مركز دراسات أوروبي يؤكد أن طارق هو الأداة الرئيسية للإمارات والانتقالي سيتم تهميشه
الجنوب اليوم | تقرير
كشف مركز دراسات أوروبي عن أن الإمارات تتجه نحو تعزيز سيطرتها مستقبلاً على منطقة جنوب غرب اليمن وجزيرة سقطرى عبر تمكين طارق صالح الذي وصفه المركز بأنه الذراع الرئيسية والأداة الحقيقية للإمارات لتنفيذ هذا المخطط الرامي لإحكام القبضة على باب المندب والممر المائي الدولي الواصل من المحيط الهندي إلى البحر الأحمر.
وبحسب تقرير صادر عن المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية (ISPI) فإن أبوظبي تتجه نحو تعزيز تواجدها على المحور السواحلي لليمن والجزر اليمنية خاصة ميون والمخا وسقطرى بمقابل تقليص قوتها المتواجدة بالقرن الإفريقي.
وركز التقرير على دعم الإمارات فقط لقوات طارق صالح المتواجدة في الساحل الغربي الجنوبي لليمن، وأضاف التقرير الدعم الأساسي يصب لقوات حراس الجمهورية بقيادة طارق صالح وكتائب العمالقة والمقاومة التهامية وجميعها يقودها طارق تحت مسمى (قوات المقاومة الوطنية المشتركة).
وأشار التقرير إلى أن إعلان طارق صالح إشهار مكتب سياسي كان حدثاً فارقاً في الأحداث الجارية جنوب اليمن، مشيراً إلى أن ذلك الحدث ليس عادياً وأن التدقيق فيما ورد في البيان الصادر عن طارق صالح وقت إشهار هذا المجلس سيجد أنه تضمن عبارات خطيرة تكشف الهدف والبعد الحقيقي من إنشاء قوات موالية للإمارات يقودها طارق جنوب اليمن وعلى الساحل الغربي للبلاد.
وقال التقرير إن المثير للاهتمام في البيان التأسيسي هو ورود عبارة “أهمية حماية المياه الإقليمية والممرات المائية ورفض أي تهديد للتجارة العالمية من خلال باب المندب”، وهو ما يشير – بحسب التقرير – إلى وجود تأكيد بخصوص “تأمين المياه الإقليمية” بدلاً من الإشارة فقط إلى المياه الإقليمية والممرات المائية، لافتاً إلى أن هذه الإشارة تحمل مغزىً خطير وهو “الالتزام الواسع للمقاومة الوطنية بتنفيذ أهداف أبوظبي الجيوسياسية في المنطقة”.
ومن خلال ما طرحه التقرير يتبين أن الدعم الإماراتي سيكون لصالح طارق صالح وقواته فقط على حساب المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته التي أنشأتها أبوظبي سابقاً وأصبحت اليوم مهمشة ومهملة في مقابل تمكين طارق ودعمه.
وفيما يتعلق بجزيرة سقطرى ألمح التقرير إلى أن الإمارات ستكون في غنىً عن الانتقالي الجنوبي بعد أن استخدمت المجلس فقط لتبرير تواجدها العسكري على الجزيرة، حيث إن كل المؤشرات والمعلومات تؤكد أن النشاط الإماراتي في الجزيرة سيكون بالمشاركة مع إسرائيل التي كشفت وسائل إعلامها سابقاً عن مخطط لتعاون استخباري بين تل أبيب وأبوظبي في جزيرة سقطرى بذريعة “السيطرة على الأنشطة الإيرانية في منطقة غرب المحيط الهندي والبحر الأحمر”.
ويبدو من الواضح أن دعم الإمارات لطارق صالح سيأتي على حساب المجلس الانتقالي الجنوبي الذي باتت قياداته مشتتة بين كل من أبوظبي والقاهرة ويواجه المجلس في الداخل صراعاً مع قوات هادي والإصلاح المدعومة من تركيا وقطر، وأمام كل هذه المشاكل التي تواجه الانتقالي سيكون من الصعب عليه مواجهة النفوذ الكبير والتوسع في الانتشار والسيطرة التي يفرضها طارق بإشراف ورغبة مباشرة من الإمارات على المناطق الاستراتيجية في الجنوب، ولعل اتخاذ طارق صالح من معسكر بئر أحمد في عدن مقراً رئيسياً له ولقواته إلى جانب مقره السابق في المخا أكبر دليل على الحرب الناعمة والهادئة التي يخوضها الرجل المدعوم من أبوظبي ضد الانتقالي وسيطرته كما أن تمكين بعض قيادات الانتقالي من قيادات مؤتمرية موالية للإمارات من مفاصل الدولة في عدن كتعيين كافة مدراء المديريات من هذا التيار دليل على أن هناك تحرك لإزاحة الانتقالي أو تهميشه على الأقل.