ذكرى 11 فبراير.. من السبب في تخلى الجنوبيين عن الثورة والعودة لمربع الحراك الجنوبي
الجنوب اليوم | تقرير
تمر علينا اليوم الذكرى العاشرة للاحتجاجات السلمية الشعبية في جميع المحافظات اليمنية في 2011 والتي تحولت فيما بعد إلى ثورة شعبية شبابية ضد النظام السابق وأدت إلى الإطاحة بنظام صالح مع بقاء أتباعه متقاسمين السلطة مع من تسلقوا الثورة لاحقاً من حزب الإصلاح العقائديين والسياسيين الذين عملوا على حرف مسار الثورة بشكل كامل لمصلحتهم.
كان لانضمام الجنوبيين إلى ثورة 11 فبراير نقلة نوعية في مسار الأحداث إذ لم يعد بإمكان أقطاب النظام السابق اتهام الشباب المعتصمين في ساحات التغيير بالعمالة للخارج أو تسمية ما يحدث بأنها مجرد احتجاجات تطالب بتحسين الأوضاع بل بدأ النظام حينها بالفعل بالتعامل مع الوضع على أنه ثورة شعبية شبابية لم يعد بالإمكان إخفاؤها.
غير أن الشارع الجنوبي الذي كان له السبق في الخروج ضد نظام صالح منذ العام 2007 عام انطلاق الحراك الجنوبي السلمي، غيّر من مساره الاحتجاجي والمطلبي، مسقطاً بذلك عناوين الوحدة والجمهورية ومعيداً رفع شعارات الحراك الجنوبي التي كان قد أسقطها بداية انطلاقة 11 فبراير، وكان موقف الجنوبيين مبرراً في حقيقة الأمر لكون ما حدث كان نتيجة وردة فعل طبيعية لما شهدته أحداث 11 فبراير والتي قسمت ظهر الثورة والثوار وشقت صف الثورة خاصة عند انضمام علي محسن الأحمر أحد أبرز أقطاب النظام السابق وأركانه الرئيسية إلى الثورة الشبابية رغم أن اسمه كان الاسم الثاني المطلوب رحيله عن السلطة فور خروج الشباب واعتصامهم في الساحات.
ويرى مراقبون إن انضمام علي محسن للثورة الشبابية أضر بالثورة الشبابية أكثر مما أضر بنظام صالح نفسه من خلال إحداث انقسام لقوى الثورة عبر سحب محسن والإصلاح لقطاع جماهيري واسع مشارك في الثورة لاستغلالهم سياسياً وإعلامياً والركوب على ظهرهم لتحقيق مصالح الإخوان فقط وليس مصالح الثوار والثورة.
كما أن انظمام محسن للثورة عمل على استعادة صالح لشعبيته قليلاً نظراً لكون انضمام محسن مثل التفافاً على الثورة وحولها من ثورة شعبية إلى صراع سياسي بين قطبين رئيسيين كانا مشاركان في السلطة هما المؤتمر والإصلاح وهذا ما دفع بالكثير ممن شاركوا في الثورة والاحتجاجات إلى إعادة النظر في مواقفهم ومطالبهم كما أحبط الكثيرين ممن كانوا يؤيدون صالح وكانوا رغم ذلك على استعداد للتخلي عنه، أحبطهم عن الانضمام والبقاء إما مع صالح أو ضمن الفئة الصامتة.
أما الكارثة الثالثة التي تسبب بها انظمام محسن للثورة هي دفع الجنوبيين للتخلي عن الثورة، والعودة إلى الحراك الجنوبي السابق المطالب بالانفصال، خصوصاً وأن محسن والإصلاح عموماً كانوا السبب الرئيسي فيما تعرض له الجنوبيون من مظلومية واضطهاد ومصادرة لممتلكاتهم وأراضيهم وحقوقهم منذ حرب صيف 94 وحتى 2014.
المشهد اليوم في الجنوب كما يقرأه الجميع مثقفين وسياسيين وناشطين وحتى مواطنين عاديين هو عودة النظام السابق حتى مع صعود المجلس الانتقالي الذي أتت به الإمارات ومشاركته في السلطة والحكومة الجديدة فإنه بهذا الفعل يشارك أعداءه وأعداء الجنوب الذين استباحوا أرضه وثرواته في سلطة لا تزال تعمل تحت إشراف السفير السعودي فالانتقالي اليوم يشارك في سلطة هادي الذي لا يزال يتخذ من علي محسن الأحمر نائباً له ولا يزال الأخير فاعلاً ومؤثراً في المشهد في الجنوب أكثر من الرئيس نفسه.