السقلدي يكتب.. تبرير الفاشلين.. انظروا
الجنوب اليوم | مقال
صلاح السقلدي
يقول القيادي في حزب الإصلاح عبدالله العكيمي إن سبب فشل الجيش الوطني هو أن التحالف الذي تقوده السعودية منع الجيش من التقدُّم والوصول إلى صنعاء، وسمح باغتيالات استهدفت ضباطاً بالجيش وشخصيات أخرى، ومنع الشرعية من العودة إلى المناطق المحررة ولم يساعدها بتقديم نموذج دولة.
– بالله عليك يا هذا المتحذلق كيف يكون التحالف، والسعودية بالذات هي من تتعمد هزيمة شركائها وهزيمة نفسها؟؟.. فالسعودية تعرف أن أي نصر يحققه هذا الجيش المُسمَّى بالجيش الوطني هو نصر لها ويجعلها تتفاخر به، بل وتتضرع لله أن يكون باعتباره إن وقعت معجزة وحدث هذا النصر فسيمثل انتصاراً لجيشها في المقام الأول ويحفظ ماء وجهها الذي يُهرق بغزارة منذ سنوات برمال مأرب والجوف، كما أنها تعرف أيضا أن أي هزيمة له هي بالضرورة هزيمة له ولسمعتها؟ لم يبقَ إلا أن تقنعوا العالم وتقنعوا أنصاركم أن السعودية تريد لنفسها الهزيمة وللحوثيين النصر، عجبي من تبريرات المهزوم.
ثم إن كانت السعودية لم تسمح لكم بتقديم نموذج جيد للدولة بالمناطق المحررة، فأين هي الإنجازات التي فلقتم رؤوسنا بها طيلة ست سنوات نكاية بمن يخالفكم المواقف ويكشف عبثكم وفرط أنانيتكم؟ أين هي إنجازاتكم المدهشة من قبيل: مطار مأرب الدولي، إلى عتق عاصمة مؤقتة، إلى شبوة سنغفورة اليمن، وبن عديو مهاتير محمد اليمن، ومأرب مدينة حدائق الأطفال و(الدراهين)؟
ـ حسناً، سنُلغي عقولنا لبعض الوقت ونصدق أن السعودية لا تريد لكم النصر وأنها لا تمنحكم السلاح الثقيل ولا حتى الخفيف ولا تسندكم بطيرانها العسكري على مدى ستة أعوام، فكيف تمكن جيشكم وحزبكم عام ٩٤م من الوصول إلى عدن خلال 100 يوم فقط؟؟ رغم أن السعودية لم تكن بصفكم بل كانت ضدكم -سياسياً على الأقل- وبذلت كل ما بوسعها لإفشالكم، ورغم ذلك وصلتم عدن، وحررتموها من رجس الكفرة الشيوعيين الانفصاليين.
ـ يا هذا إن أسباب عدم بلوغكم صنعاء تكمن بداخلكم أنتم لا سواكم، فبالإضافة إلى سبب جُبنكم أمام إقدام الحوثيين وتخاذلكم تجاه شركائكم، فإن مؤشر البوصلة السياسية لديكم قد أصابه الصدأ وبات عالقاً باتجاه الجنوب منذ عام 94م وحتى اليوم وهو بالتالي بحاجة إلى إعادة تصويب، تماماً مثلما أنتم بحاجة إلى إعادة تأهيل سياسياً وعسكرياُ وفكرياُ، بل و”نفسياً”!