كيف تغيرت قيادة الانتقالي وأصبح اهتمامها فقط بالمال والتجارة
الجنوب اليوم | مقالات
كتب/ صالح الحنشي
لاتستطيع اي وسيلة التاثير على تفكير الناس وتغيير سلوكهم اكثر من التجارة والمال.. في شمال الشمال حيث رابط القبيلة الذي قد يفوق ماعداه.
بقي هذا الرابط الحصن المنيع الذي تحتمي به القبيلة وتماسكها. وتبعية الرعية للشيخ، لكن حين دخل المال والعمل التجاري في هذه الكتلة القبلية بدأ التغيير، خصوصاً بعد أن دخل شيوخ القبائل في الأعمال التجارية.
أصبح شيخ القبيلة رجل اعمال ومدير شركة تجارية، وضعه الجديد هذا حتم عليه أولاً تغيير مظهره الخارجي، وتخليه عن زي الشيخ والقبيلي.
وهذه الخطوة الأولى لياتي بعدها تغيير تفكيره واهتماماته.
الشيخ الذي أصبح رجل اعمال، أصبح يملك شركات تجاريه تمتد بطول البلاد وعرضها وعليه ان يهتم بمصالحه التجارية.
وهنا انتقل باهتمامه من المساحه الجغرافيه للقبيلة، الى مساحة اكبر بامتداد تواجد مصالحه التجاريه، وعند المقارنه بين مصالحه في اطار جغرافية القبيلة، وبين جغرافية مصالحه، وجد ان مصالحه في الاطار الجغرافي لشركاته أهم من مصالحه في جغرافية القبيله، . بل ربما اصبح يشعر ان القبيلة قد اصبحت عبئاً وتستهلك جزءاً من جهده الذي هو بحاجة له لرعاية مصالحه خارج حدود القبيلة، وان عليه ان يخفف من وطأة هذا العبئ (القبيلة).
فبداء شيخ القبيلة يقلص تواصله مع القبيلة ولم يبق الا ماهو في الحد الضروري الذي يراه، شيئا فشيئا استمر هذا التباعد بين المركز في القبيلة والاتباع، وبدأت اهتمامات بيوت المشيخة غير اهتمامات اتباعهم.
وبدأ التفكك..
قيادة المجلس الانتقالي وخصوصا القيادات التي جاءت من الحراك. بعد العام 2015 تغيرت حياتهم تماما.. واصبح معظمهم يملك العقارات والمال وسلطة ومصالح. ومن هنا بدأت الهوة بينه وبين انصار المجلس (الحراك)، بعد ان اصبحت لديه مصالح. سيجد نفسه قريب من اصحاب مصالح اخرين.. اخرين مازالوا يرون فيهم اتباعه انهم خصوم.
ويبدأ بعدها التباين في التفكير بين قيادة تغير نمط حياتهم ومستواهم المادي، وانصار مازالوا متمسكين بتلك الشعارات التي كانوا يرفعونها معا.
هذه القيادة التي لديها مصالح. اصبح من المستحيل تخليها عنها، وتخليها عن نمط حياتها. ويصبح كل ماتفكر فيه هو مايضمن حماية واستمرار هذه المصالح.
فاذا تطلب الامر مثلا، لانجاز مشروع استعادة الدولة يتطلب النزول للشارع والمشاركة في التظاهرات والتمرد، لم تعد هذه القيادة مستعده للعودة الى هذا الوضع، فقد اصبحت تخاف على فقدان مصالحها، بينما لن يرى الانصار اي مانع من العودة لهذا الوضع.