بعد 31 عاماً من تحقيق الوحدة .. عدن مدينة الظلام تعاني العطش
الجنوب اليوم | خاص
على عكس برلين التي تعيش أزهى عهدها اليوم بعد 31 عاما من الوحدة الألمانية، تعيش مدينة اليمنية عاصمة الوحدة في الظلام الدامس في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وتعاني من انفلات أمنى وتدهور خدمي وغياب للدولة يقابله حضور للفوضى والمليشيات المسلحة التابعة لدولة الأمارات، فسكان عدن على عكس سكان برلين وألمانيا الشرقية سابقاً يبحثون عن تحسين الخدمات وتوفير المياه وضبط الأمن وصرف الرواتب ، ووقف الإنفلات الأمني واحترام حقوق الانسان ، فخدمات الكهرباء تدهورت إلى أسوء حالاتها وحولت حياة السكان إلى جحيم ، وأزمات المياه تتصاعد من فترة لأخرى وتنتقل من حي لأخر ، وظاهرة السطو والنهب يعززها تواجد المليشيات وانتشارها المكثف المثير للمخاوف .
عدن اليوم تدفع ثمن مدنيتها ووطنيها ويمنيتها من قيل تحالف الحرب في اليمن السعودية والإمارات، فيعاقب أبنائها بوقف رواتبهم وتعاقب المدينة بالتخريب والتدمير الممنهج ، فقبل 31 عام في مثل هذا الوقت كانت عدن تتهيأ لاستقبال يوماً تاريخي مفصلي وشهدت توقيع الوحدة اليمنية ورفع في ساحاتها العلم اليمني الذي استبدل اليوم بعلم دولة ما قبل 1990 ، ولكن كشعار ليس لإعادة اليمن الى عهد التشطير ، بل كغطاء لتمرير الفوضى واستمرار الأزمات السياسية التي أدت إلى غياب الدولة وضرب المؤسسات وتعطيلها ، كما خطط لذلك دول الاحتلال السعودي الإماراتي التي تعمل على تحقيق مؤامراتها في الجنوب منذ سبع سنوات تحت شعارات مفرغة واليات داخلية تابعة لها ، فالجنوب تعرض للحرب في صيف عام 1994م ، ولكنه يتعرض للتدمير والتخريب ونهب ثرواته وتجريفها وتدمير مؤسساته وبنيته التحتية من قبل السعودية والامارات التي تتقاسم المكاسب وتدير عمليات التخريب والتدمير في المحافظات الجنوب ، فالجنوب اليوم ليس مستقلاً عن صنعاء رغم أنه خارج سيطرتها ولكنه يدار رمزياً من قبل أمراء حرب صيف 1994م أمام الراي العالم المحلي والدولي لتغطية الإحتلال السعودي والإماراتي الكائن على الأرض , فالجنوب محتل بامتياز يتعرض للتدمير والنهب والتخريب من قبل دول التحالف التي تشن حربا على المحافظات الشمالية منذ سبع سنوات ، وهدف السعودية التي تتواجد عسكرياً في المهرة وعدن وحضرموت ، والإمارات التي تحتل جزيرة سقطرى وتتواجد في الساحل الغربي وتدمر ميناء عدن منذ ست سنوات .