كيف استحوذت شركة إماراتية على الكهرباء في سقطرى وضاعفت معاناة المواطنين
الجنوب اليوم | متابعات
كشف تقرير صحفي ، نشر الأربعاء، كيف استحوذت الإمارات كلياً على الكهرباء في أرخبيل سقطرى تحت غطاء العمل الإنساني والإغاثي، وتعطيل مؤسسة الكهرباء الحكومية وأصولها في الجزيرة.
ونقل موقع ”قشن برس” (موقع إخباري متخصص بمحافظتي المهرة وسقطرى)، عن مسؤولين محليين قولهم، إن “شركة دكسم باور” الإماراتية العاملة في سقطرى استحوذت تدريجياً على تزويد السكان الجزيرة، وإقصاء مؤسسة الكهرباء الحكومية في الأرخبيل اليمني.
وبحسب التقرير :قال أحمد عبدالولي وهو مسؤول في السلطة المحلية إن الإمارات تدير بشكل كامل “الكهرباء” في سقطرى، إضافة إلى الخدمات الحكومية الأخرى من “توفير المشتقات النفطية والغاز المنزلي” و”تتحكم بالسياحة” و”تدير المطار الدولي الوحيد في الأرخبيل” كما تسيطر على الميناء الرئيسي، ولها نفوذ وسيطرة في معظم المجالات الأخرى.
ولفت المسؤول إلى أن “الإمارات أدخلت شركة دكسم باور كشركة كهرباء خاصة إلى الجزيرة لتشغيل الكهرباء في أحد المصانع التابعة للإمارات في سقطرى، لكنها توسعت بعدها إلى المناطق وبتشغيل مجاني للمواطنين دون التنسيق أو إذن مسبق من السلطات المحلية بالجزيرة”.
وتابع: “الإمارات تدير فعلياً جزيرة أرخبيل سقطرى بعيداً عن أي سيطرة لحكومة هادي، تحت غطاء الأعمال الإنسانية خاصة عبر مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، والهلال الأحمر الإماراتي”.
ويشير المسؤول في السلطة المحلية “عبدالولي” ومسؤول آخر في مؤسسة الكهرباء الحكومية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته خشية تعرضه للملاحقة، إلى أن السيطرة الفعلية بدأت في 11 سبتمبر/أيلول2019 عندما “اقتحم مسلحون دربتهم وموّلتهم الإمارات في سقطرى بطلب مباشر من “خلفان المزروعي” مدير مؤسسة خليفة، مقر مؤسسة الكهرباء، وقاموا بتسليمها لشركة ديكسم باور”.
وأضافا أن الموظفين في مؤسسة الكهرباء “حاولوا منع فريق ديكسم باور ومؤسسة خليفة من الدخول لكنهم اقتحموا المؤسسة بالقوة وبحماية من الميليشيا التي رافقتهم”، مشيرين إلى أنه تم “تكسير بوابة المؤسسة والهنجر الذي كان بداخله المولدات وتم جلب رافعتين تابعة لمؤسسة خليفة وقاموا بمصادرة ونقل المولدات من المبنى إلى حوش محطة آذنوك الإماراتية”.
لاحقاً خلال الأشهر التي تلت الاقتحام يقول عبدالولي ومسؤول في مؤسسة الكهرباء إن الإمارات: عملت على تدمير ممنهج لمقر المؤسسة ونهبت كل تحتويه المؤسسة من مكائن وخزانات ومقطورات نقل النفط، وعملت على مصادرة المكائن وعطلت الشبكات والأسلاك الكهربائية، ومارست العبث بالأسلاك وخطوط الضغط العالي، وعملت مؤخراً على استبدال العدادات الحكومية بعدادات إلكترونية تعمل على بطاقة ائتمانية.
وقال مسؤول في مؤسسة الكهرباء إن المجلس الانتقالي الجنوبي وميليشياته في سقطرى: قاموا عقب السيطرة على المؤسسة بنهب تمديدات الكهرباء إلى المناطق واستبدلوها بتمديدات خاصة بشركة “ديكسم باور”، وبدأت الشركة بالتوسع والسيطرة بسرعة.
وتوقف مئات الموظفين في كهرباء سقطرى عن العمل، وعلى غير الوعود التي قطعت بدفع رواتب هؤلاء الموظفين فإن المبالغ المالية المحصلة من قبل “ديكسم باور” كإيرادات تعود بالفائدة لصالح الشركة الإماراتية، كما يفيد تقرير الموقع.