الانتقالي والإصلاح يستعدان عسكرياً لمعركة صراع حاسمة بعد جولة ” الرياض 3 “
الجنوب اليوم | تقرير
بالتزامن مع انتهاء الترتيبات السعودية لعقد جولة ثالثة من المفاوضات بين المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات وحكومة هادي، لاستكمال الشقين الأمني والعسكري من اتفاق الرياض الذي يلزم حكومة هادي بسحب كافة القوات والمليشيات التي تنتمي للمحافظات الشمالية في غضون 30 يوماً، وهو ما يراهن علية الانتقالي لتعزيز نفوذه العسكري في المحافظات الجنوبية والشرقية تحت مسمى قوات مكافحة الإرهاب المسنودة إماراتياً وامريكياً، تجري استعدادات ميدانية مكثفة من قبل طرفي الصراع في المحافظات الجنوبية لمواجهات قادمة قد تكون الأخيرة في مسار صراع الموالين لدول التحالف في جنوب البلاد.
فالانتقالي والإصلاح يعملان على تعزيز مواقفهما العسكرية في كلاً من لحج وابين وشبوة ووادي حضرموت بالدفع بالمزيد من القوات والمعدات العسكرية، يضاف إلى أن قيام الطرفين بفتح المزيد من المعسكرات لحشد اكبر عدد من المجندين الجدد استعداداً لمرحلة ما بعد انتهاء الجولة الثالثة من مفاوضات الرياض، تلك التحركات التي تأتي عكس التوجه السعودي المدفوع بضغوط أمريكية وبريطانية لتوحيد صفوف الموالين للتحالف وتوحيد جبهاتهم لمواجهة الحوثيين في أي مفاوضات سياسية قادمة، يراها الانتقالي ضرورة لتسلم ملف المحافظات الجنوبية العسكري وسد فراغ انسحاب مليشيات حزب الإصلاح من تلك المحافظات وفق ما ينص علية اتفاق الرياض الموقع بين الطرفين برعاية سعودية ـ إماراتية في الخامس من نوفمبر2019.
وفي ظل ازمة الثقة المتصاعدة بين الانتقالي ومليشيات الإصلاح التي تتوغل في المحافظات الجنوبية تخت غطاء حكومة هادي، يعمل الانتقالي على الاستعداد لمواجهات عسكرية شاملة مع حزب الإصلاح في المحافظات الجنوبية تحت ذريعة تنفيذ اتفاق الرياض بقوة السلاح، واستعداداً لمرحلة ما بعد جولة” الرياض 3 ” من المفاوضات التي سيتم مناقشة الملفات الحساسة والتي من أولوياتها ملف انسحاب مليشيات الإصلاح من الجنوب بشكل عام واحلال قوات جنوبية محلها ونشر عناصر ما تسمى بقوات مكافحة الإرهاب في شبوة ووادي حضرموت محل مليشيات حزب الإصلاح، فتح المجلس الانتقالي الجنوبي أبواب التجنيد في محافظات ابين ولحج خلال اليومين الماضيين، رغم أن الانتقالي يشكو توقف صرف رواتب القوات التابعة له منذ عدة اشهر، ويطالب حكومة هادي بالالتزام بصرف رواتب منتسبي الأجنحة العسكرية والأمنية للمجلس التابع للإمارات الذين يتجاوز عددهم اكثر من 90 الف عنصر.
واستباقاً لأي اتفاق بشأن تنفيذ الشقين العسكري والأمني من اتفاق الرياض، أصدر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي خلال الأيام الماضية قراراً قضى بتعيين اللواء شلال شائع المقرب من أبوظبي قائداً لقوات مكافحة الإرهاب، وفي الاتجاه المقابل لتحركات الانتقالي العسكرية تعيش مليشيات حزب الإصلاح في المحافظات الجنوبية حالة استنفار قصوى منذ وصول وزير الداخلية السابق احمد الميسري إلى محافظة شبوة دون إعلان مسبق.
ووفقاً لمصادر خاصة بـ”الجنوب اليوم” فإن مليشيات الإصلاح في مدينة شقرة غرب محافظة أبين، تعيش حالة استعداد قتالي عالي منذ يومين، وان توجيهات عسكرية صدرت باستدعاء كافة القوات التي منحت إجازات عيدية، يضاف إلى قيام مليشيات الحزب التي يعيش حالة صراع مع الامارات والموالين لها في المحافظات الجنوبية، فتح أبواب التجنيد لأبناء محافظة ابين وشبوة في شقرة وبدأ تحشيد المزيد من المجندين الجنوبين في صفوفه مؤخراً، ووفقا للمصادر فإن فتح أبواب التجنيد في ابين وشبوة ووادي حضرموت يضاف إلى فتح أبواب التجنيد في محور طور الباحة الواقع في محافظة لحج جاء بتوجيهات من مدير مكتب هادي في الرياض ومن الجنرال علي محسن الأحمر نائب الرئيس هادي والقائد الفعلي لمليشيات الإصلاح التي تتواجد في المحافظات الجنوبية تحت غطاء الشرعية.
وأشارت المصادر إلى أن ذلك التحشيد يأتي في إطار استعدادات حزب الإصلاح بالبقاء في المحافظات الجنوبية في حال الاتفاق على تنفيذ الشقين العسكري والأمني من اتفاق الرياض خلال المفاوضات التي ستنطلق خلال أيام في الرياض، يضاف إلى أن الإصلاح يتوقع رفض الانتقالي لعملية الالتفاف الجديدة على اتفاق الرياض وتفجير الأوضاع عسكرياً الا انه بتلك الخطوة سيسقط ذريعة الانتقالي في قتاله تحت يافطة تنفيذ اتفاق الرياض، وفي هذا الاطار يكون الإصلاح على أتم الجاهزية لمواجهة حاسمة مع الانتقالي الذي يعاني من اختلالات داخلية في جبهات ابين وخلافات عسكرية حادة في أوساط جناحه العسكري بين تيار يافع والضالع، وفي حال اشتعال جولة صراع جديدة بين الطرفين قد تبدا من ابين ولن تنتهي في محور طور الباحة في لحج وستمتد نيرانها إلى وادي حضرموت.