صراع نفوذ بين شرعية هادي ومجلس عيدرس ينذر بتفجر الاوضاع في عدن .
الجنوب اليوم – خاص
لازال الملف الأمني والعسكري في عدن من الملفات الشديدة التعقيد ، فالمدينة تشهد إنقسام عسكري متصاعد منذ أكثر من عام بين القوات الموالية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي أستطاعت أستبقت حكومة هادي في إنشاء العشرات من المعسكرات التابعة لها تحت مسمى الوية الحزام الأمني بهدف حماية المدينة وإعادة الإستقرار فيها بعد سيطرة جماعات مسلحة على مختلف المؤسسات والمصالح الحكومية عقب تحرير المدينة من المليشيات الحوثية بمساعدة الإمارات والسعودية في يونيو من العام 2015م ، إلا أن تلك القوت لم تعد الوحيدة المكلفة بحماية عدن ، فالرئيس عبد ربه منصور هادي شكل قوات موالية له تحت مسمى الوية الحماية الرئاسية المدعومة من الرياض ومن قطر ، فتلك القوات التابعة لهادي شكلت بمشاركة حزب الإصلاح وبتمويل من دولة قطر التي قدمت لحكومة هادي 500 مليون دولار .
ذلك الإنقسام العسكري تسبب بصراع نفوذ بين هادي والاصلاح من جهة وأبو ظبي والمقاومة الجنوبية من جهة ثانية ، وكنتاج لذلك تصاعدت الإحتكاكات العسكرية بين الوية “الحماية الرئاسية “والوية ” الحزام الإمني ” والذي بات يهدد بتفجر الاوضاع عسكرياً في عدن في ظل تصاعد حالة التوتر بين الطرفين ، فطرفي الصراع في عدن ماضيان في الإستعداد لمعركة عدن ، فقوات الحماية الرئاسية تحشد المزيد من القوات وقوات الحزام الامني تحشد المزيد ومستمرة في التدريب والتأهيل العسكري أستعداداً لاي طارئ ، ولعل زيارة رئيس حكومة هادي للمنطقة العسكرية الرابعة أمس الاول تكشف عن مدى التحركات العسكرية لحكومة هادي وتعد رسالة واضحة للمجلس الانتقالي الجنوبي عقب تلقيها تهديدات مبطنة بأدارة الاوضاع في الجنوب في حال إستمرار حكومة بن دغر بالفشل في إدارة عدن وتدهور الخدمات .
ما أتضخ جلياً منذ عدة أشهر إن حكومة هادي التي تتهم بفشلها في تحسين الخدمات الإساسية في العاصمة عدن وفي محافظات الجنوب ، تسعى لإستثمار الملف الامني والعسكري في عدن ومحافظات الجنوب لازاحة الوية الحزام الامني من المدينة ، وإتاحة المجال لقوات الحماية الرئاسية للانفراد بها ، وهو الأمر الذي تدركة ابو ظبي جيداً ، فعلى مدى الاشهر الماضية من العام الحالي ، إستطاعت حكومة هادي الدفع بالآلاف من جنود وضباط الوية الحزام الامني إلى جبهات عسكرية في باب المندب وكهبوب والعمري والوازعية ومناطق شمالية للتصادم مع الحوثيين ، وهي ما اعدها مراقبون محاولة لاستنزاف الجنوبيين وتصفيتهم في معارك خارج الجنوب ، ومنذ يناير الماضي حتى يوليو الجاري أثبت مجريات معارك باب المندب إسهام حزب الاصلاح بتصفية العشرات من القيادات العسكرية الجنوبية بطريقة غير مباشرة ، ومنهم قيادات عسكرية عليا ، كما حاول مصادرة الانجازات العسكرية التي حققتها القوات الجنوبية في كهبوب والعمري والمخا وارتل وباب المندب، إلا أن تلك المحاولات أفشلت من قبل المقاومة الجنوبية .
حزب الإصلاح اتخذ من مشاركة القوات الجنوبية في معارك باب المندب مطية لتعزيز قدراته العسكرية في العاصمة عدن ، فحاول أكثر من مرة ادخال شحنات سلاح لتعزيز الويته العسكرية التي لم تكن تتلقى دعما بالسلاح من قبل التحالف العربي ، إلا أنه كل تلك المحاولات كانت محل مراقبة المقاومة الجنوبية. الامارات تستدعي الآلاف من مجندي الوية الحزام الامني إلى عدن.
اواخر الشهر الماضي حاول حزب الإصلاح اخلاء عدن من الوية الحزام الامني والمقاومة الجنوبية بتوجيهات من الجنرال علي محسن الأحمر ،حيث اصدرت عمليات المنطقة العسكرية الرابعة الموالية لهادي ومقرها عدن ، توجيهات بخروج 18 لواء عسكري من الوية الحزام الامني والحماية الرئاسية إلى عدد من المحافظات الجنوبية وبعض مناطق المواجهات في تعز باب المندب وكهبوب والشريجة ، وتزامن صدور تلك التوجيهات مع توافد المئات من المسلحين الموالين لحزب الاصلاح من شبوة إلى عدن ، وذلك في إطار مؤامرة يقودها حزب الإصلاح منذ عامين لاستعادة السيطرة على المدينة ، إلا أن تلك المساعي قوبلت باستدعاء قيادة الوية الحزام الامني في عدن المزيد من الجنود الذين منحو اجازة خلال ايام عيد الفطر المبارك ، وقالت المصادر أن الاستدعاء الذي وصف بالعاجل للمجندين تم من قبل الوية الحزام الامني التي يقودها الجعميلاني ولواء العروي ولواء القملي ، إستعداداً لاي مواجهات محتملة مع الوية الحماية الرئاسية الموالية لهادي .
تصاعد صراع النفوذ في عدن تسبب بتدهور الاوضاع الامنية منذ عام ، وكان سبباً رئيسياً لتفشي مظاهر الإنفلات الأمني في العاصمة على خلفية تلك الصراعات حيث سجل الاغتيالات واعمال السطو والسلب والنهب المتواصل لاراضي وممتلكات الدولة والمواجهات المسلحة التي تندلع بين فترة وأخرى بين مجاميع تابعه لالوية الحزام الامني ومجاميع أخرى تابعة لالوية الحماية الرئاسية .
كافة المؤشرات تفيد إلى وجود نوايا لدى حكومة هادي بازاحة اللواء شلال على شائع مدير أمن عدن أحد أعضاء المجلس الإنتقالي الجنوبي البارزين والذي تعتبره حكومة هادي عقبة كاداء امام مساعيها لفرض سيطرتها على عدن وتسليمها للقوات الموالية لهادي وحزب الاصلاح .