باحث بعلم النفس للجنوب اليوم: عناصر الانتقالي تعاني عقدة نقص تنعكس على تصرفاتهم ومقتل الأكاديمية ميداء نموذج
الجنوب اليوم | خاص
زادت الحوادث المرورية التي يرتكبها عناصر المجلس الانتقالي الجنوبي بالأطقم العسكرية التي صرفتها لهم الإمارات.
وارتفع عدد الضحايا الذين يموتون بسبب حوادث ترتكبها عناصر الانتقالي بالأطقم العسكرية والأمنية التي يقودونها داخل المدن الجنوبية خاصة مدينة عدن بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
واليوم الخميس قتلت أكاديمية في كلية الحقوق بجامعة عدن إثر تعرضها لحادث سير اصطدم بها طقم تابع للمجلس الانتقالي كان سائقه يقوده بسرعة جنونية.
وقالت مصادر مقربة من أسرة الأكاديمية ميداء عبدالله ناصر والتي تعمل أكاديمية في كلية الحقوق بجامعة عدن أنها توفيت اليوم إثر قيام طقم تابع للانتقالي بالاصطدام بسيارتها في طريق الحسوة، وبحسب شهود العيان فإن سائق الطقم كان يقوده بسرعة جنونية، مشيرين إلى أن الأكاديمية فارقت الحياة على الفور، ما يدل على السرعة الجنونية التي كان يقود بها سائق الطقم التابع للانتقالي.
إلى ذلك شن ناشطون وأكاديميون وإعلاميون في عدن حملة هجومية ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وعناصره بسبب استهتارها بحياة المواطنين وتعمدها القيادة بسرعة جنونية بالأطقم العسكرية والأمنية التي وزعتها عليهم الإمارات، خاصة وأن مثل هذه الحوادث قد تكررت وزادت بشكل كبير وأدت لسقوط عدد كبير من الضحايا بين قتيل وجريح.
الحادثة الأخيرة التي راحت ضحيتها الدكتورة ميداء، سلطت الضوء على كم كبير من الحوادث التي ترتكبها عناصر المجلس الانتقالي في عدن ومدن جنوبية أخرى جراء القيادة المتهورة التي يقود بها مجندو الانتقالي للأطقم العسكرية داخل المدن والتي تؤدي إلى التسبب بأضرار مادية في سيارات المواطنين.
ويقول ناشطون إن الحوادث التي يتسبب بها عناصر الانتقالي والتي تؤدي إلى إتلاف سيارات المواطنين تجاوزت المئات وأصبح عددها بالآلاف، مؤكدين إن نحو 70% من هذه الحوادث لا يتم تعويض الأشخاص المتضررين فيها وهو ما يؤكد استغلال عناصر الانتقالي لانتمائهم للمجلس للتنصل عن إصلاح الأضرار المادية في سيارات المواطنين التي تتعرض لحوادث مرورية يكون السبب فيها والمخالف هو الطقم العسكري أو الأمني التابع للانتقالي.
إلى ذلك صرح الباحث في مجال علم النفس، محمد بن عامر لـ”الجنوب اليوم” بالقول إن مثل هذه التصرفات من قبل عناصر الانتقالي واستهتارهم بحياة المواطنين هو تفسير منطقي لعقدة النقص التي يعانيها معظم المنتمين للانتقالي خاصة من أتو من مناطق ريفية كالمناطق الجبلية في محافظة الضالع التي ينتمي إليها رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي والذي ما إن نصبته الإمارات رئيساً للانتقالي حتى شعر بالعظمة وسارع إلى مباركة التطبيع مع الكيان الصهيوني متجاوزاً بذلك مشاعر وثوابت أبناء المحافظات الجنوبية الذين يقول بأنه يمثلهم، فما حدث مع الزبيدي هو نموذج لعقدة النقص التي هي حالياً تعم نفسيات المنتمين للانتقالي خاصة من العسكريين.
ويضيف بن عامر إن من يتصرفون مثل هذه التصرفات بحق المواطنين يشعرون في نفسياتهم بأنهم بهكذا تصرفات يثبتون سيطرتهم وسلطتهم في عدن وهذا دليل على شعورهم بأن الحاضنة الشعبية لا تقبلهم فيحاولون تعويض هذا النقص بهذه التصرفات التي تقود في أحيان كثيرة إلى نهايات مأساوية ضحاياها من المواطنين الأبرياء كما حدث مع الأكاديمية ميداء عبدالله.
ويؤكد الباحث بن عامر بأن هذه النفسية لا تنعكس فقط على سلوكيات عناصر الانتقالي أثناء قيادة الأطقم العسكرية داخل المدن بل أيضاً تنعكس حتى على سلوكيات من يدرسون منهم في الجامعة فمثلاً من ينتمون للانتقالي من العسكريين وهم لا يزالون يدرسون في الجامعة يستخدمون انتماءهم العسكري للانتقالي لفرض ما يريدون داخل الجامعة فلا يلتزمون مثلاً بالدراسة ويلجأون في أحيان كثيرة لتهديد الأكاديميين من أساتذتهم والضغط عليهم لمنحهم علامات ودرجات تؤهلهم للنجاح كما أنهم يستخدمون انتماءهم للتهرب من الالتزامات والرسوم المالية، ويختصر بن عامر سلوكيات معظم عناصر الانتقالي بأنها تعكس انتقالهم المفاجئ من واقعهم السابق حين كانوا في الريف إلى واقع جديد مغاير تماماً ولم يعتادوا عليه من قبل من سلطة ومال ونفوذ واستقواء على عامة المواطنين، ويتنامى لديهم إحساس بالعظمة بأن قيادتهم منحتهم الضوء الأخضر ليفعلوا ما يشاؤون حتى وإن كان ذلك فيه انتهاك لآدمية المواطنين العاديين وحقوقهم في العيش والحرية.
وأكد بن عامر أن الكثير جداً من عناصر الانتقالي سواء من الأفراد العاديين أو القيادات يستغلون الجهة التي يعملون لصالحها كونها تفرض سيطرتها الأمنية والعسكرية بقوة السلاح ولهذا يستندون في تجاوزاتهم وتصرفاتهم وسلوكياتهم داخل المجتمع إلى قيادتهم وإلى اعتقادهم بأنهم لن يخضعوا لأي محاسبة، وهذا ما نسميه في علم النفس بالسلوك الشاذ، فشعور هؤلاء بالعظمة ينعكس على تصرفاتهم لدرجة أنهم يصلون لمرحلة يعتقدون فيها أن المدن التي يسيطرون عليها هي ملك لهم بما فيها من ممتلكات ومواطنين، مشيراً إلى أن تصرفات أفراد الانتقالي حالياً هي نموذج مصغر لتصرفات السلطات الديكتاتورية.