عبد الكريم السعدي يكتب / إلى أطراف الصراع العبثي في الجنوب
الجنوب اليوم | مقال
بقلم : عبدالكريم السعدي
افصلوا بين مطالب الناس الحياتية وأهداف صراعاتكم المناطقية المُغلَّفة بسلوفان السياسة..
عدن ومناطق الجنوب التي تطحنها رحى صراعاتكم لم تعد تحتمل المزيد من عبثكم وإفرازات أمراضكم السلطوية التصارعية التي يدفع ثمنها البسطاء من أبناء الجنوب..
اتفقوا على مشروع وطني يخرجكم من رِبق عبوديتكم لأطراف الإقليم واتركوا مشاريعكم الحزبية والمناطقية التي أثبتت فشلها وعجزها، فالمشروع الوطني المتحرر من التبعية وحده الطريق لإنهاء مهازلكم وعبثكم بأهلكم ووطنكم!
ما يحدث في مناطق الجنوب المنكوبة اليوم مجرد متاجرة باحتياجات الناس ولا علاقة له لا بثورة ولا بدولة، فمن يريد الدولة يعرف أدوات تحقيقها ويعرف أن المحاصصات المناطقية والمجابرات العاطفية وشراء الذمم وسياسة اللين والمهاودة لا تنفع لتكون أدوات تؤدي إلى الدولة.. ومن يريد الثورة والتحرير والاستقلال يعرف جيداً أن اقتحام مباني المؤسسات وإغلاق الطرقات ونشر ثقافة الكراهية وتمزيق النسيج السياسي والاجتماعي والإثراء الفاحش والبلطجة وسرقة واغتصاب حقوق الناس والمتاجرة الرخيصة بدماء الشباب وبالمتطلبات الحياتية للناس أيضاً طرق لن تؤدي إلى تحرير ولا إلى استقلال، ولكنها ستُكرِّس المزيد من الخضوع والاستسلام للقبول بأي حلول..
لن تأتي الدولة على يد مرتجفة وواهنة ومترددة، ولن يأتي الاستقلال والحرية على يد امتدت وتلوثت بأموال التبعية والارتزاق والانبطاح وحولت الهدف إلى وسيلة.