منبر كل الاحرار

مأرب.. تستنزف شباب الجنوب والسعودية تعرض المال مقابل حياة الجنوبيين

الجنوب اليوم | خاص

تسمح النقاط العسكرية الممتدة على طريق مارب بيحان الواقعة في نطاق محافظة شبوة، لسيارات الإسعاف والجثث الهامدة التي معظمها مقطعة الأوصال بالعودة إلى المحافظات الجنوبية، ولا تسمح للمغرر بهم بإغراءات مالية في جبهات مأرب من العودة إلى مدنهم وقراهم أحياء.

هذا ما يحدث ويزيد عن ذلك بالتعامل المناطقي الذي تمارسه مليشيات حزب الإصلاح على المغرر بهم من أبناء الجنوب في جبهات القتال في مأرب، فهذا النوع من التعامل يبدأ من استقبال المقاتلين المستقطبين ووضعهم في مناطق واقعة تحت رحمة الصواريخ الحوثية في محيط المدينة، من ثم رفض تسليحهم إلا بضمانات قيادات جنوبية إخوانية تسلم العهد من السلاح تحت إشرافهم، يضاف إلى ذلك تعمد مليشيات الإخوان نقل المغرر بهم من أبناء الجنوب إلى خطوط التماس الأمامية للجبهات المشتغلة دون اكتراث إن كانوا مدربين على القتال أم لا، فالإصلاح يتعامل مع أبناء الجنوب في جبهات مارب كوقود حرب، فيضعهم في مقدمة خطوط النار وفي الأنساق الأولى للمواجهات مع الحوثيين وفي جبهات يجهلون تضاريسها، وهو ما تسبب بارتفاع عدد القتلى الجنوبين في جبهات مأرب خلال الأيام الماضية.

قيادات عسكرية جنوبية قدرت أعداد قتلى أبناء الجنوب خلال الأسابيع الماضية من اشتعال جبهات مأرب، بأكثر من 300 قتيل وأكثر من 2000 جريح، يضاف إلى أن مصير العشرات في الجبهات المشتعلة مجهول.

ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن جثث العشرات من الجنوبيين تحللت بالتراب منذ أسابيع بعد ان تركتها مليشيات الإصلاح واكتفت بانتشال جثث قتلى محسوبون عليها، المصادر ذاتها لفتت إلى أن هناك أعداداً من الجنوبيين استسلموا في مواجهات مع الحوثيين وأثناء تسليم أنفسهم تعرضوا للقنص من الخلف من قبل مليشيات الإصلاح، التي تعتبر أي انسحاب لمواقع جنوبية خيانة وتعاون مع الحوثيين، وهذا ما حدث في جبهات رغوان شمال غرب مأرب وفي جبهات الأشقر والنضود في جبهات العلم شمال مارب.

على مدى الأيام القليلة الماضية، قتل العشرات من الجنوبيين في مواجهات مع الحوثيين، نتيجة رفض مليشيات الإصلاح تعزيزهم عسكرياً، كما ارتفعت عدد الغارات التي تستهدف مجاميع من أبناء الجنوب، بعض تلك المجاميع استهدف عقب خلافات نشبت بينها وبين مليشيات الإصلاح على خلفية عدم تلقيهم التغذية الكاملة والمصروف اليومي، والبعض من تلك المواقع التي كان يتمركز فيها جنوبيون والتي تعرضت لغارات صديقة من قبل طيران التحالف تقع في مواقع خلفية بعيدة نسبياً عن خطوط التماس، وهو ما أثار الشكوك حول تكرار استهداف الطيران لمجاميع جنوبية، ودفع بعض القيادات الجنوبية الى اتهام الإصلاح، لكن الإصلاح الذي يعمل على استنزاف أبناء الجنوب في جبهات مارب، يلقي بالاتهام على قوات موالية لرئيس أركان قوات هادي صغير بن عزيز، كونه موالي للإمارات، ويسوقون أسباب استهداف الجنوبين في معارك مارب من قبل الطيران السعودي، إلى تصفية حسابات تقف وراءها التيارات الموالية للإمارات التي ترفض قتال الجنوبين في جبهات مارب.

مصادر محلية في أبين، أكدت وصول عدد من الأطقم محملة بجثث لقتلى جنوبين من جبهات مارب بشكل يومي، وقالت إن معظم الجثث تنقل إلى مناطق في أبين وعدن ولحج، معتبرة ما يحدث استنزاف متعمد لأبناء الجنوب.

وفي ظل تصاعد القتلى في أوساط أبناء الجنوب المستقطبين من تحالف الحرب في جبهات مارب، وتراجع اندفاع أبناء الجنوب وراء دعوات سماسرة الموت من السلفيين وقيادات حزب الإصلاح، تقوم السعودية بتمويل قيادات في تنظيم القاعدة في مناطق واقعة ما بين عدن ولحج لاستقطاب المئات من الشباب للقتال في مارب مقابل مبلغ مالي لا يتجاوز 1000 ريال سعودي شهرياً، ومع تصاعد اعداد القتلى الجنوبين في معارك مارب، عرضت الرياض عبر أدواتها في المحافظات الجنوبية تقديم ثلاثة ملايين ريال، لكل أسرة يقتل ابنها في جبهات مارب.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com