صراعات الطغمة والزمرة تعود إلى عدن من بوابة الإنتقالي
الجنوب اليوم | خاص
عندما تقاتل تيار الطغمة والزمرة في 13 يناير 1986 في عدن واستخدم كل طرف ما يملك من السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل ضد الأخر، كان الأسباب تعود إلى صراع بين أجنحة الحزب الاشتراكي تصاعدت وتحولت إلى صراع مناطقي بين تيارين ينتميان إلى الحزب الاشتراكي حينها ، اليوم وإن تغير الزمان والمسميات ، فإن الصراع المتصاعد بين تيار الضالع ويافع في أوساط المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات يهيئ لأحداث دموية ومأساوية ، ويضاعف هذا الخطر الذي يكبر يوماً بعد أخر فشل الانتقالي في معالجة أسباب الصراع كون ما يحدث من اقتتال في أوساط الأجنحة العسكرية والأمنية التابعة للانتقالي تعكس فشل قيادة المجلس في إدارة الأزمات الداخلية وتؤكد عدم أهليته في المستقبل لإدارة المحافظات الجنوبية وضعف قدراته الاستجابية على تعزيز صفوفه الداخلية وإفشال أي مؤامرات عدائية تحاول تفكيكه من الداخل.
الصراع الدائر بين أجنحة الانتقالي العسكرية والأمنية لم يعد اليوم نطاقه الجغرافي مدينة عدن وإن كانت المدينة قد تحولت إلى ساحة صراع مفتوحة بين تياري الضالع ويافع العسكري منذ أكثر من عام .
مؤخراً اتسع ساحة الصراع بين تيار محسوب على رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي وتيار يافع محسوب على نائب رئيس المجلس هاني ين بريك وعدد من القيادات العسكرية المحسوبة في الانتقالي والمحسوبة على تيار يافع كاللواء محسن الوالي قائد الوية الدعم والاسناد ، وفي ظل غياب نظام داخلي يحدد علاقة القيادات بالمجلس ويضبط أي انحرافات ، اتسع الصراع بين الطرفين من عدن وصولاً إلى جبهات لحج والضالع وردفان وابين والساحل الغربي ، واصبح كل طرف يستقطب المزيد من القيادات والتشكيلات العسكرية إلى صفة استعداداً لمواجهة الطرف الاخر .
خلال الـ 48 ساعة الماضية ، حالة التوتر قائمة بين أجنحة الانتقالي المتصارعة داخل مدينة عدن وشهد حي عبدالقوى فجر اليوم اشتباكات بين قوات القطاع الثامن التابعة للحزام الأمني التابعة للقيادي “كرم المشرقي” وقوات الدعم والإسناد التي يقودها “نبيل المشوشي” في الشيخ عثمان بعدن على خلفية احتجاز مسلحين تابعين للأخير، واستخدم الطرفين في المواجهات أسلحة ثقيلة خلَّفت قتلى وجرحى معظمهم مواطنين وادت إلى احتراق منشآت حكومية كمكتب التربية والتعليم في عدن ومنشأة أخرى مدنية وسيارات تابعة للمواطنين وأثارت الخوف والهلع في أوساط سكان الحي.
ووفقا لمصادر محلية عادت المواجهات بين الطرفين مساء اليوم في منطقة الشيخ عثمان وسط مدينة عدن.
وأكد سكان محليون أن المحلات التجارية الواقعة في شوارع عبدالقوي وعبدالعزيز والدرين، أغلقت ابواها بسبب عودة الاشتباكات وإطلاق الأعيرة النارية بشكل عشوائي من قبل المسلحين الذين أثاروا الرعب لليوم الثاني على التوالي بين أهالي المنطقة ، وذلك عقب فشل قوات عسكرية تابعة لـ”الانتقالي” في وقف المواجهات بين الطرفين المتصارعين بعد وصولها إلى جولة عبدالقوي.
وتفيد مصادر طبية في عدن أن مواجهات الأمس بين فصائل تتبع القيادين في مليشيا “الانتقالي”، أكرم المشرقي، ونبيل المشوشي، خلفت أكثر من 30 قتيل وجريح بينهم نساء وأطفال، وأضرار فادحة في ممتلكات ومنازل المواطنين.