المرقشي يتهم هادي ومحسن بالوقوف وراء معاناتهم الإمارات تنجح في الابقاء على الاسرى الجنوبين في سجون الحوثيين .
الجنوب اليوم – خاص
بعد سبعة أشهر من أفشال دولة الامارات العربية المتحدة أخر عملية لتبادل الاسرى بين جماعة الحوثي والمقاومة الجنوبية ، تمكنت مليشيا الحوثي من الافراج عن عشرة أسرأها من سجون الحكومة الشرعية باقل تكلفة .
ناشطين مقربين من مليشيات الحوثي ، وصفوا على شبكات التواصل الاجتماعي عملية تحرير الاسرى العشرة التي استمرت اسبوع بعملية التدخل النوعية الاستراتيجية ، مشيرين إلى أن العملية نفذتها قوات التدخل السريع ” الكومندوز ” التابعه للجماعة على سجن النجدة في مديرية لودر الخميس الماضي ، نجحت في الحفاظ على حياة الاسرى وتأمين خروجهم من المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الموالية للرئيس هادي إلى محافطة البيضاء ومن ثم إلى صنعاء دون تعرضهم لاي اذى .
وحول الاسباب التي دفعت المليشيا الحوثية إلى تنفيذ العملية والمخاطرة بحياة الاسرى خصوصاً وان نتائج عمليات التدخل العسكري المماثلة غالباً ما تنتهي بمقتل عدد من المحررين او منفذي العملية ، إلا أن مصادر خاصة ،أشارت إلى أن العملية جائت كرد عملي على تعنت دولة الامارات واصرارها على رفض أي مساعي لتحرير الاسرى الحوثيين من السجون الجنوبية خلال الفترة الماضية ، وكشف المصادر ذاته عن تقديم الجماعة تنازلات لانهاء ملف الاسرى مع الاخوان في المحافظات الجنوبية تمثلت بالافراج عن عشرات الاسرى الجنوبيين الذين تم اعتقالهم في مختلف جبهات القتال لدواعي انسانية ، إلا أن الجانب الاماراتي وقف حجرة عثرة أمام كافة المساعي والمحاولات التي بذلت من قبل الحوثيين والمقاومة الجنوبية لتحرير الاسرى من الطرفين ، مشيراً إلى أخر محاولة افشلتها قوات الحزام الامني التابعه للامارات كانت في السادس عشر من اكتوبر الماضي في منطقة الحبيلين مديرية ردفان بمحافظة لحج .
مصدر مقرب من الاسير الجنوبي أحمد عبادي المرقشي المتواجد في السجن المركزي بصنعاء منذ ثمان سنوات ، أكد منتصف اكتوبر الماضي نجاح المقاومة الجنوبية في الضغط على جماعة الحوثي بالافراج عن الاسير المرقشي كشرط اساسي لاتمام صفقة التبادل التي ابرمت بين الطرفين ، إلا أنه اتهم قوات الحزام الامني بافشال العملية والتسبب بمعاناة الاسرى الجنوبين في سجون الحوثيين ، وهو الاتهام ذاته التي اطلقته المقاومة الجنوبية التي وجدت نفسها عاجزة عن تمرير الصفقة رغم قيمتها الانسانية الكبيرة والتي كان يعدها مراقبون جنوبيون نجاح كبير للمقاومة الجنوبية ، حيث أكدت أعتبرت قيادات في المقاومة الجنوبية حينها أعتراض القوات التابعه للامارات في الجبيلين لموكب الاسرى الحوثيين الذين كانوا في طريقهم للتبادل بالمؤامرة المتعمدة على أسرى المقاومة الجنوبية، واشارت إلى أن هنالك عدد كبير من القيادات الجنوبية في سجون الحوثيين منذ أكثر من عام ولا يوجد أي مبادرات لإطلاق سراحهم .
المصادر الجنوبية أكدت أن قوات الحزام الامني أستخدمت العنف ضد افراد المقاومة الجنوبية بقيادة ابو همام البعوة ، ولفتت إلى أن قوات الحزام الامني أجبرت المقاومة الجنوبية على العودة من حيث أتت مبررة أعتراضها على عملية التبادل بتنفيذ توجيهات قيادة التحالف في عدن التي يقودها ضباط اماراتيون.
