الرئيس علي ناصر محمد .. الاستفتاء الشعبي للوحدة أو الانفصال هو الحل .
الجنوب اليوم – خاص
إعتبر الرئيس علي ناصر محمد أنه يمكن الوصول إلى حل سياسي للأزمة في اليمن قبل نهاية هذا العام «إذا كانت هناك جدية من جميع الأطراف المعنية». وكشف عن وجود اتصال بينه وبين قيادات مصرية للعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة، معولاً على دور مصر التي لها تاريخياً «دور كبير في ذلك، فهي لديها علاقات قوية مع الأطراف اليمنية، كما أنها وقفت بجانب ثورة اليمن». وقال إن «أي مشكلات في اليمن تؤثر على الأمن القومي لمصر، بحكم الموقع الجغرافي لليمن وباب المندب، لهذا نعتقد أنه يجب عليها الاهتمام بالأزمة اليمنية، فاستمرار الحروب يؤثر على الملاحة الدولية، ونرى أن دور مصر مهم جداً في هذه المرحلة، فقناعتي أن مصر عندما تنهض، فإن الأمة العربية بالكامل تنهض معها، وإذا حدث تراجع في مصر تتراجع الأمة العربية معها».
وذكّر الرئيس علي ناصر محمد بمبادرته التي قدمها في موسكو ودول الخليج لإنهاء الأزمة، والتي تعتمد على إيقاف الحرب، ونزع سلاح جميع الأطراف، وتشكيل قيادة جديدة للبلاد، وبناء دولة اتحادية من إقليمين (شمالي وجنوبي)، كحل لوضع الجنوب، لافتاً إلى أن المبادرة تعطلت «لأن الأمور لم تنضج بعد»، إلا أنه نبه إلى أن «الناس تقول الآن يجب أن يكون هناك حل، ويجب أن تتوقف الحرب، ونحن نريد ذلك»، مشدداً على وجوب حل مشكلة الجنوب التي كانت «تتمثل في صعدة، إلا أنها أصبحت تشكل كامل الجنوب حالياً»، مجدداً طرحه حول «الحل الاتحادي من إقليمين، وأن يكون الاستفتاء الشعبي هو الحل، سواء للوحدة أو الانفصال»،مقترحاً في هذا الصدد «أن يجري ذلك خلال 5 سنوات، على أن تكون السنوات الثلاث الأولى لاستعادة الثقة بين الطرفين، وإعادة بناء مؤسسات الدولة».
ونفى رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأسبق، في حوار مع «الوطن» المصرية، علاقته بالحراك الجنوبي في اليمن، وقال: «بصراحة لا أميل إلى شعار الجنوب أولاً، واليمن ثانياً، والوطن العربي ثالثاً، فأنا وطني قومي، ولا أعرف شيئاً عما ينسب لي بشأن العلاقة بالحراك الجنوبي، لكنني سمعت أن بعض الناس تبرعوا بالحديث نيابة عني، وقالوا كلاماً لم أقله أبداً، وكلها أقاويل عني غير صحيحة».
وأكد الرئيس علي ناصر أنه يملك علاقات جيدة مع الجميع: «أهلنا في الجنوب والقيادات السياسية هناك، وإخوتي في الشمال، وكذلك المسؤولون في دول الخليج، وعمان، وإيران»، وأضاف: «أسعى مع جميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية لحل المشكلات في اليمن حالياً، لأن القبائل كلها مترابطة، ويجب الوصول إلى حل سياسي سلمي لإنهاء الأزمة». ورأى أنه «حتى الآن لم تصبح الحرب في اليمن أهلية، ونأمل في تجاوزها، ونحن نعلم أن هناك قوى إقليمية تشارك في الحرب، وهو ليس سراً، وأنا قابلت عدداً من المسؤولين الروس في موسكو، وجميعهم يتحدثون عن ضرورة وقف الحرب والعودة إلى الحوار، وحل المشكلات بالطرق السلمية، كما قابلت مسؤولين أمريكيين وبريطانيين في بيروت، والجميع يطالب بوقف الحرب، فلا يمكن أن تسمع صوتاً آخر لا يتحدث عن وقف الحرب في اليمن، حتى بين الخليجيين، فالجميع يتحدث عن وقف الحرب، ونحن نريد خطوات عملية للوصول إلى هذا الهدف، حيث توجد الرغبة لكن تنقص الإرادة، ويجب أن تكون هناك إرادة لدى أصحاب القرار، سواء القوى المحلية والإقليمية والدولية، أما عن إيران فأرى أن من مصلحة الإيرانيين استمرار الحرب».
