اتفاق سعودي إماراتي على نقل حرب “أوبك” إلى الساحة الجنوبية باليمن
الجنوب اليوم | تقرير
وصلت العلاقة بين الرياض وأبوظبي حد القطيعة مؤخراً بسبب تمسك الإمارات بموقفها الرافض لخفض إنتاجها من النفط الخام تماشياً مع ما جرى الاتفاق عليه في منظمة “أوبك”، غير هذا الخلاف لا يمنع من أن تجري اتفاقات سرية بين الطرفين على رسم خطوط الصراع بينهما وطبيعة المواجهة ومكانها.
ويبدو أن جنوب اليمن كان الساحة التي اتفق عليها الطرفان للمواجهة فيما بينهما، وهذا أسلوب جديد للحروب والصراعات بين الدول، متعارف عليه منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، والتي أنهكت الدول العظمى حينها (أوروبا وروسيا وشرق آسيا وأمريكا) وجعلتها تتفق على أن أي صراعات فيما بينها لا يتم تصفيتها بشكل مباشر بين هذه الدول بل نقل الصراع إلى مناطق بعيدة عنها وبأدوات لا يكون من بينها جيوش هذه الدول، فكانت المنطقة العربية هي ساحة الصراع الدولية بين القوى العظمى خاصة في الحرب الباردة.
اليوم وبعد نحو عامين من إعلان الإمارات إنهاء عملياتها ومشاركتها المباشرة في اليمن ضمن التحالف السعودي، يعود قائد قوة الواجب الجوية التابعة للتحالف، الإماراتي اللواء الركن صالح العامري إلى الظهور من جديد، ليس بتصريح صحفي ولا بزيارة من تبقى من قوات إماراتية جنوب اليمن، بل لزيارة مقر قيادة القوات المشتركة التابعة للتحالف في العاصمة السعودية الرياض الجمعة الماضية.
وشملت زيارة العامري والوفد الإماراتي العسكري المشارك بالعمليات العسكرية في اليمن، اللقاء بين العامري وقائد القوات المشتركة للتحالف ونائب رئيس الأركان العامة السعودية الفريق الركن مطلق بن سالم الأزيمع، زيارة بدى من المستغرب جداً حدوثها في ظل التوتر الشديد الذي تشهده العلاقة بين البلدين والذي وصل حد إلغاء الإعفاءات الجمركية التي كانت تتميز بها البضائع التي تدخل إلى السعودية قادمة من دبي وكذا وقف السعودية رحلاتها الجوية بينها وبين الإمارات “بذريعة كورونا” وأيضاً وقف السعودية مرور طائراتها المدنية من الأجواء الإماراتية، وأيضاً فتح منفذ بري لأول مرة بين السعودية وسلطنة عمان.
غير أن الزيارة التي جرى الترتيب لها بين الطرفين، تبين أنها كانت تهدف لإشعار المجتمع الدولي والرأي العام بأن الإمارات ستستأنف عملياتها العسكرية المشاركة للتحالف في اليمن، وقد يشمل ذلك أيضاً إعادة بعض من قواتها التي سحبتها في 2019، على الرغم من أنها – أي الإمارات – سبق أن أعلنت صراحة بأنها قد انسحبت من اليمن وأنها لم تعد مشاركة في العمليات العسكرية البرية أو الجوية، لكنها أضافت أن ذلك لا يعني أنها لم تعد ضمن دول التحالف بقيادة السعودية.
هذا الإخطار ومحاولة الرياض وأبوظبي إشعار المجتمع الدولي بأن أبوظبي ستستأنف نشاطها العسكري في اليمن ضمن التحالف السعودي، هدفه وفق مراقبين التغطية على ما ستشهده المحافظات الجنوبية لليمن من أحداث بسبب الاتفاق بين الرياض وأبوظبي على نقل المواجهات بين الطرفين إلى الساحة الجنوبية لليمن والمواجهة بينهما بعيداً عن بلديهما وقواتهما، فالصراع بين الطرفين سينعكس على شكل مواجهات عسكرية بين القوات المحلية الموالية للإمارات والقوات المحلية الموالية للسعودية في المحافظات الجنوبية لليمن، ومن ينتصر على الطرف الآخر يكون هو المنتصر والفارض لشروطه في “أوبك”.