يافع والتحكم بالحزام الأمني.. همٌ يؤرق الزبيدي ومن معه.. تقرير
الجنوب اليوم | تقرير
لا تزال الحرب الباردة بين تياري المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات (تيار يافع وتيار الضالع)، قائمة، ولا يبدو أن هناك نوايا لدى قيادة الانتقالي من الضالع إفساح المجال ليافع في المشاركة في صنع القرار داخل الانتقالي الجنوبي.
تتميز يافع بكونها منطقة جغرافية جبلية وهذا ما جبل ابناؤها على الشدة والبأس ورفض الخضوع والاستسلام لأي معادي لها، كما أن قبائل يافع لا ترضى بالظلم أو الإقصاء والتهميش كما أنها لا تقبل أن يتم تهديدها من أي طرف كان، وليس ببعيد موقف زعيم قبائل يافع الشيخ عبدالرب النقيب من التهديدات السعودية عام 2019 والتي رد حينها النقيب على الرياض بالتلويح باستعادة الأراضي اليمنية المسيطر عليها من قبل السعودية (جيزان ونجران وعسير وشرورة ومؤخراً الخرخير) ذلك الموقف الذي جعل السعودية تنظر ليافع بعين أخرى، عين ليس من خياراتها البحث عن أدوات وشخصيات يمكن شراؤها بالأموال، بل تفكيك يافع وإضعافها قدر المستطاع.
تدرك الرياض حالياً أن القوة العسكرية للمجلس الانتقالي هي بيد يافع ممثلة بالأحزمة الأمنية أكثر الفصائل العسكرية المسلحة انتشاراً في المناطق الجنوبية، وهو ما يعني أن هذه القوة قد تتحول في يوم ما إلى أداة حرب ضد السعودية قد تنسف مخططاتها سواءً في يافع أو في باقي المناطق الجنوبية.
وعلى الرغم من أن هناك حرباً ظروساً بين الرياض والمجلس الانتقالي باعتبار الأخير أداة طيعة للإمارات، إلا أنها – أي الرياض – بدأت بالعمل على ضرب قوة يافع مستخدمة تيار الضالع في الانتقالي والمتمثل برئيس المجلس عيدروس الزبيدي ومن معه من هذا التيار.
ومؤخراً بدأ الانتقالي بالتخطيط للإطاحة بكافة القيادات العسكرية البارزة المنتمية ليافع والتي تتقلد مناصب مهمة وحساسة بقوات الحزام الأمني، إذ تفيد معلومات حصل الجنوب اليوم عليها من مصادر متعددة سياسية وعسكرية أن الزبيدي بصدد إقالة جميع قيادات الحزام الأمني الحاليين المنتمين ليافع، واستبدالهم بقيادات أخرى من محافظات جنوبية أخرى خاصة من شبوة وحضرموت وجنوب أبين وشرقها.
ذريعة الانتقالي الزبيدي ومن معه في هذا التوجه، هو إنهاء سيطرة قيادات يافع المنتمية لمحافظة الضالع بحجة أنها قد تكون متحالفة مع القيادي السياسي وعضو رئاسة الانتقالي عبدالرحمن شيخ الذي أطيح به من وفد المفاوضات الخاص بالانتقالي لاتفاق الرياض بذريعة ارتباطاته مع السعودية، وهي التهمة ذاتها التي يجري توجيهها لمن يراد الإطاحة بهم من القيادات العسكرية في الحزام الأمني في يافع.
وكان الزبيدي قد شرع بتنفيذ هذا المخطط قبل عدة أسابيع عبر فصل الحزام الأمني عن ألوية الدعم والإسناد التي اتفقت كلاً من الرياض وأبوظبي على تفكيكها بعد اكتشاف أنها أصبحت قوة لم تعد بحاجة الدعم والمال المقدم من التحالف، وهذه الألوية كانت أيضاً بنظر الزبيدي تشكل قوة يافع الضاربة التي تعد مصدر خطر وتهديد قد تشجع أياً من قيادات يافع لأن يتم استغلالها لتنفيذ انقلاب خاطف ضد الزبيدي في أي لحظة.