تقرير: هل ينجح الانتقالي بتجاوز السعودية والارتباط المباشر مع واشنطن؟
الجنوب اليوم | تقرير: يحيى بوهاشم الشرفي
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن السعودية تعيد تقييم استراتيجيتها الداخلية في اليمن التي تشن عليها حرباً منذ مارس 2015 وتقود تحالفاً ضد البلد الأفقر في العالم بمعية الإمارات.
ونقلت الصحيفة عن شخصيات مطلعة أن السعودية أطلقت إعادة تقييم داخلية لاستراتيجيتها في اليمن، حيث يفترض أن تنتهي عملية التقييم نهاية نوفمبر الجاري.
وكشفت الصحيفة عن طلب سعودي من الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن طلبت منه تقديم دعم استخباراتي وعسكري لاستهداف مواقع تستخدمها قوات صنعاء لإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ باليستية على أهداف داخل السعودية.
تقول وول ستريت جورنال إن إدارة بايدن وافقت على أكثر من مليار دولار من المبيعات العسكرية للسعودية من صواريخ جو – جو، وخدمة المروحيات الهجومية السعودية، غير أن الصحيفة أضافت أن “هناك القليل من المؤشرات على أن بايدن مستعد لتغيير المسار لمساعدة السعودية في تنفيذ هجمات استهداف للحوثيين داخل اليمن”، ما يعني أن الرياض طلبت من واشنطن التدخل العسكري المباشر في اليمن وطلبت من بايدن التوجيه بتنفيذ ضربات جوية أمريكية مباشرة على أهداف ضد قوات صنعاء داخل اليمن وهو ما لم توافق عليه إدارة بايدن حتى الآن مع الترجيحات بأن واشنطن قد توافق على تنفيذ الهجمات الجوية بشكل مباشر في حال قدمت الرياض المزيد من الإغراءات المالية لواشنطن لتنفيذ ذلك.
ويقف المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات أمام مفترق طرق اليوم بعد استدعاء الرياض لرئيس المجلس عيدروس الزبيدي وأعضاء هيئة رئاسته وسط أنباء بأن الزبيدي ورفاقه وضعوا تحت الإقامة الجبرية في الرياض.
وحسب معلومات حصل عليها الجنوب اليوم من مصدر دبلوماسي مطلع فإن الانتقالي يهدف لتجاوز الرياض والخروج من عباءتها عبر الارتباط المباشر بواشنطن واستغلال المساعي السعودية للدفع بالولايات المتحدة للانخراط بشكل أكبر في الحرب باليمن وتنفيذ هجمات جوية أمريكية ضد قوات الحوثيين بعد العجز السعودي عن وقف تقدمها في مأرب، وبذلك يكون الانتقالي قد انخرط بشكل أكبر في توسيع علاقاته وتحالفه مع واشنطن ليكون الارتباط بين الأخيرة والانتقالي بشكل مباشر وليس عبر السعودية أو الإمارات، حيث تؤكد المعلومات أن الانتقالي يدرك احتمال تنفيذ واشنطن تدخل عسكري مباشر في اليمن في المرحلة المقبلة ويسعى المجلس الجنوبي المدعوم من الإمارات لأن تعتمد واشنطن على الانتقالي بشكل مباشر من دون الرجوع إلى السعودية أو الإمارات.
ويرى مراقبون إن هذه الفرصة قد تكون مناسبة للانتقالي لاستعادة ما فقده من شعبية سابقة بسبب رضوخه غير المنطقي للإمارات وتقديمه أبناء الجنوب كوقود حرب وبنادق لإرضاء بن سلمان، فالتعاطي الأمريكي مع أدواتها في المنطقة مختلف عن التعاطي السعودي أو الإماراتي مع أدواتها في الجنوب، حيث تحترم واشنطن أدواتها نوعاً على عكس الرياض أو أبوظبي التي تتعاطى مع أدواتها بعنجهية وتعاطي التابع والمتبوع في حين تمارس واشنطن شيئاً من الدبلوماسية وتشعر أدواتها باحترام آرائهم أو أهدافهم رغم أنها تستخدم أساليب أخرى لتمرير ما تريده.