مصادر تكشف الأهداف الحقيقية للمشاورات التي تريد إقامتها الرياض ومن هم الأطراف المعنيون بها
الجنوب اليوم | تقرير
كشفت مصادر خاصة للجنوب اليوم عن حيثيات ودوافع الرياض لجمع القوى الموالية لها في اليمن لعقد مشاورات في العاصمة الرياض بدءاً من 29 من مارس الجاري وحتى 7 أبريل القادم.
المصادر أكدت أن الرياض وتحديداً محمد بن سلمان يهدفون لتغيير كبير في منظومة “الشرعية” بما في ذلك تنحية هادي على جنب واستحداث شرعية جديدة، مضيفة إن التسريبات الأولية حول الرؤية السعودية لهذه المنظومة الجديدة تقوم على إبقاء هادي بمنصب رئيس الشرعية مع سحب صلاحياته بالكامل ومنحها لنائبين يتم اختيارهما من قبل السعودية والإمارات وأن المشاورات التي ستجمع فيها الرياض القوى اليمنية الموالية للتحالف والمتواجد معظم قيادتها في الخارج منذ بداية الحرب هي فقط لمنح تنصيب نائبين لهادي بصلاحياته صبغة شرعية للقول بأن هذا القرار جاء بناءً على ما خرج به المتشاورون في الرياض.
وكان أمين عام مجلس التعاون الخليجي قد صرّح للإعلام السعودي إن الاستضافة التي تعتزم إقامتها الرياض هي للمشاورات وليس للمفاوضات، مشيراً إن الدعوات سترسل لجميع الأطراف اليمنية، وسيتم عقدها بمن يحضر.
تصريحات أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاءت كرسالة رد على حزب الإصلاح الذي سربت مصادر في وقت سابق رفضه المشاركة في هذه المشاورات لمعرفة الحزب مسبقاً أن هدفها هو إزاحته عن سلطة الشرعية، إضافة إلى كونها رداً على تصريحات قيادات سلطة الحوثيين بصنعاء والذين أعلنوا رفضهم انعقاد أي مشاورات ترعاها السعودية التي تعد أهم أطراف الحرب في اليمن.
يبدو من تصريحات أمين عام مجلس التعاون الخليجي أن المشاورات المزمع إقامتها هي مجرد غطاء لما تم الاتفاق عليه بين السعودية والإمارات وأن ما سيصطلح عليه لاحقاً بمخرجات مشاورات الرياض أصبحت جاهزة من الآن ومقررة.
ويرى سياسيون مقربون من حكومة المناصفة وكبار مسؤولي الشرعية المقيمين في الرياض أن المشاورات بين القوى المنضوية تحت غطاء الشرعية هدفها الاتفاق على سحب صلاحيات هادي، لكنهم يرون أيضاً أن الاتفاق على تسمية النائبين ليس أمراً محسوماً مسبقاً من قبل السعودية وأن تسمية النائبين ستتم أثناء هذه المشاورات، وبما أن هذه المشاورات لن تشارك فيها صنعاء فسيتم توظيفها لاحقاً للقول بأن هذه الشرعية الجديدة تم التوافق عليها بين كل اليمنيين باستثناء الحوثيين، بينما هي في الحقيقة إعادة صياغة شرعية جديدة بنفس الأدوات السابقة التابعة للتحالف.
كما يرى هؤلاء الساسة المقربون من سلطة التحالف بأن الرئيس هادي لا يريد مغادرة منصبه أو حتى سحب صلاحياته، مؤكدين أن هادي بعث برسالة للعاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز يستجديه فيها عدم السماح بنزع صلاحياته كرئيس، لافتين إن ذلك كان واضحاً من خلال برقية التهنئة التي بعثها هادي في هذا التوقيت تحديداً لسلمان بن عبدالعزيز.