تحدي طارق عفاش لأبناء الجنوب ونضالاتهم ضد نظام 7/7.. موقف الانتقالي صمت أم تواطؤ؟
الجنوب اليوم | تقرير
مثل تدشين القيادي المدعوم من الإمارات طارق عفاش لما سُمي المكتب السياسي لـ”المقاومة المشتركة في الساحل الغربي” التابعة للإمارات في مدينة عتق بمحافظة شبوة الجنوبية، تحدياً بالغاً واستفزازاً كبيراً لأبناء المحافظات الجنوبية ونضالاتهم ضد نظام 7/7 الذي تحالف في تسعينات القرن الماضي على أبناء الجنوب والثروات الجنوبية.
واعتبر مراقبون ما أقدم عليه طارق عفاش بأنه يعد إهانة بالغة الجرأة والعنترية لأبناء الجنوب وتقليلاً من شأن أبناء هذه المحافظات، فالتعامل العفاشي الحالي المدعوم إماراتياً مع المحافظات الجنوبية ينم عن أن هذا التيار لا يلقي بالاً بأي شكل من الأشكال بأبناء هذه المحافظات وحقهم في إدارة شؤون حياتهم ومناطقهم وإدارة حتى ثرواتهم وحقهم في تقرير موقفهم ووضعهم، وكأن تيار عفاش يتعامل مع المحافظات الجنوبية على أنها ملكية خاصة مُنحت لهم بضوء أخضر إماراتي وسعودي.
ويتحمل المجلس الانتقالي الجنوبي جزءاً كبيراً من مسؤولية إدخال وإعادة نظام عفاش إلى السيطرة في الجنوب وهو ما قد يتبعها بالضرورة العودة تدريجياً إلى السلطة وما فعلته الإمارات من تنصيب لمحافظ من القيادات المؤتمرية التابعة لجناح عفاش كمحافظ لشبوة أكبر دليل على ذلك، فترحيب الانتقالي بالتحالف مع طارق عفاش وفتح المجال أمام قواته في الساحل الغربي للتدخل في الجنوب بذريعة حماية المحافظات الجنوبية ومنع تقدم قوات صنعاء فيها، كان مجرد غطاء مررت من خلاله الإمارات أدواتها الجديدة وكان ذلك برعاية ومباركة من الانتقالي الجنوبي الذي صفق لهذا السيناريو عن غباء وليس عن سياسة ودراية.
هذا الموقف السلبي من الانتقالي والغبي حسب مراقبين، يبدو أنه سيتسبب بانقسامات داخل المجلس الانتقالي وقواته، وهو ما تثبته التحركات الأخيرة للانتقالي – عسكرياً – على خلفية تحركات طارق عفاش، حيث دفعت قوات الانتقالي اليوم الإثنين بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى شبوة.
وأكدت مصادر أن تعزيزات عسكرية للانتقالي وصلت اليوم الإثنين إلى مديريات شبوة الشرقية قادمة من محافظة حضرموت، في حين عزا مراقبون هذا التحرك بأنه يأتي محاولة لمواجهة تمدد قوات طارق عفاش في محافظة شبوة، خاصة وأن فصائل وقيادات داخل الانتقالي أصبحت تدرك أن شبوة تقترب من خروجها عن سيطرة الانتقالي بشكل شبه كلي.
هذا التحرك العسكري من بعض الأطراف داخل الانتقالي لا يبدو أنه يتم بشكل منسق ومتفق عليه داخلياً، وهو ما يدعو للتساؤل من جديد عما إذا كان الانتقالي سيستمر في صمته إزاء توغل جناح عفاش ونظام 7/7 في الجنوب من جديد، خاصة وأن هذا الصمت أقل ما يمكن القول عنه بأنه تفريط بدماء أبناء المحافظات الجنوبية التي دفع بها الانتقالي تحت غطاء استعادة الجنوب والقضية الجنوبية لينتهي الأمر بتلك الدماء بأنها سُفكت في مصلحة القوى الإقليمية الخارجية الهادفة لاحتلال أرض الجنوب ومياهه الإقليمية وجزره، ويأتي الانتقالي بنفسه هو من يسلم الجنوب لأعدائه السابقين.