الانسحاب السعودي من المهرة كذبة وجنوب شرق المحافظة يتم إخلاؤه لقوات أجنبية أخرى
الجنوب اليوم | تقرير
قال مصدر خاص على اطلاع بما يحدث بمحافظة المهرة إن ما تروجه بعض وسائل الإعلام الموالية للتحالف ومنها إعلام حزب الإصلاح من انسحابات سعودية عسكرية من المهرة مجرد كذبة ولا أساس له من الصحة وهدفه فقط النكاية بالإمارات التي تحتل هي الأخرى أجزاء من جنوب اليمن بينها منشأة بلحاف.
وقال المصدر في حديث خاص للجنوب اليوم إن ما يحدث في المهرة هو مجرد إعادة تموضع للقوات السعودية وانسحابها من بعض المديريات جنوب شرق المهرة قد يكون مرتبط بحسابات دولية وترتيبات ترسمها واشنطن بشكل مباشر وتنفذها السعودية دون مناقشة أو اعتراض.
وأضاف المصدر إن القوات البريطانية لا يجب استبعادها ويجب أخذها في الاعتبار لفهم ما يحدث من تحركات، فالتعزيزات البريطانية التي أضيفت مؤخراً ودخلت المهرة بذريعة مطاردة منفذي الهجوم على الناقلة الإسرائيلية البريطانية قبالة سواحل الإمارات نهاية يوليو الماضي، قد يكون لها دور أو حضور في المناطق التي انسحبت منها القوات السعودية جنوب شرق المهرة.
في سياق متصل يرى مراقبون إن هناك مؤشرات قوية على أن يكون توقيت انسحاب القوات السعودية من جنوب شرق المهرة له علاقة بانسحاب واشنطن عسكرياً من أفغانستان، باعتبار أن سيناريو سحب الدفعات الأولى من القوات الأمريكية من أفغانستان قبل عدة أشهر جرى خلاله إعادة نشر هذه الدفعات في المنطقة بما في ذلك في بعض المناطق في اليمن كمحيط أرخبيل سقطرى، وداخل قاعدة العند بمحافظة لحج، ولهذا فإن من غير المستبعد أن يكون الإخلاء الذي قامت به القوات السعودية لتواجدها في مديريات جنوب شرق المهرة الثلاث هو مقدمة لإحلال قوات أجنبية أخرى قد لا يكون من المستبعد أن تكون آخر دفعات عسكرية أمريكية تم إخراجها قبل يومين من أفغانستان، خصوصاً وأن للبنتاغون وجود عسكري في قاعدة مطار الغيضة الذي تحتله القوات السعودية، وسبق أن قام السفير الأمريكي لدى اليمن خلال هذا العام والعام الماضي بزيارات متكررة لهذه القوات في مطار الغيضة وبعض هذه الزيارات كان تتتم من دون إذن مسبق أو إخطار من حكومة الشرعية المتواجدة في الخارج.
من المهم أيضاً معرفة أن المنطقة التي أخلتها السعودية جنوب شرق المهرة هي منطقة مرتفعات جبلية لكنها ليست معقدة التضاريس، ما يجعل منها موقعاً مناسباً واستراتيجياً لإنشاء قاعدة عسكرية يمكن من خلالها الهيمنة على البحر العربي وخط الملاحة الدولية القادم من شرق آسيا والذي يمر عبر باب المندب، وبالتالي فإن فرض وجود عسكري أمريكي جنوب شرق المهرة قد يكون مهماً من وجهة نظر البنتاغون الأمريكي خاصة وأن واشنطن تركز اهتمامها في هذه المرحلة على الصراع الذي تخوضه ضد الصين التي تتوسع اقتصادياً وتجارياً في المنطقة العربية وفي أفريقيا، والذي تهدف واشنطن لتقويضه أكبر قدر ممكن.
وبالعودة إلى تحركات القوات السعودية في المهرة، تجدر الإشارة إلى أن هذا التحرك لم ينتهي بإعادة القوات التي تم إخلاؤها من جنوب شرق المهرة إلى السعودية بل تم نشرها في مناطق جديدة تابعة لقوات الجيش اليمني، حيث استولت القوات السعودية على منطقة الدفاع الجوي بالقرب من مطار الغيضة وشرعت هذه القوات بتفكيك منظومة رادار الدفاع الجوي التابع للجيش اليمني في المعسكر، فيما لا تزال القوات اليمنية ترفض الانسحاب من الموقع وتطالب القوات السعودية بالانسحاب والعودة لمناطق انتشارها داخل مطار الغيضة.
بالتزامن ايضاً مع هذه التحركات، استدعى التحالف محافظ محافظة المهرة محمد علي ياسر، والذي غادر المهرة نحو العاصمة السعودية الرياض، ورغم زعم وسائل إعلام حكومة هادي أن مغادرة ياسر للمهرة جاء بطلب من هادي للقاء به لمناقشة مواضيع متعلقة بإيرادات المحافظة، إلا أن الترجيحات هي أن التحالف يهدف من هذه الخطوة إلى إبعاد المحافظ عن المهرة كي لا يتعرض لضغوط شعبية وقبلية تطالبه بتحديد موقف من هذه التحركات العسكرية السعودية داخل المهرة ووقفها رسمياً بصفته محافظاً للمحافظة.