تقرير.. دلالات إطاحة التحالف بالإصلاح من شبوة وأبرز الخطوات التالية
الجنوب اليوم | تقرير: يحيى بو هاشم الشرفي
في ديسمبر 2020 حصل الجنوب اليوم على معلومات من مصادر خاصة تؤكد أن الرياض وأبوظبي معاً تعملان منذ العام 2019 على تغيير الأدوات المحلية التي تستخدمها جنوب البلاد حيث استجابت الرياض للضغوط الإماراتية الهادفة لاستبدال الإصلاح ونائب هادي، علي محسن الأحمر، بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وبعد أن أصبح الانتقالي شريكاً في سلطة هادي فإن تمكينه من بقية المناطق والمؤسسات سيتم بالتدريج ووفقاً لما كشفه الزبيدي في ديسمبر 2020 بالسفير الصيني والتي وردت أثناء حديثه عن استكمال تنفيذ بقية اتفاق الرياض ومن ذلك إعادة هيكلة المؤسسات الاقتصادية والمالية والجهات الرقابية والمحاسبية وتعيين محافظين للمحافظات الجنوبية ومدراء الأمن وتنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض في كل من محافظات شبوة والمهرة ووادي حضرموت، واليوم وبعد مرور عام مما نشره “الجنوب اليوم” هاهي المعلومات التي وردت بذلك التقرير تتحقق حرفياً.
أطاحت الرياض بعد الاتفاق مع الإمارات بالإصلاح من محافظة شبوة التي ظل الإصلاح مسيطراً عليها عسكرياً واقتصادياً وسياسياً منذ أغسطس 2019 وحتى الآن مستثمراً المحافظة المطلة على البحر العربي لبناء ثروة من تهريب النفط الخام المستخرج من مأرب وشبوة وبعض أجزاء حضرموت عبر ميناء النشيمة بشبوة المطلة على البحر العربي، في مقابل تغاضيه عن نهب قيادة الشرعية لإيرادات النفط الخام المباع سنوياً والمقدرة بملياري دولار والتي يتم توريدها لحسابات خاصة في البنك الأهلي السعودي.
الإطاحة بالإصلاح وتعيين رجل الإمارات الأول الذي عاد مؤخراً من القاهرة بطلب إماراتي، الشيخ عوض بن الوزير العولقي نجل آخر سلاطين العوالق في عهد الاستعمار البريطاني والقيادي البارز بحزب المؤتمر الموالي للإمارات وعضو البرلمان أيضاً عن المؤتمر، وهو ما يعني أن التحالف بشقيه السعودية والإماراتي اتفقا على الإطاحة نهائياً بالإصلاح وطي صفحته إلى الأبد.
وتؤكد مصادر سياسية مطلعة أن هناك توجه سعودي إماراتي للتخلص من الإصلاح بشكل كامل واستبدال التحالفات بين التحالف من جهة مع علي محسن والإصلاح من جهة ثانية بتحالف جديد مع تيار عفاش التابع للإمارات.
التحالف الجديد الذي مكن الإمارات من استعادة سيطرتها على شبوة برضى وموافقة سعودية، والذي بدأ بعدة خطوات كانت آخرها قرار إقالة بن عديو، سيتبع هذا التحالف تنفيذ خطوات جديدة وردت ضمن ما خرج من تسريبات بشأن استراتيجية الإمارات ومعها السعودية بالتأكيد في تفكيك جنوب اليمن.
أبرز هذه الخطوات التي ستتبع الإطاحة بالإصلاح من شبوة، هي إعلان باب المندب ووادي حضرموت محافظتين مستقلتين، فبعد استغناء السعودية تحالفها السري مع الإصلاح في المحافظات الشرقية لليمن، سيصبح من السهل على الإمارات الضغط على الرياض لإعلان باب المندب محافظة ووادي حضرموت محافظة أخرى في سياق تقاسم الطرفين لكعكة جنوب اليمن، وهذا المشروع بقدر ما هو هدف سعودي إماراتي إلا أنه يعد مشروعاً مؤتمرياً تبناه وسعى لتنفيذه وتطبيقه على الأرض الواقع تيار مؤتمر عفاش الموالي للإمارات.
الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات بدوره ليس بعيداً عن هذه السياسة التي يدرك بعض قياداته أنها ستقود إلى نهايته وإحراقهم سياسياً أمام الشارع الجنوبي، فالانتقالي سارع لمباركة تعيين رجل الإمارات عوض العولقي محافظاً لشبوة، ودعا في بيان له إلى مساندته ودعمه لحل الإشكاليات التي وقعت في شبوة خلال العامين الماضيين منذ تولي بن عديو منصب المحافظ بعد سيطرة الإصلاح على المحافظة في أغسطس 2019.
كل المؤشرات على الواقع السياسي والعسكري في الجنوب تقود إلى أن الإطاحة بالإصلاح من شبوة يمهد الطريق لاتخاذ التحالف قراراً باعتماد مشروع جناح المؤتمر الموالي للإمارات المتمثل بإعلان باب المندب محافظة ووادي حضرموت محافظة، وتعيين قيادات لهاتين المنطقتين الاستراتيجيتين من قيادات المؤتمر الموالين للإمارات.
اقرأ بهذا الشأن
بعد أن تولى السلطة.. الانتقالي يبدأ التحرك العسكري في شبوة لإسقاطها