الإنتقالي الجنوبي يمضي في الترتيب لمعركة مجهولة الملامح في عدن
الجنوب اليوم | خاص
يمضي المجلس الإنتقالي الجنوبي التابع للإمارات في إجراء المزيد من الترتيبات لمعركة لاتزال مجهولة الملامح حتى الأن لا تخرج عن سقف اتفاق الرياض، تلك المعركة قد تكون عسكرية بضوء أخصر من التحالف ضد مليشيات الإصلاح في أبين وشبوة وحضرموت، وقد تكون سياسية أيضاً خلال الفترة القادمة في ظل وجود تحرك بريطاني أمريكي للدفع بتنفيذ اتفاق الرياض في شقية السياسي والعسكري، فالانتقالي دعا لرفع الجاهزية العسكرية للقوات التابعة له خلال الأسبوعين الماضيين والتقي بمختلف القيادات العسكرية التابعة له ، ولكن تلك التلميحات الذي تمكن الانتقالي من خلالها امتصاص غضب الشارع الجنوبي الساخط على دول التحالف وعليه وعلى حكومة المناصفة اعتبرها مراقبون مجرد رسائل رد عليها التحالف في حينه وحذر الانتقالي من أي خطوات من شأنها أن تهدد اتفاق الرياض ، ولذلك تراجع حدة التصريحات الصادرة عن الانتقالي خلال الأيام الماضية ، وعاد المجلس بمطالبة حكومة هادي بالعودة إلى مدينة عدن لتقوم بواجبها في تقديم الخدمات العامة للمواطنين، وهو ما أعده مراقبون اعتراف غير معلن بعجز الانتقالي الكامل عن تقديم أي حلول للمواطنين أو اتخاذ أي إجراءات من شأنها أن تخفف معاناة السكان المتصاعدة في فصل الصيف نتيجة التدهور الحاد في خدمات الكهرباء في مدينة عدن.
حالة الارتباك التي يعيشها المجلس بدأت واضحة في تصريحات رئيس المجلس عيدروس الزبيدي الذي حاول تخفيف السخط الشعبي بلجوء المجلس إلى خيارات تنهي معاناة المواطنين، وتراجعه عن تلك التهديدات بتجديد التزامه باتفاق الرياض والإشادة بدور دول التحالف وتنفيذ توجيهات سعودية أيضاً منها توجيه الإنتقالي بخفض التوتر ضد شركائه في اتفاق الرياض والتزامه بتنفيذ الاتفاق في أبين، وكذلك اتهام حكومة هادي بالوقوف وراء حرب الخدمات التي تشهدها عدن والمحافظات الجنوبية.
الكثير من المواقف الصادرة عن الانتقالي خلال الأسابيع الماضية ، أكدت أن المجلس يعيش أزمتان الأولى مع شركائه في اتفاق الرياض ومع السعودية ، والأخرى أزمة داخلية نتيجة فشله في تحقيق أي إنجازات عملية ترضى الموالين له في المحافظات الجنوبية على مدى السنوات الأربع الماضية ، لذلك يواجه الانتقالي ضغوط شعبية كبيرة دفعته إلى اللجوء للمراوغة والإكتفاء بإصدار الوعود والتلميح باستخدام القوة والعودة إلى فرض الإدارة الذاتية التي أعلنها قبل عام وفشل بعد عدة أشهر ، وفشل في تقديم أي نموذج خلال تنفيذها خلال خمسة أشهر من فرضها في محافظة عدن العام الماضي رغم سيطرته على الإيرادات العامة لمدينة عدن بما فيها الموانئ ، يضاف إلى أنه ملتزم بشروط سعودية وفق الاتفاقيات التي وقعها في الرياض مع حكومة هادي قيدت أي تحركات جديدة مناهضة لحكومة المناصفة كونه شريك فيها بأربع مقاعد .
تلك الانتكاسات التي وقع فيها الانتقالي خلال أربع سنوات ، أدت إلى تراجع شعبيته في المحافظات الجنوبية وفتحت هامش واسع لمكونات أخرى لاختراق المحافظات الجنوبية أبرزها المكون الخاص بتاجر النفط أحمد العيسي وهو تيار ذات توجه إصلاحي برجماتي ، يحاول تصيد أخطاء المجلس الانتقالي الجنوبي وتوظيفها لصالحة في المحافظات الجنوبية ، يضاف إلى أن تراجع ثقة المواطن الجنوبي بالإنتقالي كممثل لمطالبه ، أثار المخاوف لدى المجلس من استغلال مكونات مناوئة له تلك الانتكاسة وعمد على ملاحقة قيادات ميدانية خاصة بمكونات الحراك الجنوبي .
مؤخراً كثف الانتقالي لقاءاته مع قيادات عسكرية وأـمنية وأخرى قبلية وموالين له من عدد من المحافظات محاولاً التغلب على الأزمة الداخلية التي يواجهها.