منظمات دولية .. الإمارات تعتقل الآف من الجنوبين في أكثر من 18 سجن سري
الجنوب اليوم – تقرير
تصاعدت جرائم الإمارات بحق ابناء الشعب الجنوبي إلى أعلى مستوياتها ، فابو ظبي التي قدمت نفسها كمنقذ للشعب الجنوبي من الانتهاكات التي مارسها الاحتلال الشمالي طيلة السنوات الماضية وتسلمتها المليشيات الحوثية في مطلع العام 2015م قبل ان يتم دحر تلك المليشيات وتحرير الجنوب من قبضة المليشيات ، تمارس الإمارات اليوم نفس ممارسات المليشيات بل باساليب أكثر فداحة وفق ماتؤكدة تقاريرمحلية ودولية حول انتهاكاتها في مجال حقوق الانسان في الجنوب ، فبينما تتحدث التقارير الدولية عن ارتكاب الامارات والقوات التابعه لها في محافظتي عدن وحضرموت انتهاكات جسيمة بحق قرابة ألفي شخص أختفوا أثناء احتجازهم في تلك السجون الامارتية السرية التي تم توثيق 18 سجناً سرياً منها في الجنوب موزعة بين عدن والمكلا .
رايتس تتهم رسمياً
من جانبها اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، اليوم الخميس، دولة الإمارات العربية المتحدة، بدعم قوات يمنية تقوم بممارسة الاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري لعشرات الأشخاص خلال عمليات أمنية في عدن. وأشارت المنظمة إلى أن الإمارات تمول وتسلح وتدرب هذه القوات التي تحارب في الظاهر الفروع اليمنية لتنظيم القاعدة أو تنظيم “الدولة الإسلامية” (المعروف أيضا باسم “داعش”).
وأفادت إن الإمارات تدير سجون مركزي احتجاز غير رسميين على الأقل في عدن ، ويبدو أن مسؤوليها أمروا بالاستمرار في احتجاز الأشخاص رغم صدور أوامر بإطلاق سراحهم، وأخفوا أشخاصا قسرا، وأفادت تقارير بأنهم نقلوا محتجزين مهمين خارج البلاد.
وذكرت المنظمة إنها وثقت حالات 49 شخصا، من بينهم 4 أطفال، تعرضوا للاحتجاز التعسفي أو الإخفاء القسري في محافظتي عدن وحضرموت العام الماضي ، ولفتت المنظمة إلى أن قوات أمنية مدعومة من الإمارات اعتقلت أو احتجزت 38 منهم على الأقل.
ونقلت المنظمة عن عدة مصادر، منها مسؤولون يمنيون، وجود عدد من أماكن الاحتجاز غير الرسمية والسجون السرية في عدن وحضرموت، من بينها 2 تديرهما الإمارات وأخرى تديرها قوات أمنية يمنية مدعومة من الإمارات.
مطالب بحماية المحتجزين
وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “لا يمكن محاربة جماعات متطرفة مثل القاعدة وداعش بنجاح عبر إخفاء عشرات الشبان والاستمرار في زيادة عدد الأسر التي تفقد أقارب لها في اليمن. وطالبت المنظمة الإمارات وشركائها التركيز على حماية حقوق المحتجزين في حملاتها الأمنية إن كان يهمها استقرار اليمن على المدى الطويل”.
ودعت رايتس ووتش كل الأطراف التي تحتجز أشخاصا في اليمن التوقف فورا عن الإخفاءات القسرية والاحتجازات التعسفية وتعذيب المعتقلين. وطالبت بإطلاق سراح كل من احتُجز تعسفا أو لمشاركته في أنشطة سياسية سلمية، خاصة الفئات الضعيفة مثل الأطفال. عليها تقديم لائحة بكل مراكز الاحتجاز والمحتجزين حاليا أو الذين لقوا حتفهم خلال الحجز
انكشاف المستور
وجاء اتهام منظمة هيومن رايتس ووتش العالمية للإمارات بارتكاب جرائم في مجال حقوق الانسان في المناطق التي تسيطر عليها جنوب اليمن ، بعد اقل من اسبوع من نشر وكالة «أسوشييتد برس» الأمريكية تحقيقاً استقصائي عن وجود شبكة سجون سرية تديرها القوات الإماراتية في جنوب اليمن ، كما كشفت عن اختفاء مئات الأشخاص في تلك السجون بعد اعتقالهم تعسفاً، مشيرةً إلى أن «التعذيب الوحشي» من الإجراءات العادية في هذه السجون، حتى يصل الأمر إلى «شواء السجين على النار».
وقالت الوكالة، في تقرير لها، إن عدداً من المسؤولين الكبار في وزارة الدفاع الأمريكية أقرّوا بأن القوات الأمريكية العاملة في اليمن شاركت في عمليات استجواب معتقلين هناك، لكنهم نفوا أي علم للأمريكيين بعمليات التعذيب، ولاسيّما مشاركتهم في انتهاكات لحقوق الإنسان ، وأكّدت أنها تمكنت من «توثيق 18 سجناً سرياً على الأقل في جنوب اليمن تديرها القوات الإماراتية أو قوات يمنية خضعت لتدريبات إماراتية».
