تداعيات تشكيل طارق صالح مجلس سياسي في الساحل الغربي
الجنوب اليوم | تقرير
في الوقت الذي اتجه فيه المجتمع الدولي والتحركات الدولية الأخيرة بشأن مباحثات السلام في اليمن إلى التركيز حول التخاطب مع سلطة الحوثيين وصنعاء وتجاهل حكومة هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي سواءً من المبادرة السعودية الأمريكية أو من المفاوضات المنعقدة في سلطنة عمان، دفعت الإمارات حليفها في الساحل الغربي طارق صالح لإنشاء مجلس سياسي على غرار المجلس الانتقالي الجنوبي.
هذه الخطوة عدّها مراقبون محاولة من الإمارات وطارق صالح الدخول في هذا الحراك الدولي كطرف سياسي لكن من موقع المصلحة الإماراتية.
ويرى مراقبون إن لهذا التحرك الإماراتي بالساحل الغربي تداعيات خطيرة منها ما يؤثر ويهدد وضع حزب الإصلاح وحكومة هادي في الجنوب والمناطق الشرقية اليمنية والساحل الغربي ومنها ما يعد تهديداً للقضية الجنوبية من جهة والمجلس الانتقالي الجنوبي من جهة ثانية.
أبرز هذه التداعيات هو تصعيد الشارع الجنوبي ضد التحالف السعودي الإماراتي، إذ أن الجنوبيون يفسرون هذه الخطوة التي تمت بضوء أخضر من التحالف بأنها تقارب بين التحالف وطارق صالح وأن دفعهم له لإشهار مجلس سياسي هو بمثابة اهتمام التحالف بطارق صالح وبالمنطقة الجغرافية التي يتواجد فيها وأن هذه الخطوة السياسية هدفها تهيئة الأرضية لفرض وجود طارق صالح في طاولة المفاوضات السياسية، بينما لم يحدث ذلك مع القضية الجنوبية وأبناء الجنوب الذين قدموا أبناءهم على مدى الست السنوات الماضية دروعاً بشرية ومقاتلين نيابة عن الجيش السعودي وعن القوات الإماراتية، وهو ما يعد التفافاً وخيانة من التحالف للقضية الجنوبية التي يجري تعمد إهمالها وتهميشها بمقابل الاهتمام فقط بالساحل الغربي وطارق صالح.
على الناحية الأخرى يؤكد مراقبون إن تداعيات تشكيل طارق لمجلس سياسي في الساحل الغربي بدأت تأتي على مصالح المجلس الانتقالي الجنوبي من جهة ومصالح حزب الإصلاح وحكومة هادي ومن معه من جهة ثانية.
ويرى مراقبون إن تعيين طارق صالح لشخصيات جنوبية وتحديداً من حضرموت يؤكد مساعي الإمارات الدفع بطارق صالح عبر غطاء المجلس السياسي لمنافسة الإصلاح في وادي حضرموت وفي المناطق الشرقية لليمن عموماً.
على الجانب الآخر أيضاً فإن احتواء طارق لقيادات جنوبية في مجلسه السياسي يعني بدء التحالف تمكين طارق من ممارسة دور أكبر وأهم في الجنوب على حساب المجلس الانتقالي الجنوبي الذي لم يرد له ذكر لا هو ولا حكومة هادي والإصلاح لا في المبادرة السعودية الأمريكية ولا في المفاوضات الجارية حالياً والتي تتم بشكل مباشر بين (الحوثيين كطرف والولايات المتحدة والسعودية كطرف).