الانتقالي يستعد لجولة حرب ثالثة في الجنوب تحت سقف اتفاق الرياض
الجنوب اليوم | تقرير
بداية سلبية لجولة ” الرياض 3 ” التي تجري بين المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات وحكومة هادي في السعودية منذ أيام، فالمفاوضات التي تم استئنافها بطلب امريكي بريطاني برئاسة السفير السعودي لدى اليمن محمد ال جابر، الذي يعد بمثابة الحاكم المدني السعودي الفعلي في المحافظات الجنوبية، يسودها الغموض، سيما وان الممارسات التي يقوم بها طرفي اتفاق الرياض على الأرض تعكس عدم وجود رغبة جادة في الدخول في جولة مفاوضات تنهي الخلافات المحتدمة بين الانتقالي وحكومة هادي.
فتصريحات قيادة الانتقالي في مدينة عدن ورئيس وفد المجلس الانتقالي الجنوبي في مباحثات الرياض “ناصر الخبجي”، تشير إلى أن الانتقالي يسعى لانتزاع اول مكاسبة في اتفاق الرياض الممثل بفرض سحب كافة مليشيات الإصلاح من ابين وشبوة وحضرموت، واستبدالها بقوات تنتمي الى المحافظات الجنوبية، وهو ما كشفة رئيس وفد الانتقالي المفاوض في الرياض الخبجي الذي اشترط سحب مليشيات الإصلاح وعودة حكومة هادي الى مدينة عدن للقيام بواجبها في تحسين الخدمات، ورفض الخبجي امس خلال لقائه بسفير ألمانيا الاتحادية لدى اليمن “يان كراوسر”؛ الحلول الانتقائية والمُجزَّأة في التسويات القادمة وقال انها سيرتب عليها تأسيس صراعات جديدة في المنطقة، مطالباً بتجاوز حالة الانتقائية في التعامل مع بنود الاتفاق، في إشارة إلى تنفيذ كافة بنود الشق العسكري والأمني في محافظات شبوة وحضرموت وأبين.
من جانب متصل هدد رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي” التابع للإمارات، عيدروس الزبيدي، حكومة هادي برد حاسم من المجلس في حال استمرت في ممارسة الاستفزازات على الأرض في المحافظات الجنوبية، وقال الزبيدي الاحد خلال لقائه اليوم الأحد بقيادات ووجهاء وأعيان من محافظة أبين، في عدن، “إن الانتقالي لن يسكت عن ما تمارسه قوى الإرهاب بحق أبناء أبين”، مؤكداً أن “صبر قيادة المجلس لن يطول”.
ولفت رئيس “الانتقالي” إلى أن أبين لها خصوصية وأهمية استراتيجية سياسية في خارطة المحافظات الجنوبية، معتبراً إياها “بوابة النصر” ، ولن يسمح الانتقالي ان تبقى مرتعاً للإرهاب.
وجائت تصريحات الزبيدي الأخيرة مع استعدادات ميدانية مكثفة من قبل طرفي الصراع في المحافظات الجنوبية لمواجهات قادمة قد تكون الأخيرة في مسار صراع الموالين لدول التحالف في جنوب البلاد، فالانتقالي والإصلاح يعملان على تعزيز مواقفهما العسكرية في كلا من لحج وابين وشبوة ووادي حضرموت بالدفع بالمزيد من القوات والمعدات العسكرية، يضاف إلى أن قيام الطرفين بفتح المزيد من المعسكرات لحشد اكبر عدد من المجندين الجدد استعداداً لمرحلة ما بعد انتهاء الجولة الثالثة من مفاوضات الرياض، تلك التحركات التي تأتي عكس التوجه السعودي المدفوع بضغوط أمريكية وبريطانية لتوحيد صفوف الموالين للتحالف وتوحيد جبهاتهم لمواجهة الحوثيين في أي مفاوضات سياسية قادمة.
ورغم أن رئيس الانتقالي اجرى سلسلة لقاءات مع أبناء “حضرموت، وأبين، والصبيحة، وشبوة، والمهرة وسقطرى، باستثناء أبناء لحج وردفان ويافع الذي يشكلون حلف مناهض لتيار الضالع في المجلس الانتقالي، ووفقاً لمراقبين فإن سلسلة اللقاءات التي يجريها عيدروس الزبيدي تهدف بدرجة رئيسة إلى تحسين صورة الانتقالي بعد انحسارها في معظم المجتمعات الجنوبية، وتعزيز نفوذ الانتقالي مقابل نفوذ الإصلاح في تلك المحافظات، يضاف إلى أن تلك اللقاءات تأتي في اطار الاستعدادات السرية التي يجريها الانتقالي لمرحلة المواجهة الكبرى المحتلة، وتشير كل المؤشرات إلى أن الانتقالي يستعد للتصعيد ضد مليشيات حزب الإصلاح في المحافظات الجنوبية خلال الفترة القادمة تحت ذريعة تنفيذ اتفاق الرياض وإخراج تلك المليشيات بالقوة، في ظل قيام الإصلاح بمواجهة الانتقالي بعناصر جنوبية موالية له.