ورداً على سؤال حول اقتراح وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، اسمه من بين أسماء رشحها في مبادرته للانتقال السياسي، شدد الرئيس علي ناصر على رفضه العودة إلى السلطة، وأن مساعيه تتركز على البحث «عن حل لمشكلة اليمن والمنطقة، فأنا أبحث عن الحل وليس السلطة، وهناك أسماء كثيرة يمكن أن تترشح لهذه المهمة، ويمكن لو حدث توافق أن يتم الاتفاق على عدد من الأسماء وليس اسماً واحداً، وأن يختار الناس الشخص المناسب لقيادة البلد، وهناك أسماء يمنية كثيرة تستطيع ذلك».
وحول علاقته بحركة «أنصار الله»، قال: «التقيت مع وفد من جماعة أنصار الله في زيارة لسلطنة عمان، وتحدثت مع أعضائه بكل صراحة حول ضرورة وقف الحرب، وطبعاً كلهم قالوا إنهم مع وقفها، لكن يجب أن تحدث تنازلات سياسية وعسكرية بين جميع الأطراف، سواء من جانب الحوثيين أو علي عبد الله صالح أو الرئيس منصور هادي، والأخير أنا لم أسمه، فهو رئيس شرعي، ولا أنكره، وهو الحل الوحيد، وأعتقد أن الأمور بدأت تنضج بين جميع الأطراف للوصول إلى حل، ونريد من الرئيس الشرعي هادي تنازلات سياسية بشأن فكرة (الشرعية) من أجل الحل، كما نريد من الحوثيين تنازلات عسكرية، فلا بد من الوصول إلى قيادة جديدة لإنهاء الأزمة في اليمن».
واعتبر الرئيس الجنوبي الأسبق أن «أن الأزمة ليست في خروج علي عبد الله صالح أو عبد ربه منصور هادي من اليمن، وإنما الأزمة في الأسلحة التى يجب أن تسلم إلى جهة واحدة، فأسلحة حزب المؤتمر والحوثيين يجب أن تتسلمها نفس الجهة، إذا لم يحدث توافق يمكن لأي شخص أن يتسبب في مشكلات داخل البلاد من خلال أنصاره، حتى لو كان مقيماً في الخارج، وعلي عبد الله صالح قال إنه لا يمكن أن يخرج من وطنه، لكن لو المصلحة العامة تقتضي ذلك يمكن التفاهم معه، ليس بالإجبار والإلزام، وإنما بالحوار والاتفاق والتفاهم». وأضاف: «أنا قلت قبل ذلك إنني مستعد للتدخل مع هذه الأطراف إذا تطلب الأمر ذلك، فإذا كان هناك شروع في حل، وإذا اتفقنا سياسياً على المشروع، يمكن أن أذهب إلى جميع الأطراف في كل مكان في الدنيا، الحقيقة أن لدينا رئيساً دون دولة مع الأسف، ففي الداخل كل واحد يدعى القيادة من جهته، لكننا كيمنيين نحتاج قائداً واحداً ورئيساً واحداً، فالبلد لا يتحمل أكثر من ذلك، ونحتاج وزير دفاع واحداً لديه السلاح، ولا نحتاج لأكثر من جيش أو ميليشيات، لهذا نحتاج إلى رئيس دولة ورئيس حكومة ووزير دفاع واحد وجيش واحد وأمن واحد، لأننا الآن لدينا أكثر من جيش وأكثر من ميليشيا، فهناك جيوش علي عبد الله صالح، وعبد ربه منصور هادي، والحوثيين، والأحمر، والإصلاح».
وذكّر بأنه «بعد توافق مصر والسعودية على إنهاء حرب اليمن في الستينات تم تشكيل مجلس جمهوري، وحدث توافق بين جميع الأطراف على اختيار رئيس من أعضائه»، لافتاً إلى أنه «لو تكرر ذلك الآن ستستقر الأوضاع في اليمن والمنطقة بالكامل».