ماجد الداعري يكتب / مشاورات الرياض تقزيم واستغباء مهين للقضية الجنوبية
الجنوب اليوم | مقال
هل تتذكرون إعلام الانتقالي وكذبة إعلامييه المشاركين في مشاورات الرياض وخلطهم الفاضح بين نقاشات ومخرجات المشاورات، بعد خروجهم علينا يومها -عبر صفحاتهم ووسائل إعلامهم المعلبة- بادعاء تحقيق إنجاز وطني خارق للقضية الجنوبية في تلك المشاورات، تمثل بزعمهم العقيم إدراج قضية الجنوب وحق تقرير المصير، في أجندة أي مفاوضات حل نهائي للأزمة اليمنية.. والله كنت مشغول أفكر من يومها: كيف ومن أين اخترعوا لنا هذه الكذبة المستحيلة التصديق، كون تلك المشاورات المسرحية، تجري بالرياض وبرعاية خليجية مفترضة من الشقيقة والدول الخليجية المعروفة بمواقفها تجاه الجنوب واليمن عموماً.
ولكن، الحمد لله وصلتُ أخيراً إلى الحقيقة التي تؤكد عكس ما قالوا تماماً، بل تكشف فقط عن جهل وخلط فاضحين بين نقاشات أمنياتهم بالقاعات ومخرجات نقاشاتهم التي تضمنها البيان النهائي للمشاورات والذي نص كما وضحته صورة من البيان، حول هذه الجملة التي تبدو وكأنها مضافة اعتراضياً لغاية مؤقتة في نفس كتبة البيان الختامي، ولا تتضمن أي شيء مما بشر به الزملاء الانتقاليين المتشاورين هناك، من إنجاز وطني جنوبي مزعوم.
فلا تقرير مصير.. ولا حل نهائياً للأزمة وإنما (إدراج قضية شعب الجنوب في أجندة مفاوضات وقف الحرب، لوضعها في إطار تفاوضي خاص بعملية السلام الشاملة) وبين هذا التعبير التقزيمي للقضية الجنوبية وما زعموا، ما يكفي لتوجيه الشعب الجنوبي اللعنات عليهم، مع كل صلاة وقبل كل أكل وشراب، وعلى كل من شارك في تلك المهاترات الشكلية باسم الجنوب وقضيته وتضحيات شهدائه وخيرة رجاله وأحراره؛ لأن الفرق شاسع ولا يقارن بين ما قالوه لنا كذباً، وحقيقة ما كُتب فعلاً بمخرجات وتوصيات المشاورات كما ترونه من تعبير استغبائي مهين للقضية الجنوبية وحق الشعب الجنوبي المشروع في تقرير مصيره بعيداً عن إملاءات وتوصيات وجمل مفخخة مرت على الجميع هكذا وتُعد دليلاً كافياً لإدانتهم بالتقصير وزجرهم على سطحية عقولهم!
يكذبون بغباء ليخادعوا أنفسهم ويضحكون على من لا يزال مخدوعاً فيهم!