ويعتمد تحقيق «أ ب» على ما قالت إنها «شهادات سجناء سابقين، وذوي بعض السجناء، ومحامين ناشطين في حقوق الإنسان، ومسؤولين عسكريين يمنيين».
داخلية عرب لاتعلم
وما أثار استغراب الوكالة هو أن «الحكومة اليمنية لا تعرف عن بعض هذه السجون، ولا تملك صلاحيات للوصول إلى السجون الأخرى»، وأن «تلك السجون مخفية داخل قواعد عسكرية وموانئ، وفي أحد المطارات، وكذلك في فيلات، وحتى في ملهى ليلي».
واكد وزير الداخلية في حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، حسين عرب، إن «بعض المعتقلين تم نقلهم إلى قاعدة إماراتية في إريتريا للاستجواب»، مشيراً إلى أن وزارته لا تعرف الحكومة اليمنية عن بعض هذه السجون ولا تملك صلاحيات للوصول إلى السجون الأخرى
وذكر مسؤولون أمريكيون، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، أن «القوات الأمريكية تشارك في استجواب المعتقلين في بعض المواقع باليمن، ويضعون قوائم أسئلة يطرحها آخرون لاحقاً على السجناء، ومن ثم يتلقون تقارير عمليات الإستجواب من الحلفاء الإماراتيين»، بحسب ما نقلت الوكالة.
وأضافوا أن «القيادة العسكرية الأمريكية على علم بمزاعم عمليات التعذيب في تلك السجون، وسبق لها أن درستها، لكنها اكتفت بالتأكد من أن العسكريين الأمريكيين لم يكونوا حاضرين خلال حدوث الإنتهاكات».
ابو ظبي تنفي
بدورها، نفت الحكومة الإماراتية، في بيان صدر رداً على طلب «أ ب»، كافة الإتهامات، ودحضت المزاعم حول وجود أي معتقلات سرية أو تعذيب للسجناء خلال عمليات الإستجواب، لكن محامين وذوي السجناء أكّدوا للوكالة أن «قرابة ألفي شخص اختفوا أثناء احتجازهم في تلك السجون السرية، ما دفع بأقارب هؤلاء المفقودين إلى الاحتجاج بشكل شبه أسبوعي».
وبيّنت الوكالة أن «أحد المعتقلات الرئيسية يقع في مطار الريان بمدينة المكلا».
وتحدث بعض السجناء السابقين عن أساليب تعذيب وحشية تعرضوا لها هناك، بما في ذلك «وضع الضحية معصوب العينين في حاوية قمامة لأسابيع، والضرب المبرح، والشواء فوق النار، والاعتداءات الجنسية».
1900 معتقل
بلغ اجمالي المعتقلين في السجون السرية الاماراتية حسب وكالة «أسوشييتد برس» الأمريكية
مايزيد عن 1900 شخص اختفى أكثر من 400 شخص بعد اعتقالهم في المكلا وحدها، ، ، بينما ألقي القبض في عدن على قرابة 1500 شخص، ويعتقد نشطاء حقوقيون أن أغلبية هؤلاء لا يزالون في المعتقلات ، وأشارت الوكالة إلى أنها قابلت 10 سجناء سابقين و12 مسؤولاً في الحكومة اليمنية والأجهزة العسكرية والأمنية، إضافة إلى قرابة 20 من ذوي المعتقلين. أما مدير سجن الريان (الذي يقول محامون وذوو المعتقلين إنه إماراتي) فقد رفض الإستجابة لطلب الوكالة ولم يقدم أي تعليق على الموضوع.
الشرعية تبرأ الامارات
الغريب في الأمر ان وزير حقوق الانسان في حكومة الرئيس هادي الدكتور محمد عسكر ، برأ القوات الاماراتية من تلك الانتهاكات ونفى أن يكون هناك سجون إماراتية سرية الاسبوع الماضي ، ووفقاً لمانشرته وكالة الانباء اليمنية سبأ التابعه للشرعية فأن الوزير عسكر على هامش مشاركة الوزارة في الدورة 35 لمجلس حقوق الإنسان بمدينة جنيف السويسرية الاسبوع الماضي برأ دولة الامارات من اتهامات وجهت لها بانشاء سجون سرية في عدن والمكلا ومناطق جنوبية ، وأكد “عسكر” عدم وجود اي سجون سرية في عدن وان الحكومة اليمنية تؤكد التزامها بقانون حقوق الانسان وتفعيل القضاء وان الوزارة لم تتلقى اي بلاغات تفيد بوجود سجون سرية في المناطق المحررة ، مشيراً إلى ان السجون السرية تتواجد في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيا الحوثية .