باعوم .. أخر أدوات المال السعودي في الجنوب

الجنوب اليوم | خاص 

لم تتوقف الترتيبات السعودية لضرب المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات من الداخل ونزع نفوذ الإمارات في المحافظات الجنوبية ، فالرياض ترى في الانتقالي يد الإمارات الطولي في المحافظات الجنوبية وتعمل على تقليص هامش نفوذ المجلس ، خلال الشهر قبل الماضي ضهر القيادي الجنوبي حسن باعوم إلى جانب قيادات مناهضة للإمارات كوزير الداخلية في حكومة هادي السابق ، احمد الميسري وقيادات أخرى ، ووفقا للمصادر فإن باعوم تلقى دعم سعودي سخي للقيام بدور المشرعن للوجود السعودي العسكري في المحافظات الجنوبية ، التوجه السعودي الأخير تزامن مع تعثر تنفيذ اتفاق الرياض ورفض الانتقالي تنفيذه بانتقاء وتأجيل البنود الرئيسة التي يراها الانتقالي من اهم المكاسب التي حققها في اتفاق الرياض كإخلاء المحافظات الجنوبية من عناصر حزب الإصلاح.

باعوم الذي يعيش في  العاصمة العمانية مسقط منذ سنوات ، كان يبحث عن دور جديد في المحافظات الجنوبية بعدما تصاعد نفوذ الانتقالي في المحافظات الجنوبية وتراجع دور المجلس الأعلى للحراك الثوري الذي يرأسه في الشارع الجنوبي.

ومع تصاعد الانتهاكات التي طالت قيادات محسوبة على الحراك الثوري من قبل الانتقالي وفشل تيار باعوم في فرض حضوره في الشارع الجنوبي ، زاد العداء بين الإنتقالي وباعوم فاستغلت الرياض ذلك لتعيد إنتاج باعوم بدعم مالي سعودي وتحت ذات اليافطة التي استغلتها الإمارات.

يوم أمس أعلن مجلس الحراك الثوري الأعلى بقيادة باعوم عودته للجنوب في ال 14 من أكتوبر القادم ، توقيت العودة يكشف عن وجود ترتيبات لخلط الأوراق في الشارع الجنوبي ، فالحراك الثوري بدأ منذ أيام بشراء المزيد من الولاءات في أوساط قيادات جنوبية بالريال السعودي وأغدق الأموال على الكثير من قيادات الحراك الثوري في الداخل لأول مرة ، وهو ما يؤكد أن باعوم باع مبادئه وقيمة واصبح أداة جديدة من أدوات السعودية في المحافظات الجنوبية .

مراقبون اعتبروا التحرك الجديد لباعوم بدعم سعودي خطوة سعودية جديدة لملشنة الجنوب واستغلال خلافات الجنوبين لصالح أجندتها العسكرية والاستعمارية ، فتحرك باعوم لن يكون دون تنسيق مسبق مع مليشيات حزب الإصلاح في أبين وشبوة ووادي حضرموت ، فالرياض تعمل على إختراق الشارع الجنوبي بمكونات جنوبية لتخلق بيئة ملائمة لتنفيذ أجندتها الاستعمارية في المهرة وحضرموت وشبوة كون المحافظات الثلاث تحتل أولية استعمارية سعودية منذ ستينات القرن الماضي ، وقد يعلن باعوم عن برنامج تصعيدي بأسماء وشعارات مثالية وتحت علم الجنوب ستخرج العديد من المظاهرات الموجهة مسبقاً بحماية مليشيات الإصلاح .