المقاومة الجنوبية أكدت حينها إن افشال الإمارات لاكثر من صفقة لتبادل الاسرى يدل على وجود رغبة اماراتية في إبقاء أسرى الحوثيين ليصبحوا لاحقاً قيمة صفقة جديدة لتبادل أسرى سعوديين أو إماراتيين أو محسوبين على حزب الإصلاح.
التواطؤ الغامض من قبل حكومة الرئيس هادي ودول التحالف على رأسها الإمارات والسعودية مع ملف الاسرى الجنوبيين والتعامل مع ملف الاسرى كملف سياسي وليس انساني ، أثار شعور مضاد لدى غالبية الجنوبين الذين وجدو انفسهم كبش فداء في معركة بعيدة عن معركتهم الحقيقية المتمثلة باستعادة الدولة والاستقلال ، ولذات السبب تصاعدت الاتهامات لحزب الاصلاح ” الاخوان المسلمين ” ودولة الامارات والسعودية والرئيس هادي ونائبة الجنرال علي محسن الاحمر بالوقوف وراء معاناتهم التي لاحدود لها ،
الاسير الجنوبي أحمد عبادي المرقشي أتهم في تصريح صحفي جماعة الحوثي والاصلاحيين بالعنصرية المقيته ، وأشار من داخل سجنه في السجن المركزي بصنعاء إن عملية تبادل الاسرى التي جرت في الاونه الاخيرة وشملت قرابة 400 أسير شملت أسرة من طرف الحوثيين واخرين محسوبين على حزب الاصلاح والجنرال الاحمر واستثنت الاسرى الجنوبيين ، ولفت المرقشي إلى أن هناك شبة اتفاق غير معلن بين مختلف القوى على الابقاء على معاقبة الجنوبين وابقائهم في السجون ، وندد المرقشي بخذلان القيادات الجنوبية الموالية لنظام صنعاء او عدن او التحالف للاسرى الجنوبين واعتبر ذلك الخذلان وصمة عار في جبين تلك القيادات من اليوم إلى يوم الدين وخاطب تلك القيادات الجنوبية بالقول ” اليس من العار التحدث بأسم الجنوبيين بينما انتم من يقتل الجنوبيين من اهلكم وناسكم ” .
وفي سياق متصل كشفت وسائل اعلام جنوبية الخميس الماضي إن عن قيام قوات تابعه للحوثيين بتنفيذ عملية عسكرية نوعية في مديرية لودر بمحافظة إبين ، وأشارت إلى إن مسلحين أقتحموا سجن النجدة شرق لودر وأطلقوا النار على حارس السجن المناوب الذي تم أسعافه إلى أحد مشافي عدن ، ومن ثم حررت الأسرى التابعين لها ونقلهم عبر سيارتين فجر الجمعة عن طريق الحلحل وأوصلوهم إلى محافظة البيضاء التي لا تزال واقعة تحت سيطرتهم الجماعة ، إلا أن مصدر أمني نفي وجود أي صفقة بين الجهات الامنية والحوثيين ، وأكد إن مسلحون من جماعة الحوثي بتواطؤ من اصحاب المنطقة نفسها نفذت عملية نوعية تمكنت من تحرير عدد من الأسرى الموالين لها.
نجاح الحوثيين بالافراج عن اسراهم من سجون القوات الحكومية أسقط اخر اوراق الامارات والمقاومة الجنوبية معاً مع الجماعة للافراج عن الاسرى، وهو ما أثار استياء بالغ في اوساط المقاومة الجنوبية من الدور الاماراتي باعتباره المتسبب بمعاناة المئات من اسرى الجنوب في سجون الحوثيين ، إلا أن المقاومة الجنوبية لاتزال تلتزم الصمت حيال العملية ولم تتهم رسمياً قوات هادي أو الامارات بالتسبب بحرمان الاسرى الجنوبين من التحرر من سجون مليشيا الحوثيين .