من وقف وراء محاولة إغتيال محافظ عدن ,,الإصلاح أم الرياض ؟
الجنوب اليوم | تقرير
بدأت الرياض بإنزال العقوبات ضد معرقلي تنفيذ اتفاق الرياض ليس بوضعهم في قائمة سوداء أو فرض قيود على تحركاتهم او فرض عقوبات عليهم وحجز ارصدتهم في البنوك الخارجية، بل تستخدم أذرعها الإرهابية لتصفيتهم وازاحتهم من الوجود وليس من المشهد السياسي وحسب كما كان يتوقع،
يوم الاحد وبعد اقل من شهر من عودته من الرياض دون ان يقدم الولاء والطاعة للحاكم المدني في المحافظات الجنوبية، سفير خادم الحرمين في اليمن محمد ال جابر، تعرض محافظ عدن المحسوب على المجلس الانتقالي التابع للإمارات “أحمد حامد لملس” ووزير الزراعة والثروة السمكية بحكومة المناصفة التابع للانتقالي “سالم السقطرى” -الأحد- لمحاولة اغتيال استخدم فيها سيارة مفخخة كانت مركونة بجانب الطريق وتم تفجيرها عن بعد أثناء مرور موكب المحافظ المعين وفقاً لاتفاق الرياض، في القرب من مدرسة البشائر في التواهي، ما أدى إلى مقتل ١٢ شخصاً في الانفجار الذي نجى منه المحافظ أحمد لملس والوزير سالم السقطري كونهما كانا يستقلان سيارة مدرعة، ووفقاً للمصادر فإن من بين القتلى نجل شقيق لملس وآخرين من بينهم قائد حراسته وسكرتيره الخاص “أحمد بو صالح”، وسبعة مدنيين آخرين.
العملية التي جاءت عقب مواجهات دامية في أوساط أجنحة المجلس الانتقالي الجنوبي العسكرية والأمنية، وذلك في أعقاب المواجهات التي دارت بين فصيل تابع للمجلس بقيادة إمام النوبي المتمرد على المجلس، وقوات تابعة للانتقالي في كريتر الأسبوع الفائت أربكت الانتقالي ودفعته للتريث عن اتهام خصمة الرئيسي الممثل بحزب الإصلاح.
وحتى في ظل اتهام المجلس الرسمي لم يتهم بشكل مباشر حزب الإصلاح كون ملابسات العملية كشفت عن ضلوع اطراف داخلية تابعة للانتقالي في العملية وهو ما يؤكد أن الانتقالي يعرف الجهة التي وقفت وراء العملية ولا يستطيع كشفها، ويحاول توظيف العملية للتخلص من تيار ردفان العسكري في الانتقالي بعد المعارك التي دارت بين قوات الانتقالي وتحديداً لواء العاصفة بقيادة أوسان العنشلي وقائد الحزام الأمني في كريتر المنشق عن الانتقالي، إمام النوبي شقيق نائب قائد الحزام الأمني المقال مختار النوبي وقائد جبهة أبين المناهضة لتمدد مليشيات حزب الإصلاح، فالانتقالي وعلى لسان متحدثة الرسمي، علي الكثيري، اتهم من أسماهم الإصلاح بالوقوف وراء الاستهداف بشكل غير مباشر، معتبراً العملية الإرهابية التي استهدفت المحافظ احمد لملس نتيجة لـ”الملاذ الآمن الذي وفرته جماعة الإخوان للجماعات الإرهابية تحت مظلتها واستقدامها للمناطق المحررة”، حسب البيان.
اللافت في الأمر أن رئيس حكومة المناصفة، معين عبدالملك، غادر قبل ساعات عدن برفقة خمسة وزراء بعد تلقيه بلاغاً من السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر حثه على ضرورة مغادرة عدن والتوجه مباشرة الى العاصمة مصر القاهرة في زيارة رسمية مفاجئة وغير معلنة مسبقاً اثارت حولها الكثير من الشكوك وعلامات الاستفهام حول الدور السعودي في محاولة اغتيال لملس، وهو ما يؤكد أن الرياض كانت على ثقة بان العملية ستودي بحياة المحافظ لملس الذي يتهم بتفجير الوضع في كريتر والسيطرة على البنك المركزي بعدن والبنك الأهلي، ومصادرة شركة النفط لصالح الانتقالي، ويتهم من قبل حكومة هادي بشرعنة سيطرة الانتقالي على المؤسسات الحكومية في مدينة عدن، ودعم إضراب المحاكم والنيابات وهو ما أعاق تنفيذ اتفاق الرياض.
وقالت مصادر ديبلوماسية أن السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر تعمد الطلب من معين عبدالملك التوجه الى القاهرة بدلاً من الرياض لصرف الأنظار ودرء الشبهه والتهمة عن المملكة العربية السعودية، وقالت مصادر مطلعة أن علاقة المحافظ لملس بالسفير السعودي تدهورت مؤخراً بشكل كبير، وان طلب الرياض لمحافظ عدن الشهر الماضي جاء على خلفية استياء المملكة من مواقف وسياسة احمد لملس في المدينة التي تتعارض مع سياسة ومصالح الرياض.