي: “أتجاوز الرئيس لصالح المدينة”.
وأشارت المجلة أن الثأرات القديمة بدأت تطفو على السطح في عدن والمدن الجنوبية. وقتل أكثر من 3700 شخص فى معارك عدن منذ عام 2015، وفقا لما ذكره الأطباء المحليون. وعلى النقيض من شوارع المكلا المجهزة جيدا والجدران البيضاء، تكثر القمامة والكتابة على جدران مدينة عدن.
وعلى الرغم من ان المواطنين يحاولون تجميل مدينة عدن ولكن في حين ترحب طالبات المدارس بأجهزة الكمبيوتر الجديدة والفصول الدراسية المطلية حديثا، فإنهن يشعرن بالقلق من الوصول إلى المدرسة بأمان، فالخطف وإطلاق النار والانفجارات ليلا والعمليات الإرهابية تسبب لهن الخوف.
وقالت خلود موسى، 19 عاما التي يقع منزلها بالقرب من المدرسة: “ينبغي ان يكون القصر الرئاسي المكان الأكثر أمانا في عدن، وليس الأكثر مخافة”.
وتقول المجلة انه على الرغم من أن علم جنوب اليمن هو الأكثر شيوعا في عدن، لكن رايات القاعدة تجدها في الأزقة.
ولفتت المجلة إلى أن الريال اليمني انخفض مقابل الدولار. واستمرت الأسعار في الارتفاع. وعلى الرغم من أن الاستثمار الإماراتي في المولدات الكهربائية يزيد على 100 مليون دولار، إلا أن حالات انقطاع التيار الكهربائي قد ازدادت. مشيرة أن انقطاع التيار الكهربائي في معظم ساعات اليوم بسبب أن هادي يرفض دفع ثمن الوقود.
ونقلت المجلة عن محافظ عدن عيدروس الزبيدي، الذي يتهم “الرئيس” بتجنيد مقاتلي القاعدة “يريد هادي أن يعرقل جهودي ويحول دون تحقيقها”.
وتقول المجلة في سياق تقريرها، ان الإماراتيين بدأوا يتساقطون من أجنحتهم المتشابكة. ويخشى المسؤولون الذين يأملون أن تكون عدن نموذجا لبقية اليمن، الآن أن ترك الجنوب بلا قائد قد يزج البلاد كلها في اتون الفوضى واللااستقرار. وهذا قد يجتاح شبه الجزيرة العربية بأكملها. الآلاف من المقاتلين الذين دربوا قد ذهبوا (بعد جمع رواتبهم). تحفيز المجندين للدفع بهم تجاه الشمال هو مهمة شاقة حتى مع دفع العلاوات. أولئك الذين كانوا سعداء للقتال من أجل منازلهم يبدو غير محصنين للقتال من أجل شخص آخر.
ويتساءل محلل إماراتي: “لماذا علينا أن نقف مع جنوب سودان آخر فاشل؟”.
ويقول دبلوماسي بريطاني سابق في اليمن: “إذا كنت ترغب في استقرار منطقة ما، فإن أول شيء تراه مناسبا هو وضع حاكم”. ومن الواضح أن ذلك لم يحدث بعد.