في ذكرى اغتياله.. لماذا كان الشهيد ابراهيم الحمدي أقرب شخصية شمالية للجنوب
الجنوب اليوم | خاص
في التحقيق الرسمي الأول الذي رفعت عنه السرية حكومة الحوثيين في صنعاء في اكتوبر 2019، تبين أن الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي رئيس اليمن الشمالي للفترة من 1974 حتى 1977، كان الشخصية القيادية الشمالية الأبرز والأكثر قرباً من اليمن الجنوبي قبل الوحدة.
بدأ الرئيس الشهيد الحمدي في العام 1976 بإعادة صياغة الهوية اليمنية وفق حقائق التاريخ والجغرافيا وهذا المشروع وفق ما تحكيه الوثائق الرسمية قام به الرئيس الحمدي بالتشارك مع رئيس اليمن الجنوبي آنذاك سالم ربيع علي، وكان أول ما قام به الحمدي هو إنهاء الخلاف مع الجنوب ومن هنا بدأت السعودية تتوجس خيفة من الحمدي، لأنها لم تكن ترغب في أن يكون هناك أي اتفاق بين الشمال أو الجنوب وعملت طوال الفترة الماضية على إبقاء حالة الصراع قامة بين الشمال والجنوب وعملت على أن يكون الشمال ضد الجنوب باستمرار.
كما تحكي الوثائق التي كشف عنها في التقرير الرسمي الأول عن اغتيال الحمدي، أن الرئيس الحمدي أنهى ملف المناطق الوسطى وقام باستيعاب الناس في المناطق الوسطى وعم الأمن والاستقرار معظم أرجاء اليمن في الشمال والجنوب، وبدأت الاتفاقيات مع الجانب الجنوبي في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتاريخية، وذلك ما أزعج بشكل كبير السعودية.
كما كان للرئيس إبراهيم الحمدي الدور الأبرز في إمساك اليمن بملف باب المندب في تلك الفترة، حيث ظهر التدخل الإسرائيلي في باب المندب والذي توقف بسبب الإجراءات والخطوات التي اتخذها الرئيس الحمدي منها منع محاولات إسرائيل من احتلال المضيق وعدد من الجزر اليمنية وهو ما استدعى بالحمدي للجوء لبناء قوة عسكرية بحرية والمشروع الاستراتيجي في الباب المندب والدفاعات اليمنية هناك، وقد تخلل هذه الإجراءات خطة عسكرية تم الاتفاق بشأنها مع الجنوب.