عبد الرحمن أنيس يكتب: الحقيقة الصادمة عن كهرباء عدن
الجنوب اليوم | مقال
عبد الرحمن أنيس
مشكلة الكهرباء في عدن معقدة ، هل تصدقون ان توفير وقود ومحطات توليد جديدة لن يحل المشكلة.
ستقولون كيف ؟ .. حسنا ساخبركم.
حاليا محطة بترو مسيلة فيها مولدين جاهزين بقوة ٢٦٤ ميجا ، مش قادرين يدخلوهم الخدمة لانه مافيش خطوط تصريف طاقة.
الحل هو التشغيل الجزئي لمئة ميجا فقط من محطة بترو مسيلة عبر الكيبلات الموجودة في محطة الحسوة وفي هذه الحالة سيتم تجنيب المولد الصيني لان خطوط التصريف الحالية لا تستحمل توليد اكبر.
قدرة المحولات وخطوط الضغط العالي في منظومة الكهرباء بعدن لا تتحمل اي توليد اضافي .. هذه هي الحقيقة الصادمة.
اذا جاءت سفينة عائمة فبالكاد سيمكن توليد ١٠٠ ميجا فقط او اقل ، وفي هذه الحالة لن تدخل معها محطة بترو مسيلة ولو بشكل جزئي ، طبعا ستأتي السفينة بكيبلات لمدها الى محطة الحسوة التحويلية فقط من اجل ان تدخل ضمن الشبكة الوطنية لعدن.
لكن من سابع المستحيلات ادخال توليد السفينة العائمة ومحطة الرئيس والمولد الصيني في وقت واحد والسبب عدم استحمال الخطوط توليد اضافي .
يجري في عدن اسلوب لا يستخدم في اي مكان في العالم ، هل سال احدكم نفسه لماذا تتوزع المولدات في اماكن مختلفة ؟.
في عدن توزع المولدات في المحطات التحويلية المختلفة الخاصة بكل مديرية ، وبطريقة هندسية يتم دمج توليدها مباشرة في المفاتيح ، لانه لو وضعت المولدات في مكان واحد لا توجد خطوط تحويل قوية تحول التوليد الى المحطات التحويلية.
تصوروا محطة انترسولار التي اشترتها الادارة الذاتية الى الان مش قادرين يدخلوا قوتها الكاملة في الشبكة ( 50 ميجا ) لان المحولات التحويلية مش قادرة تتحمل هذا التوليد ومش قادرين يعملوا حل جديد لها.
بمعنى حتى لو جابوا بكرة محطة ٥٠٠ ميجا صعب يدخل من توليدها غير ١٠٠ ميجا لان الشبكة متهالكة ولاتحتمل اي توليد اعلى من ذلك.
والمؤسف ان شبكة عدن الكهربائية لازالت تعمل بخطوط ٣٣ كيلو فولت في حين دول العالم الاخرى تعمل بخطوط ١٣٢ كيلو فولت فما فوق وهذا هو الشغل الصحيح الذي يستحمل توليد اكبر .
لذلك يعتبر مشروع خطوط تصريف الطاقة ١٣٢ كيلو فولت الذي يتم انشائه حاليا هو اهم مشروع استراتيجي لمدينة عدن وسيخدمها لعشرات السنين القادمة ، وتستطيع مدينة عدن من خلاله استقبال اي توليد إضافي في المستقبل خاصة في ظل التوسع العمراني الهائل الذي يجري ، لكن لا ندري متى سيكون جاهزا ومكتملا ، وزير الكهرباء قال في تصريح قريب ان الامر يحتاج قرابة ١١ شهر ، وسنرى.