المجتمع الدولي يرفض قرار إدارة ترامب بتصنيف الحوثيين حركة إرهابية
الجنوب اليوم | خاص
قوبل قرار وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الصادر اليوم الاثنين بتصنيف جماعة الحوثيين تنظيما إرهابيا ، برفض محلي ودولي واسع النطاق ، وفي حين ردت صنعاء على القرار بكشف الإرهاب الأمريكي في اليمن وعدد من دول العالم ، حذرت الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، من أن قرار إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تصنيف الحوثيين اليمنية تنظيما إرهابيا قد يؤدي إلى “تداعيات إنسانية وسياسية خطيرة”.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان ديوجاريك، في تصريح صحفي أدلى به مساء اليوم الاثنين، إن تنفيذ خطة الولايات المتحدة لإدراج الحوثيين وزعماءها في قائمة الإرهاب الأمريكية “سيؤدي على الأرجح إلى تداعيات إنسانية وسياسية خطيرة.
وشدد ديوجاريك على أنه من بالغ الأهمية أن تصدر الولايات المتحدة “في أسرع وقت التراخيص والاستثناءات الضرورية لضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية اللازمة إلى كل الناس دون انقطاعات”.
كما أعرب المسؤول عن قلق الأمم المتحدة من “أن هذا التصنيف قد يؤثر سلبا على الجهود الرامية إلى استئناف العملية السياسية في اليمن، ويؤدي إلى مزيد من الاستقطاب في مواقف أطراق النزاع”
من جانبها قالت صحيفة ” نيوز ويك” الأمريكية أن ما يقوم به الرئيس الأمريكي ترامب ورقة أخيره لدعم السعودية التي تقود حربًا على اليمن منذ أكثر من خمس سنوات، وبالمقابل تهدف هذه الخطوة إلى إعاقة الرئيس المنتخب جو بايدن في مهامه السياسية القادمة والمتراكمة.
واعتبر كبير محللي شؤون اليمن في مجموعة الأزمات الدولية ،بيتر سالزبري ، إن القرار الأمريكي يهدد بمعاقبة جميع اليمنيين بشكل جماعي من خلال التسبب في مجاعة لها عواقبها الكارثية.
ولفت إلى أن النظام السعودي قدم دعماً للجماعات المتطرفة في الخارج واتهم ترامب بالوقوف إلى جانب محمد بن سلمان في قضية قتل خاشقجي ، حتى أنه وقف إلى جانب ولي العهد بشأن استنتاجات وكالة المخابرات المركزية على الرغم من الإدانة الدولية الواسعة، وروج ترامب لصفقات أسلحة كبيرة مع السعودية وعرقل جهود الكونجرس لإنهاء الدعم الأمريكي لحرب المملكة في اليمن.
صحيفة ” الغارديان”البريطانية قالت اليوم الاثنين إن قرار ترامب بتصنيف الحوثيين في اليمن منظمة إرهابية خطوة ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد التي مزقتها الحرب.
وعلى الرغم من معارضة الحزبين الجمهوري والديمقراطي وتحذيرات مسؤولي الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة على مدى شهور من أن مثل هذا القرار يؤدي إلى نقص وتأخير المساعدات والشحنات التجارية وتقويض عملية السلام.
إلا أن وزير خارجية أمريكا بومبيو أعلن القرار في وقت متأخر من مساء أمس الأحد، حيث استقبلت المنظمات الإغاثية النبأ بجزع اليوم الاثنين.
ووصف ديفيد ميليباند ، الرئيس التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية ، الأمر بأنه “تخريب دبلوماسي محض”.
ونقل التقرير الذي كتبه “بيثان مكيرنان” مراسل الشرق الأوسط، تصريح وزير الخارجية البريطاني السابق: “آخر ما يحتاجه اليمنيون هو المزيد من توقف المساعدات والتدفقات الاقتصادية”.
وقال مدير المجلس النرويجي للاجئين في اليمن ، محمد عبدي ، إن هذه الخطوة “ستعرقل قدرة وكالات الإغاثة على الاستجابة” للوضع السيئ بالفعل.
وقال إن الاقتصاد اليمني المتعثر سيتلقى ضربة مدمرة أخرى، “إن إدخال الغذاء والدواء إلى اليمن – وهي دولة تعتمد بنسبة 80٪ على الواردات – سيصبح أكثر صعوبة”.
كما انتقدت منظمة دولية خطوات الإدارة الأمريكية الساعية لتصنيف “الحوثيين” جماعة إرهابية.
وقالت “أفراح ناصر” المختصة في الشأن اليمني بمنظمة “هيومن رايتس ووتش إن التصنيف سيزيد الطين بلة في الوضع اليمني، مشيرة إلى أن “ترامب” هدف من خلال هذه الخطوة تقديم هدية فراق لحلفائه الخليجيين، الذين ثبت تورطهم بانتهاكات جسيمة في اليمن معظمها بأسلحة أمريكية، حد تعبيرها.
ولفتت إلى أن التصنيف سيكون له تأثير كارثي على الاستجابة الإنسانية في اليمن، وسيجعل الولايات المتحدة متواطئة في وفاة مئات الآلاف من المدنيين بالرغم من إمكانها تجنب ذلك من خلال إلغاء هذا التصنيف.
من جانبة قال المجلس النرويجي للاجئين إن إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، عن توجه ادارته لتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، سيكون له تأثير بعيد المدى على الوضع الإنساني المتردي بالفعل في اليمن وستعيق العقوبات قدرة وكالات الإغاثة على الاستجابة .
وأضاف المجلس في بيان منسوب لمديره العام محمد عبدي، أنه وبدون ضمانات إضافية، وإعفاءات أوسع للقطاع التجاري، فإن الاقتصاد اليمني المتعثر وفق هذه المنظمة الانسانية، سيتعرض لضربة مدمرة أخرى. وسيصبح إدخال الغذاء والدواء إلى اليمن – وهو بلد يعتمد بنسبة 80٪ على الواردات – أكثر صعوبة .