حكومة معين لم تعين أحد في عدن ولم تسمع أنات المواطنين
الجنوب اليوم | خاص
زعمت حكومة المحاصصة الجديدة بقيادة معين عبدالملك في أول جلسة لها في العاصمة السعودية الرياض، أن تحسين الخدمات وصرف الرواتب ووقف تدهور الاقتصاد وإنهاء الانفلات الأمني من أهم أولياتها الرئيسية.
ووعدت في حال عودتها بالعمل على إيجاد تنفيذ تلك المهام بما ينهي معاناة المواطنين ، وبعكس كل تلك الوعود عادت حكومة المحاصصة وتم استقبالها بأكثر من 26 قتيل ، ومع ذلك تفاءل المواطن الجنوبي خير ومنح تلك الحكومة مهله حتى تتمكن من استعادة زمام الأمور وتهدا الأوضاع وتتوقف الانفجارات ، قبيل عودتها واثناء عودتها تراجع سعر صرف الريال الى ادنى المستويات ووصل الدولار سعر 630 ريال وتراجع السعودي من 225ريال إلى 150 ريال ، ورغم ان التراجع كان وهمي ولصالح الصرافين الذين استغلوا الفرصة لشراء العملات الصعبة بأسعار مخفضة ليكسبوا من وراء تلك العملية مئات الملايين بعد أيام فقط ، عادت أسعار الصرف للارتفاع وعادت أسعار المواد الغذائية والاساسية للارتفاع ايضاً ، وغابت الحكومة وأغلقت على نفسها كافة أبواب قصر المعاشيق .
خلال الأيام الماضية تصاعدت المطالب الاقتصادية لحكومة معين للتدخل وزادت معاناة الناس معاناة، وطال انتظار عشرات الآلاف من الموظفين الذين عقدوا الآمال على حكومة شراكة بين الانتقالي وتيارات هادي، ولكن تضاءلت كل الأمال وفقد الجميع الثقة بتلك الحكومة التي وعدت وتوعدت وسوقت الوهم لكل الموالين لها، فلا حسنت الخدمات التي تزداد تدهوراً يوما بعد أخر، ولا انهت معاناة انقطاع التيار الكهربائي في عدن على الأقل، ولا صرف رواتب موظفين الدولة ولا أوقفت تدهور سعر صرف العملة وأوقفت ارتفاع الأسعار.
قطعاً لم تشل حكومة المحاصصة والشراكة الجديدة التي بشر رئيسها في أول لقاء جمعة بقيادة البنك المركزي عقب عودتها مطلع الشهر الجاري ، بإنهاء حالة الاضطراب الاقتصادية والانتقال الى مرحلة الاستقرار والتنمية ، لكن حتى اليوم لم تقدم حكومة معين عبدالملك أي خطة اقتصادية ولم تقدم على تنفيذ أي خطوة ملموسة للناس ، وكل ما قدمته وعود كلامية لا وجود لها على الواقع ، اليوم زادت معاناة أبناء الجنوب بحضور هذه الحكومة في عدن.
وتفاقمت معاناة المواطنين واصبح أبناء عدن يبحثون عن مياه نظيفة وعن كهرباء وعن امن واستقرار وسكينة عامة مفقودة، تلك المطالب التي تعد أدنى الحقوق المكتسبة لأي مواطن أصبح تحقيقها أمل كبيرة من قبل المواطنين ، ومع ذلك لا تلتفت تلك الحكومة لمعاناة الناس ولا تسمع أناتهم ولا صيحاتهم ليس لأنها في جزيرة المعاشيق معزولة عن الناس وحسب بل لأنها عاجزة وغير مسئولة ، ففي الوقت الذي تناشد عدن وسكانها تلك الحكومة بتوفير أدنى متطلبات الحياة بكهرباء ومياه وأمن واستقرار وصحة وتعليم ، تهرب تلك الحكومة نحو الاهتمام بصنعاء وكيفية النيل من الحوثيين ، تشغل نفسها بمحافظات خارج سيطرتها بينما فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أي نموذج لها في مدينة عدن ومدن الجنوب ، ومع إدراكها أن من لم يستطع حل مشاكل حي من أحياء عدن لن يستطيع حل أي مشكلة ذات نطاق أكبر ، إلا أن تلك الحكومة تناقش خطط لحصار صنعاء واستعادة الإيرادات التي تذهب لصالح الحوثيين ، وفوق ذلك قامت بتشكل لجان لدراسة الوضع الإنساني في المحافظات الشمالية ، وفي الوقت نفسة تجاهلت كل المطالب الإنسانية في عدن والمحافظات الجنوبية.
ونتيجة لذلك يقول الصحافي الجنوبي المعروف علي منصور مقراط المشهد في عدن والمحافظات الجنوبية يبعث على الخوف والقلق والإحباط، بسبب تفاقم انهيار الأوضاع الأمنية والمعيشية والخدماتية ، ولفت الى انه ورغم تواجد الحكومة في عدن التي يعلق عليها بصيص من الآمال إلا أنني شخصيا وحسب تقديراتي وتقييمي للمشهد الحالي جنوبا هو الاسوأ ، لافتا حتى الأحداث التي مرت منذ اجتياح الحوثيين الجنوب في 2015م قبل تحريرها وماتلتها من الصراعات الجنوبية في عدن وأبين كان الناس يمشون حياتهم والأمل موجود لانفراج سياسي ومعيشي يلوح في الأفق. إلا أن ذلك بداء يتبدد تدريجيا إلى درجة الإحباط أحيانا.
وتابع قائلا : كصحفي ارصد بحصافة ما يجرى ومعاناة الناس التي وصلت إلى الحضيض الجيش والأمن بلا رواتب لستة أشهر متتالية والعملة تنهار والأسعار نار والكهرباء طافي في عز الشتاء وأزمة مشتقات نفطية حتى حركة المواصلات اشتلت والدبة البنزين ب25الف ريال. والتأمين المادي للجبهات من الغذاء وغيره توقف من الحكومة، كل ذلك يحدث والحكومة عاجزة منذ وصولها وفوق رؤوس أعضاؤها تنهال صواريخ الإجرام لم تستطع حلحلة الشيء اليسير من الملفات المسموحة ..