سفير يستدعي رئيس.. تخبط إماراتي ودخول خاطئ للرياض بإهانتها للانتقالي رغم كونه “حليفاً”
الجنوب اليوم | تقرير: يحيى بوهاشم الشرفي
يتوقع مراقبون إن المناطق الجنوبية ستشهد تطورات دراماتيكية، منها أن وجهة الصراع القادم ستكون في محافظة شبوة الغنية بالنفط، خصوصاً بعد الانسحاب المفاجئ للقوات الموالية للتحالف السعودي الإماراتي من جزء كبير من الساحل الغربي.
ولكون شبوة غنية بالنفط فإن مؤشرات التحركات الحالية تقود إلى أن الأطراف الخارجية ممثلة بالسعودية والإمارات ترى في المحافظة منطقة مناسبة لتثبيت حصتها مما تريد أن تجنيه من هذه المحافظة عبر تثبيت وكلائها المحليين ممثلين بألوية العمالقة والسلفيين ومليشيات طارق صالح المنسحبة من الأجزاء الشمالية للساحل الغربي.
ويرى المراقبون أن الصراع في شبوة لن يتمثل بالصراع بين وكلاء السعودية ووكلاء الإمارات بقدر ما سيكون صراعاً بين بقايا الشرعية التي يسيطر عليها الإخوان، وبين القوى الجديدة التي يسعى التحالف لاستخدامها كوكلاء محليين خلفاً للوكلاء السابقين الممثلين بهادي وشرعية الإخوان، غير أن الإخوان في هذا الصراع لن يكونوا مستندين في مواجهتهم للسعودية التي من الملاحظ جداً أنها بدأت بتغيير استراتيجيتها في الجنوب من خلال تبديل أدواتها السابقة بأدوات جديدة بسبب فشل سلطة الإخوان في شبوة، وهو ما يعد سبباً منطقياً يجعل من الإصلاح عبر محافظ شبوة محمد بن عديو للتفكير ملياً في موازنات القوى مستقبلاً واختيار التحالف سراً مع صنعاء الأمر الذي تُرجم عملياً من خلال تمكين قوات الحوثي من الدخول لمناطق مديريات بيحان الثلاث شمال شبوة وهو ما مكنهم من الالتفاف على المديريات الجنوبية لمأرب كحريب والجوبة والعبدية وجبل مراد التي تساقطت تباعاً.
تجدر الإشارة إلى أن نائب وزير خارجية حكومة الحوثيين بصنعاء حسين العزي ألمح بتغريدة على حسابه بتويتر أمس الأربعاء إلى الاتفاق غير المعلن بين صنعاء ومحافظ شبوة بن عديو.
يدرك جيدا بأنه لا أحد يمكنه أن يضمن صمود هذه الإبتسامة الجميلة سوانا
لذلك كان أذكاهم على الإطلاق .
عِمْتَ صباحاً يابن العم 👋 pic.twitter.com/B1Mr8nyWUF— حسين العزي (@hussinalezzi5) November 16, 2021
سفير يستدعي الرئيس!!!
أما السعودية فاتجهت لإعادة فتح العلاقات مع المجلس الانتقالي الجنوبي، ولكن بطريقة استعلائية، حيث وبدلاً من إرسال الرياض لسفيرها محمد آل جابر إلى عدن للقاء برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات عيدروس الزبيدي في مقر رئاسة الانتقالي، اختارت الرياض طريقة أخرى للجلوس مع الزبيدي حيث استدعته بشكل رسمي لمغادرة عدن والقدوم إلى الرياض، لكن استبشار الانتقالي وفرحته بتوجيه دعوة رسمية من الرياض لم يدم طويلاً إذ سرعان ما انصدم الزبيدي بأن الاستدعاء لم يمكن من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بل من سفيره لدى اليمن آل جابر والذي التقى هو بالزبيدي ووفد رئاسة الانتقالي في الرياض الأمر الذي مثل صفعة للانتقالي واستخفافاً سعودياً بالمجلس الذي يزعم تمثيله للجنوب ويخاطب المنتمون للانتقالي رئيس المجلس بصفته رئيساً للجنوب ككل ليأتي سفير كمحمد آل جابر ويستدعي الرئيس.
هذا يدل على أن السعودية لا تزال تتعامل مع أدواتها المحلية في اليمن باستحقار وبنظرة استعلائية.
نحن إذن أمام دخول خاطئ للسعودية في محاولة تجديد علاقتها مع الانتقالي الجنوبي كأداة بديلة عن الإصلاح في شبوة، وأمام تحرك جديد للإمارات لاستغلال العامل القبلي في شبوة كبديل عن الانتقالي كهيئة جنوبية تنظيمية تهدف من خلاله الإمارات لإعادة لملمة المليشيا المسلحة المسماة (النخبة الشبوانية) وذلك عبر إعادة الشيخ عوض محمد الوزير العولقي، إلى مسقط رأسه بمديرية نصاب بشبوة وقيامه بعقد لقاءات موسعة مع وفود قبلية من مختلف مديريات شبوة بهدف تحريك الأرض من تحت الإصلاح قبلياً وخلق حاضنة شعبية جديدة في المحافظة مناهضة لسلطة الإصلاح وتؤسس لمداميك النفوذ الجديد للإمارات في شبوة وبموافقة ورضا سعودي.