ست سنوات من الاحتلال.. التحالف يفشل في صنعاء ويتقاسم الجنوب
الجنوب اليوم | تقرير
قبل ست سنوات أعلنت دول التحالف بقيادة السعودية، من واشنطن، الحرب على صنعاء، تحت ذريعة إعادة حكومة هادي إلى السلطة في صنعاء، فتعرض مطار عدن لغارتين جويتين أول من مطار صنعاء صبيحة الـ ٢٦ مارس ٢٠١٥، ورغم أن معظم محافظات الجنوب لم تكن تحت سيطرة الحوثيين حينذاك، الا أنها أصبحت اليوم محافظات محتلة ترزح تحت سيطرة القوات الإماراتية والسعودية التي تتواجد في محافظتي المهرة وسقطرى وتتقاسم النفوذ في الجنوب، في ظل غياب كلي لقوات حكومة هادي، وعلى مدى ست سنوات لم تستطع دول التحالف ان تصل صنعاء بل فقدت كل مكاسبها العسكرية في نهم وأصبح الحوثيون اليوم على أبواب مارب، ورغم ذلك تتواجد القوات السعودية بالآلاف وبأسلحة مختلفة في عدن، وتدير الإمارات عدداً من المحافظات عبر المجلس الانتقالي الجنوبي الذي خلق من رحم الأزمة الداخلية لدول التحالف السعودي الإماراتي.
الوضع اليوم في الجنوب تكشف بشكل كبير، فالمقاومة الجنوبية التي حاربت الحوثيين عام 2015، تعرضت للحرب والتهميش الاعتقال والتجويع والإرهاب المتعمد من قبل الإمارات، فالجنوب عاش ست سنوات من الحرب التي لم تشهدها صنعاء، فالإمارات والسعودية استنزفت أبناء الجنوب وحولتهم إلى وقود حرب للعاصفة في الحد الجنوبي للسعودية وفي الساحل الغربي وفي جبهات مأرب، بل استغلت دول التحالف فقر وبؤس وشقاء أبناء الجنوب وقدمت الاغراء المالي مقابل الموت، فمحارق الموت الجنوبية متعددة وضحايا الجنوب من شبابه وكوادره كبيرة مقابل مبالغ زهيدة، فبعدما أصبحت عدن مقبرة وسجناً لأبنائها وأصبحت المقابر الخاصة بالجنوبيين في الحد الجنوبي السعودي وفي الساحل الغربي وفي عدن وأبين والصبيحة ويافع.
فخلال ست سنوات من العاصفة التي عصفت بأبناء الجنوب وحولتهم إلى بنادق مستأجرة تقاتل خارج الجنوب وبعيداً عن القضية الجنوبية وتضحي بحياتها من أجل أجندة استعمارية لقوى دولية أجنبية طامعة بالجنوب وباليمن برمتها ولا يخرج نطاق اهتمامها عن تنفيذ أجندتها.
وأصبحت دول التحالف تسيطر على مطار وميناء عدن ، واصبح نفط حضرموت وشبوة تحت سيطرة أبو ظبي، وأصبحت المهرة التي لم يصلها الحوثيين وسقطرى درة الجنوب النفيسة الواقعة في قلب المحيط الهندي محافظات مستعمرة تتواجد فيها قوات إماراتية وسعودية.
لقد نجحت السعودية في عاصفة الحزم الأولى التي قامت في العام ١٩٦٩ ضد الجنوب في حرب الوديعة، أثناء محاولة الرياض السيطرة على الوديعة في عهد الرئيس الجنوبي قحطان الشعبي ورئيس حكومته فيصل عبداللطيف، فواجهها رجال الجنوب وتصدو للحملة العسكرية السعودية التي قادها الأمير سلمان بن عبدالعزيز حينذاك مستغلاً تفوق الرياض العسكري وانتهت بإقدام قوات عاصفة الحزم والسيطرة على شروره اليمنية، وهاهي الرياض تنجح اليوم في السيطرة على الجنوب وقتل أبنائه في جبهات الشمال وتنهب ثرواته وتدمير موانئه ومطاراته وتجريف ثرواته النفطية والسمكية والغازية، يضاف إلى أن أبناء الجنوب قدموا باب المندب على صحن من ذهب للعاصفة.
وقبل ست سنوات من الآن أعادت المؤامرة وأعلنت العاصفة على صنعاء فتدخلت بعد شهر عسكرياً في عدن، وعلى مدى السنوات الماضية، تنازعت الإمارات والسعودية السيطرة وتصادمت مصالح الدولتان في عدد من المحافظات الجنوبية، فتواجدت القوات الإماراتية والسعودية في الجنوب ولم يطأ قدمها جبهات الشمال، فأبوظبي أطماعها تقتصر على السيطرة على ميناء عدن وموانئ الجنوب وتدميرها لصالح حياة موانئ دبي والسيطرة على جزيرة سقطرى، والرياض مطامعها في السيطرة على شبوة وحضرموت والمهرة وتحقيق الإقليم الشرقي الذي خطط له في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز في ستينيات القرن الماضي وأفشل الجبهة القومية ذاك المخطط واسقطت كافة المطامع في الـ 30 من نوفمبر 1967م، فحكام السعودية لم يهدأ لهم بال منذ ذلك الحين، فالإقليم الذي حاولت الرياض اعادته للواجهة خلال العامين الماضيين، يكشف عن مخطط قديم فشلت الرياض عبر بريطانيا مطلع الستينيات بتنفيذه، ومن ضمن المحاولات التي قامت أسرة ال سعود بهدف وضع يدها على محافظات شبوة وحضرموت والمهرة في ستينيات القرن الماضي، تعيده الرياض وتحاول العودة لتنفيذ تلك المطامع التوسعية القديمة بموجب اتفاق جدة الذي رعته الرياض مؤخراً بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي الموالي للإمارات، والذي يمنح الرياض حق التدخل الكامل في شأن تلك المحافظات أمنياً وعسكرياً، والملفت للنظر أنها قبل اتفاق الرياض بيوم احتضنت اجتماعات لشخصيات حضرمية تحت ذريعة دعم نظام إقليم حضرموت.
وعلى مدى السنوات الماضية، استغلت الرياض التي حاولت بعد ان فشلت خلال العقود الماضية في تحقيق اطماعها التوسعية في محافظة حضرموت التي تتسم بمساحة واسعة تساوي ثلث مساحة اليمن وتربطها بالرياض شريط حدودي طويل يمتد من الخراخير وحتى شروره بنجران، لتضم اكثر من 40 الف كليو متر من الأراضي النفطية اليمنية، يضاف إلى تكريس احتلالها في محافظتي المهرة وسقطرى التي أصبحت تحت احتلال دولتي السعودية والإمارات.