حقيقة الانسحابات العسكرية للتحالف من الجنوب (تقرير)
الجنوب اليوم | خاص
تقرير: يحيى أبوهاشم
3 أسابيع والأخبار تتوالى تباعاً عن انسحابات للقوات العسكرية التابعة للتحالف السعودي الإماراتي، فمن أخبار الانسحابات العسكرية السعودية لقواتها من بعض المناطق الجنوبية الشرقية لمحافظة المهرة إلى الانسحاب السعودي العسكري من مطار عتق بمحافظة شبوة، إلى انسحاب القوات الإماراتية من معسكر العلم بمديرية جردان بالمحافظة ذاتها إلى الانسحاب العسكري السعودي من مقر قيادة التحالف بالبريقة في مدينة عدن خلال اليومين الماضيين، كل تلك الانسحابات تبين أنها تحركات وهمية لا أساس لها من الصحة وفق ما أكدته مصادر عسكرية مطلبة تحدثت للجنوب اليوم.
المصادر أكدت أن السعودية والإمارات لن تنسحبا من المحافظات الجنوبية، مشيرة إنه من السذاجة أن يصدق المرء بأن تنسحب السعودية أو الإمارات من الجنوب، وأنها لو كانت تهدف للانسحاب لما دخلت الحرب في اليمن منذ البداية، فالانسحاب يعني الاعتراف بالهزيمة من الحرب على اليمن بشكل واضح، وتمسك البلدين بالسيطرة العسكرية على الجنوب هدفه تحقيق أي مكاسب سياسية او اقتصادية أو عسكرية توسعية لتعويض الهزائم العسكرية التي تلقتها قوات التحالف السعودي الإماراتي في المحافظات الشمالية والتي لم تتمكن من هزيمة الحوثيين.
في هذا السياق أيضاً تحدث للجنوب اليوم مصدر عسكري من قوات النخبة الشبوانية التي كانت متمركزة في معسكر العلم، حيث كشف المصدر العسكري أن القوات الإماراتية لم تكن متواجدة في معسكر العلم، وما نشرته وسائل الإعلام عن انسحاب القوات الإماراتية من المعسكر غير صحيح لكون المعسكر كان خالياً من أي تواجد عسكري إماراتي في المعسكر.
المصدر أكد أيضاً أن ما كان موجوداً بمعسكر العلم في شبوة هو بعض المعدات العسكرية المتطورة التي كانت تمتلكها الإمارات داخل ذلك المعسكر، وجرحى سحبها فقط من المعسكر ونقلها إلى مناطق أخرى تتواجد بها القوات الإماراتية وهي غير معروفة حتى اللحظة وقد تكون إلى حضرموت بقاعدة مطار الريان أو إلى منشأة بلحاف على ساحل شبوة أو إلى المخا حيث لا يزال للقوات الإماراتية وجود عسكري رمزي هناك.
وعن طبيعة التحركات العسكرية للإمارات أو السعودية في المحافظات الجنوبية، أوضح المصدر العسكري إن التحالف السعودي منذ أن فرض سيطرته العسكرية على المحافظات الجنوبية يجري عمليات تبديل بين قواته من منطقة إلى أخرى كل 6 أشهر، وبالتالي فإن ما يثار بشأن الانسحابات سواء السعودية أو الإماراتية من هذه المحافظة أو تلك ليس صحيحاً فما يحدث هو فقط إعادة تموضع، مشيراً إلى أن الدليل على ذلك هو بقاء المناطق التي يقال إن السعودية أو الإمارات انسحبت منها خاضعة لسيطرة تلك القوات ولم تستلم قوات الشرعية أي مناطق سبق الحديث عن وجود انسحاب عسكري للتحالف منها.
في هذا الصدد علم الجنوب اليوم من مصدر إداري بمطار عتق بمحافظة شبوة أن المطار الذي نشرت وسائل الإعلام خلال الأسبوعين الماضيين أن القوات السعودية انسحبت منه، لا يزال مغلقاً ولم تستلم قوات الشرعية المطار ولا يزال خاضعاً للسيطرة العسكرية السعودية حتى اليوم، وأكد المصدر الإداري إن ما حدث في مطار عتق هو نقل بعض القوات السعودية وبعض المدرعات التي كانت داخل المطار إلى منطقة “قارة الفرس” ذات الموضع الاستراتيجي الواقعة بين محافظتي شبوة وحضرموت، ذلك يعني أن القوات السعودية لا تزال موجودة داخل مطار عتق بالإضافة للقوات الإماراتية التي لا تزال متواجدة بمنشأة بلحاف الغازية.
بالمثل أيضاً فإن ما أشيع عن انسحاب عسكري سعودي خلال اليومين الماضيين من مقر التحالف بعدن في منطقة البريقة، غير صحيح، وبحسب مصادر مطلعة فإن ما حدث كان إعادة تموضع فقط ومن غير المستبعد أن تكون المدرعات التي تم شحنها على متن السفينة السعودية (درة جدة) قد تم نقلها لمنطقة يمنية أخرى في الجنوب ولا يستبعد أن تكون المهرة.
مراقبون سياسيون يؤكدون أيضاً إن انسحاب السعودية والإمارات من المحافظات الجنوبية ليس بالأمر السهل، وأن قوات البلدين لن تخرجا من المحافظات الجنوبية إلا في حالة وجدت مقاومة شعبية وعسكرية من الداخل لطردها وهذا أصبح وارد الحدوث في القريب العاجل في ظل الوضع الذي تعيشه المحافظات الجنوبية التي لم ينالها من التحالف سوى الفقر والجوع والاختلالات الأمنية والفساد والإرهاب والحصار والاعتقالات والانتهاكات.
وأضاف المراقبون إنه وبالعودة إلى الوراء قليلاً سنجد أن قائدي القوات السعودية والإماراتية الفريق الركن مطلق الأزيمع قائد القوات المشتركة السعودية وقائد القوات البرية الإماراتية اللواء الركن صالح العامري التقيا منتصف سبتمبر الماضي وكان هناك اجتماعات مكثفة لممثلي البلدين العسكريين المشاركين في الحرب باليمن حيث استضافت الرياض تلك الاجتماعات واللقاءات الثنائية، وهو ما يؤكد أن كل ما يحدث حالياً في المحافظات الجنوبية تم الاتفاق والتوافق عليه بين الرياض وأبوظبي خلال تلك الاجتماعات التي خصصت للترتيب لها ورسم وترتيب كافة خطواتها.